جفرا نيوز -
جفرا نيوز - وضع السابع من تشرين الأول المستوطنين القادمين إلى «أرض الميعاد» - حسب اعتقادهم - بين فكي كماشة في رحلة نزوح من الداخل إلى الداخل ومن الداخل إلى الخارج، وكأن التاريخ يعيد نفسه وتدور الدائرة على من بغى، حيث التصقت كلمة نازح دائما بالفلسطيني الذي سلبت أرضه وتعرض للعديد من الهجرات داخليا وخارجيا حتى باتوا في رحلة شتات دائم.
لكن، مع فجر السابع من شهر تشرين الأول، قلبت الصورة وبدأ الزحف العكسي للمستوطنين القادمين من الخارج اصلا، من بلادهم الأصلية ليسكنوا أرضا غير أرضهم ويعتقدون انها «أرض الميعاد» ضمن أسطورة مزيفة لتسقط مقولة دولتهم «الأمن والأمان والاستقرار» .
فما بقي شيء على حاله حيث أمضوا أيامهم ولياليهم بعد هذا التاريخ في الملاجئ وسقوط مقومات دولتهم.
يسعى الكيان ومنذ استحداثه الى استقطاب كل يهود العالم لأرض ليست لهم من خلال مغريات كثيرة تصطدم بأرض الواقع، حيث سقطت وعودهم كاملة وسقط أساس وجودهم على أرض فلسطين وضربت عقيدة الاحلال المستندة إلى اطروحات مزيفة وضعتها الحركة الصهيونية وهدفت إلى هجرة جميع يهود العالم إليها.
من أجل ذلك يخفي هذا الكيان الارقام الحقيقية والفعلية للنزوح الخارجي وعدم الشعور بالأمان، ويعتم على عدد المغادرين والذي بلغ خلال عشرة ايام بعد عملية طوفان الاقصى 140الفا غادروا عبر مطار بن غوريون والذي هرع اليه المستوطنون للحصول على تذكرة سفر بشكل مباشر وحجز مقعد في طائرة تأخذه بعيدا من حيث أتى ليرتفع الرقم وتكون آخر إحصائيات الفرار 300 ألف مستوطن غادر أرض الميعاد مسرعا.
وتؤكد كافة الاستطلاعات الدولية ان 33 ٪ يفكرون فعليا بالهجرة والانتقال للعيش في أوروبا وأميركا لاسيما ان معظم المهاجرين محتفظون بجنسياتهم الأخرى وهم من يطلق عليهم «الاشكناز» وهذا ما يسهل لهم طريق الفرار.
وحسب موقع "باسبورت نيوز" مستندا إلى معطيات إدارة مراقبة الحدود في سلطة السكان والهجرة، أن هذا الرقم لا يشمل عدد المغادرين على السفن الامريكية او الطائرات الفرنسية والبريطانية وغيرها من الجنسيات حيث حرصت هذه الدول على اخراج مزدوجي الجنسية في الأيام الأولى لحرب بين الغاصب وصاحب الأرض.
داخليا نزح 500 الف مستوطن داخل الكيان كما تم إخلاء مستوطنة سديروت بالكامل، وتضم نحو 20 ألف مستوطن، وإخلاء المستوطنات القريبة من الحدود الشمالية مع لبنان ومن خرج لا يفكر بالعودة بعد أن فكروا بما يمكن أن يحدث لهم وبعد أن سقطت مفاهيم كثيرة لديهم.
ويقول الخبير الاستراتيجي المختص بالشؤون الإسرائيلية جورج سكرار أن خروج المستوطنين وعودتهم إلى بلادهم الأصلية تضرب الكيان الصهيوني في مقتل لأنها عقيدة تمادوا فيها إلى حد اسقاطها دينيا على تاريخهم وتلمودهم الذي كتبوه في عهد نبوخذ نصر.
