جفرا نيوز -
جفرا نيوز - تراود الكثيرين أفكارٌ سلبيةٌ متكررةٌ، وهو ما يطلق عليه بـ"وسواس اجترار الأفكار"، حيث يبدأون بالتشكيك بقدراتهم، والشعور بالقلق والتوتر الدائم، إضافة إلى سيطرة الأفكار السلبية عليهم، ما يؤثر على حياتهم اليومية.
ولا بد أن نذكر أن الأفكار السلبية شائعة للغاية، وربما تفاقمت خلال جائحة كورونا، إذ صرَّحت ليلا ماجافي، الطبيبة النفسية والمديرة الطبية الإقليمية في الطب النفسي المجتمعي، لموقع "health"، قائلة: خلال الوباء، يميل الأفراد إلى حالة "اجترار الأفكار" بحثًا عن شعور بالسيطرة؛ لأنهم يواجهون حالة من عدم اليقين المسببة للقلق.
تأثير الأفكار السلبية
يمكن أن يؤدي التفكير السلبي المستمر إلى انغماسك في أماكن مظلمة جدًا، فاجترار الأفكار المتكرر والتفكير السلبي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الحالة المزاجية وتثبيط طاقة المرء، فيبدأ الفرد بعزل نفسه في بعض الأحيان، مما يؤدي إلى إصابته بجنون العظمة، والانفعال، والغضب.
ولا بد من معرفة أن هناك فرقًا بين "القلق العام" و"اجترار الأفكار"، فالأول يركز على المستقبل، كأن يشعر المرء بالخوف على أمان عائلته وصحته، لكن في حالة اجترار الأفكار، يميل إلى التركيز على الماضي أو الحاضر؛ كأن ينصب تركيزه على رأي الآخرين به.
وكشف الدكتور غوري أرغام، الحاصل على دكتوراه في الطب والمؤسس المشارك في جامعة ستانفورد برينستورم، أن الاجترار يمكن أن يظهر في العديد من الأمراض العقلية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق، على الرغم من أنه ليس من الواضح دائمًا ما إذا كان الاجترار يأتي أولًا أم أن الاضطراب هو الذي حدث.
وهنا نعرض بعض الطرق التي يمكن أن تساعدك في إدارة عقلك. إليك ما تحتاج إلى معرفته.
ادرس أفكارك واسأل نفسك ما إذا كان لها فائدة
بحسب الدكتور أرغام، فإن الوعي هو المفتاح؛ لذلك قبل أن تتمكن من فعل أي شيء حيال الأفكار المتكررة، عليك أن تلاحظ وقت حدوثها، افحص ما إذا كانت الفكرة تدفعك للأمام أم أنها تتركك عالقًا؟.
ويقترح الدكتور أرغام أن تسأل نفسك بعض الأسئلة: "هل هذا يخدمني؟ هل سأحصل على إجابة لهذا الآن؟ ماذا يمكنني أن أفعل أيضًا؟"، وإذا لم تتمكن من حل ما تفكر فيه الآن، فقد حان الوقت لتجربة تكتيك مختلف.
اصرف انتباهك
صرف الانتباه عن الأفكار التي تراودك، يمكنه جلب الكثير من الراحة لك، وأفضل طريقة لذلك عبر إلهاء ذهنك بحل الألغاز أو ممارسة هواياتك، أو القيام بالأمور التي تهمك، والتي تجلب لك السعادة. فضلًا عن التواصل مع الأصدقاء والعائلة وممارسة الأنشطة البدنية.
وبيَّن الدكتور ماجافي أن حل الألغاز باستطاعتها تحسين اليقظة الذهنية وحالات المزاج العام، كما يمكن أن تقلل من تلف خلايا الدماغ وتسهل نمو الخلايا العصبية الجديدة.
افعل شيئًا لم تفعله من قبل
غالبًا ما يكون الافتقار إلى المحفزات الجديدة البيئة المناسبة للأفكار المتكررة، كأن تبقى في ذات الغرفة، مع ذات الأشخاص، وعيش نفس الروتين اليومي مرارًا وتكرارًا.
لذا امنح نفسك بعض المحفزات الجديدة، كأن تعمل على تغيير بيئتك عن طريق الذهاب في نزهة بمنطقة لم تزرها من قبل، أو مكانٍ لديك فيه ذكريات جميلة وإيجابية.
التركيز على العادات الصحية
عندما تكون في حالة شك وقلق، احرص على تنظيم نومك، وتناول الطعام بشكل جيد، والبقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة.
وشدد الدكتور أرغام أن النوم مهم بشكل خاص، قائلًا: عندما تحصل على قدر أكبر من الراحة، يكون لديك سيطرة أكبر على عقلك، ويقل احتمال وقوعك في فخ التفكير الزائد، والاجترار، والقلق.
وأضاف أن نوع الأسئلة التي تراودنا ليست بالجيدة في كثير من الأحيان، حيث يكون الأمر أشبه بمحاولة حل لغز ليس له إجابة؛ لذلك عليك تحويل أفكارك بعيدًا عن المحتوى المزعج أو المقلق إلى شيء آخر.