جفرا نيوز -
رفع 3 شباب من ليبيا شعار "الإيثار والتضحية"، واستمروا في إغاثة المنكوبين في درنة، في الوقت الذي فقدوا فيه عائلاتهم بالكامل.
وروى الدكتور عوض القويري، الناطق الرسمي لوزارة الصحة، حكاية بطولية لـ3 شباب من أبناء مدينة درنة المنكوبة فقدوا أسرهم بالكامل أثناء الإعصار في الوقت الذي كانوا هم فيه يؤدون واجباً بنجدة آخرين.
أحد هؤلا الشباب هو "حمدي بن عيد" الذي كان منضماً لفريق الهلال الأحمر، ويقف متأهباً للنجدة متى ساءت الأمور في درنة، وهو الأمر الذي تحقق بعد ساعات قليلة من بداية الطوفان.
قال القويري: "عندما بدأت العاصفة تشتد تحرك الشاب مع فريقه لنجدة المستغيثين في كل صوب لعلهم ينقذون ما يمكن إنقاذه".
أكد "أن المنقذين صدموا فجغرافيا الأرض قد تبدلت في لحظات، حيث لم يتعرفوا على هوية المدينة ولا اتجاهاتها".
أدرك الشاب فورا حجم المأساة، فقد منزله وأسرته وذويه في لحظات.
ويضيف: "بدلاً من أن ينخرط الشاب في البكاء، أو يبتعد عن مكان الخطر، استجمع قواه وتحرك على الفور لنجدة باقي المستغيثين دون أن توقفه فاجعة فقدان ذويه عن نجدة المحتاجين".
الأمر ذاته تكرر مع شاب من شباب الكشافة ويدعى "عبدالوهاب حمدي"، كان قد انضم مع فرق الكشافة في المدينة للمساعدة.
هو الآخر وجد نفسه محاطاً بكارثة فبينما هو يهب لنجدة الناس، أيقن أن أهله جميعهم لقوا حتفهم فما عاد هناك مكان لبيته ولا لبيت أهله.
وكما فعل الشاب الأول فعل الشاب الثاني، إذ انخرط في العمل الدؤوب منقذاً من استطاع إنقاذه، وحمل جثث من تمكن من حملهم، مستقبلاً قضاء الله وقدره بالشكر والرضا.
أما الشاب خالد الديباني فلم يكن حظه أفضل من صاحبيه، فلقيت أسرته جميعاً حتفها في الوقت الذي كان هو فيه يساهم مع الآخرين في حملات الإنقاذ.
ويستكمل القويري: "ماتت أسرته، ولكنه ظل صامداً استقبل هول الصدمة بالرضا والحمد، وأصر على استكمال مهمته المقدسة في النجدة والإغاثة.. راضياً بقضاء الله وقدره".
واختتم الناطق باسم الصحة الليبية قائلاً: "الشبان الثلاثة لا يزالون إلى الآن يقدمون الرعاية لمن تم إنقاذهم، كما يسهمون في انتشال الجثث وتوفير اللازم، دون أن توقفهم الكارثة عن فعل الخير".