وأضاف أن أسباب الهجرة العكسية لليهود مختلفة ثم أن العديد من اليهود الصهيونيين القادمين من الخارج يأتون كعملية جس نبض على أرض الواقع ومن أجل الحصول على الجنسية لاعتقادهم أنها من أهم الجنسيات ثم يغادرن فلا ارتباط بهذه الأرض التي لم تكن في يوم من الايام لهم وما يحتاجه القادم الذي ترك أرضه الفعلية مجرد مكتسبات اما الآن من يفر خارجا لعدم شعوره بالأمان والخوف من اندلاع اي مقاومة في اي وقت لذلك كانت الهجرة العكسية خلال الانتفاضة الأولى والثانية بين عامي 1987و2000
وقال سكرار أن الكيان تعهد على إعطاء حياة مزدهرة للقادمين والعمل على جذبهم بعيش رغد وافضل من اي دولة آخرى واقناعهم أن وجود اليهود دينيا وتاريخيا هو المدماك من اجل دولة اسرائيل مضافا إلى ذلك أن عددا كبيرا من هؤلاء يعانون من وضع اقتصادي صعب إضافة إلى وجود تمييز عنصري يشمل المهاجرين نفسهم حسب أصولهم وجنسياتهم اي أنهم لم يجدوا جنة على أرض الميعاد كما افهموهم حاخاماتهم بناء على التلمود الذي زيف حقائق تاريخية واضحة.
وقال ستزداد الهجرة في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى وهذا ما يجعل الكيان مرتجفا ويعاني من ضغوطات كبيرة جدا وايضا هناك خلافات واضحة ضمن القيادات الإسرائيلية في مختلف القطاعات، فقد تعرض الكيان الى هزة قوية وما يجري الآن جعل العالم في صدمة وعلى رأسها الدول التي تدعمها بكل شيئ
وحسب الاحصائيات فالهجرة العكسية في السنوات الاخيرة متزايدة بدءا من عام 2022 حيث انخفضت نسبة القادمين من امريكا وأوروبا بما يقدر بـ 20 ٪، علما ان الهجرة العكسية لم تتوقف حتى مع بداية الكيان المزعوم فكانت هناك هجرات كثيرة بين أعوام 1948 و1967 الا انها تزداد أكثر وتتكشف خطط الكيان حتى لليهود الصهاينة أنفسهم.
وتشير الأرقام والاحصائيات الى أن العام الماضي شهد دخول عدد من المهاجرين تحديدا من روسيا واوكرانيا بسبب الحرب وبلغ عددهم 5600 وهذا الرقم مهم للكيان لانه يبحث عن فرد واحد إلا أن 1800 من الروس غادروا إلى بلدهم الأصلي بعد أن حصلوا على الجنسية.
وتقول حنان البكري الباحثة في الشؤون الإسرائيلية أن السبب الأساس في الهجرة هو عدم وجود الأمن لهم وازدياد خوفهم من اندلاع معارك أكبر في المستقبل وباتت هذه العائلات تخشى أن تقع في الأسر او تقتل في اي لحظة لاسيما بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى التي هزت الكيان باكمله
وأضافت البكري، ما جرى في السابع من الشهر الحالي كان صدمة كبيرة للعديد منهم بسبب الخسائر التي وقعت بينهم لأنهم يعتقدون دائما أنهم الدم السامي ولا مساس به لذلك هربوا خارجا وهرعوا إلى مطار بن غوريون والمطارات الأخرى.
وقالت، الثقة نزعت بعد العملية الأخيرة حيث سقطت أسطورة الحماية من كافة الجهات الاستخباراتية والعسكرية إضافة إلى أن عدد القتلى من الجانب الإسرائيلي كان كبيرا جدا لم يعتد عليه الكيان إضافة إلى أن هناك قناعة بأن الدائرة التي حولهم في أرض الميعاد من الشعوب العربية تزداد فيها كراهيتهم وأن الحديث عن السلام بين الشعوب غير موجود .
الدستور