جفرا نيوز -
جفرا نيوز - تعد غزة من أعرق المدن العربية وأقدمها، وقد تضاربت المعلومات عند المؤرخين حول تسمية مدينة غزة، فاختلفوا في ما بينهم عن التسمية الصحيحة أو الدقيقة، كما الحال دائمًا في أغلب المدن القديمة.
وقد ذكرت غزة لأول مرة في التاريخ في مخطوطة تعود إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، في عهد الملك المصري تحتمس الثالث.
وأطلق العرب على المدينة الفلسطينية المعروفة غزة اسم (غزة هاشم)، وتعود هذه التسمية إلى وجود قبر جد النبي محمد، صلى الله عليه وسلم (هاشم بن عبد مناف)، وذكر ابن سعد في الطبقات وغيره أن هاشمًا خرج إلى الشام في أصحابه فاشتكى فأقاموا عليه حتى مات فدفنوه بغزة.
ويعد مسجد السيد هاشم من أهم المساجد في مدينة غزة بالبلدة القديمة، حيث يوجد به قبر جد الرسول، صلى الله عليه وسلم، هاشم بن عبد مناف الذي ارتبط اسمه باسم المدينة.
ويقع المسجد في حي الدرج، ويحمل طابعًا تاريخيًّا، لأن قبر هاشم بن عبد مناف، موجود في إحدى غرفه الجانبية، ويحمل اسمه.
وأكد المؤرخ الدكتور عبد اللطيف أبو هاشم، مدير المخطوطات والآثار بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية وصاحب عدة مؤلفات حول معالم غزة التاريخية ومساجدها، أن مساحة المسجد تبلغ 2371 م2، وهو من أكبر مساجد غزة وأتقنها بناء، بحسب موقع وزارة الأوقاف في غزة.
وقال أبو هاشم: «يعتقد أن السيد هاشم بن عبد مناف جد الرسول، صلى الله عليه وسلم، مدفون فيه، والراجح أن المماليك هم أول من أنشاه وقد جدده السلطان عبد المجيد العثماني سنة 1266هـ/ 1850م».
تقول الروايات الدينية إن جد الرسول هو أول من سنّ الرحلتين لقريش للتجارة، وكان في كل سنة يأتي إلى مدينة غزة ويقيم فيها مدة الصيف وفي آخر مرة من رحلته توفي ودفن فيها بإجماع المؤرخين، ولذلك نسبت المدينة إليه فقيل لها منذ ذلك الوقت (غزة هاشم)، مشيرًا إلى أن مدفنه كان بموضعه المعروف، وكانت بلقعًا (غير ظاهر) لا بناء فيها بالقرب من سور المدينة من الجهة الشمالية.
وأوضح أبو هاشم أن للمسجد مكتبة عظيمة أكثرها من الكتب المخطوطة النفيسة، وصارت تقام فيه الصلوات الخمس والجمعة، وأقام بحجراته بعض أهل العلم والطلبة والقراء، وآوى إليه أبناء السبيل والغرباء وجعل له موسمًا في كل عام ثمانية أيام بلياليها، وينتهي ليلة الثاني عشر من شهر ربيع الأول، يزدحم فيها الناس وتؤمه الرجال والنساء من غزة وضواحيها.
مدينة غزة هي مدينة الإمام الشافعي ومسقط رأسه، وعُرفت غزة بأسماء عديدة عبر العصور، فكانت تعرف بـ(هزاتي) عند الكنعانيين، وتعرف بـ(غزاتو) عن المصريين الفراعنة، و(فازا وعزاتي) عند الآشوريين واليونانيّين، وعرفت بـ (عزة) عند العبرانيين، وبـ(غادرز) كما دعاها الصليبيين، وبـ(كازا) عند الإنكليز، أمَّا الأتراك فإنّها تعرف عندهم بـ(غزة)، كما هي التسمية عند العرب حتى الآن.