جفرا نيوز -
جفرا نيوز - "طوفان الأقصى " العملية العسكرية الكبرى الصادمة لـ «الكيان الصهيوني الغاصب» عسكريا وأمنيا واستخباريا والتي استطاعت أن تكسر الهيبة الإسرائيلية، وأكدت أن «إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت». والتي كسرت الصورة الذهنية التي عملت دولة الاحتلال على صناعتها على مر عقود، في محاولة إظهار امتلاكها قدرات دفاعية خارقة على شاكلة «القبة الحديدية»، وأسقطت مجددا أكذوبة «الجيش الذي لا يقهر».
فمع ورود الأخبار في وقت مبكر من صباح السبت الموافق 7 أكتوبر الحالي احتلت رواية الإحتلال الإعلامية بدورها واجهات وعناوين الإعلام الغربي الرئيسية، بلا إثبات أو دليل أو صورة وبلا مصدر، ممارسة كل أنواع التضليل والإنحياز والتآمر من قبل الإعلام الغربي ضد غزة وأطفالها ونسائها وشيوخها.
آلة الإعلام الغربي المتواطئ والذي يتبنى بشكل غير مهني الرواية الصهيونية المليئة بالأكاذيب والافتراءات على شعبنا الفلسطيني ومقاومته، والتي كان أبرزها الادعاء بقتل أطفال وقطع رؤوسهم واستهداف المدنيين ، وذلك لتنفيذ أجندات الاحتلال الإعلامية بوضوح.
السقوط المهني والأخلاقي للإعلام الغربي يتواصل في غزة منذ بداية عملية طوفان الأقصى ولا زال وهو يخدع العالم ويزيف الحقيقة على الأرض، وما حدث ويحدث من دمار ووحشية ضد الأطفال والنساء والشباب والشيوخ في قطاع غزة وممارسة أبشع أنواع التطهير العرقي والعنصرية البغيضة ضد الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم.
الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة .. هي العنوان الرئيسي لكافة تغطية محطات وصحف الأخبار المعروفة في الغرب، كما لو أنه سمح لها بشن حرب وحشية ومدمرة ضد شعبنا الفلسطيني في غزة. فالحرب على غزة أسقطت لمرة جديدة قناع الخداع والكذب للإعلام الغربي وانحيازه ضد القضايا العربية العادلة والوقوف إلى جانب العدوان، وهذه إحدى النتائج المبكرة للحرب الدائرة الآن.
وعلى صعيد متصل كشفت برامج متخصصة وأجهزة وخبراء يعملون في مجال الذكاء الاصطناعي وناشطون، أن إسرائيل تستخدم خاصية الذكاء الاصطناعي لفبركة وتزييف الصور وبعض الفيديوهات واستخدامها ضد المقاومة وغزة في حرب نفسية هدفها تشويه الحقائق امام العالم. فمثلا ما كشفته برامج التحقق انه تم معالجة الصور»تعود لكلب وليس طفل» بخاصية الذكاء الاصطناعي لترويج روايتها للعالم وترفع من حدة خطاب الكراهية والتحريض ضد الفلسطينيين في غزة على انهم «ليسوا بشرا».
هذا وقد أكد البيت الأبيض عدم صحة كلام الرئيس الأمريكي جو بايدن حول قيام المقاومة الفلسطينية بـ «قطع رؤوس أطفال إسرائيليين» خلال عملية «طوفان الأقصى»، مشددا أن «تصريحات بايدن المتعلقة برؤيته صورا لإرهابيين يقطعون رؤوس أطفال في إسرائيل استندت إلى تقارير إعلامية ومزاعم مسؤولين إسرائيليين»، الأمر الذي يؤكد زيف وكذب الرواية الصهيونية.
ولم تتوقف الآلة الدعائية التي تخدم إسرائيل عند هذا الحد، إنما بدأت في إطلاق ادعاءات على مواقع التواصل الاجتماعي بأن عناصر المقاومة اغتصبت النساء ، وبأن المقاومة استهدفت 250 مدنيا مشاركا في حفل موسيقي قرب الحدود مع قطاع غزة عن طريق مقطع فيديو، والأمر الذي ظهر أن مقاطع الفيديو المتداولة كانت لأشخاص يهربون من الحفلة الموسيقية، وأظهرت مقابلات مع إسرائيليين تقول إن مقاتلي المقاومة الفلسطينية كانوا لطيفين معهم ورحماء بهم.
فيديو مزيف آخر تم اكتشافه من قبل موقع «FactCheck.org» يزعم أن مجموعة من الناس يهاجمون امرأة إسرائيلية، وأن تصويره تم في غزة. لكن تبيَّن من خلال التحقيق أن التصوير حصل في غواتيمالا لحملة إعلانية عام 2015. وبعد تداوله على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، لاحظ موقع «FactCheck.org» وجود عدد من العلامات التي تشير إلى إنشائه باستخدام تقنية التلاعب بالفيديو، وعدم وجود رد فعل من المرأة التي تعرضت للهجوم، واختلافات في جودة الفيديو أيضاً.
والدليل على ذلك قيام المغني جستن بيبر مثلا بنشر صورة لدعم دولة الاحتلال وعندما أدرك أن الصورة للعدوان على غزة حذفها. أو قيام الممثلة جيمي لي كورتس بإبداء تعاطفها مع الكيان الصهيوني بعرض صورة لأطفال فلسطين ينتظرون الصواريخ معلقة «رعب من السماء» ثم ما تلبث أن أزالتها بعد أن تكتشف أنها لأطفال فلسطين.
ويلجأ الناس في أوقات الأزمات والحروب إلى منصات التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات بشكل سريع ومجاني. الأمر الذي يغري أصحاب النفوس المريضة الذين ينشرون الكراهية والأكاذيب بحثاً عن زيادة التفاعل وعدد المتابعين.
بالإضافة إلى ظهور جانب آخر من مشاكل التواصل الاجتماعي، حيث إنها تركز على جزء من الحدث وليس على الحدث كله، بحكم توجهات الناقل السياسية أو الاجتماعية، أو إمكاناته المادية واللوجستية.
فبين صورة الواقع وواقع التزييف، على العالم أن يرى ما تخفيه آلة الإعلام الغربي المتواطئ. من مذابح ومجازر موثقة بالصوت والصورة في غزة ضحاياها أطفال ونساء وشيوخ عزل.
نسأل الله الرحمة لشهداء غزة الأبرار، والصبر لذويهم، والشفاء العاجل للجرحى، والنصر للشعب الفلسطيني.