النسخة الكاملة

الغزّويون على قلب رجل واحد.. الموت في غزة لا خارجها يُفشل مخطط الاحتلال

الثلاثاء-2023-10-31 05:11 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - أخيرا وبعد رفض مبدئي أصبح ترددا إثر نقاش مستفيض بين أخذ ورد، أذعنت لعاطفتي تحت ضغط أبنائي ورجائهم وخوفهم من الموت تحت أنقاض منزلنا الذي يفصله العد التنازلي لصاروخ من إحدى طائرات العدو ليضيفنا الى سجل الجرائم الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في كل لحظة منذ السابع أو الثامن من تشرين الثاني الذي لم تنته مآسيه وكوارثه بعد لكن أيضا لم تنته قصة الصمود الفلسطيني في وجه الهجوم الأكثر بشاعة في المنطقة وربما في العالم كله".

بهذه الكلمات بدأ الزميل الشوا يرسم الحالة الإنسانية في غزة، في كل مدن قطاع غزة من شماله الى جنوبه، فـ "الغد"، يقول الشوا، "ما يزال يحمل في طياته الكثير من المفاجآت القاسية والمميتة لمئات الفلسطينيين الأبرياء في كل يوم انتقاما من شعب لم تمت فيه جذوة الشجاعة والصمود والثبات على المطالبة بحقه الوطني والإنساني الذي أقرته المواثيق الدولية"، فالنزوح من بيت مدمر الى آخر لسبب قاهر أو لأكثر من سبب، ومن تحت سقف منهار الى فضاء الأرض، سيظل نزوحا من غزة الى غزة ولن يكون بأي حال الى أرض غير غزة.

تلك هي عقيدة الفلسطيني في غزة كما هي في كل المدن على الجغرافيا الفلسطينية، فما مات حق وراءه مطالب وبالتأكيد سيأتي غد يحمل معه تباشير الصبر بالنصر على عدو يقف أكثر من نصف العالم وراءه بكل ما اؤتي من قوة.

في الطريق الى دير البلح عشرات المنازل التي كانت تضج بالحياة والحركة ضربت صواريخ الحقد مرة بعد أخرى، والشوارع المقطعة بتلال من بقايا المنازل المدمرة تزدحم بالناس: أطفال ونساء وشيوخ ويافعون وبعض من الرجال، عربات "كارلو" تجرها الخيول تحمل مصابين الى المستشفيات نيابة عن سيارات الإسعاف التي أصر العدوان الهمجي على تحييدها عن أداء وظيفتها الإنسانية، ورائحة الموت في كل مكان.

في دير البلح اصبحنا اكثر من ثلاثين شخصا في شقة سكنية واحدة، نمنا ليلتنا الأولى ولم نفكر بشيء سوى بالعودة الى بيوتنا، لنصحو على على قصف عنيف وأعمدة الدخان ورائحة البارود المختلط بالإسمنت لنسجل عددا جديدا من الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء وأشلاء شهداء تناثرت في المكان، فالحال سيّان في غزة أو دير البلح أو رفح، في مخيم الشاطئ أو البريج أو النصيرات أو غيرها، فليس من شيء أكثر فظاعة من أن تنتظر الموت؛ الموت بصاروخ أو جوعا أو عطشا وسط الخراب في كل مكان وإنْ كان من هروب فهو ليس هروبا من موت الى موت بل من قضاء الله الى قدره لكنه لن يكون إذا كان إلا في غزة، في أي مكان فوق تراب غزة فقط، فهذا ما أفشل مخطط الاحتلال في تهجير الغزيين الى خارج القطاع لأنهم على قلب رجل واحد في رفض تكرار النكبة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير