جفرا نيوز -
جفرا نيوز - أقرّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة بأنّ التفوّق الجوّي الروسي "يوقف" الهجوم المضادّ الذي تشنّه قواته منذ أشهر، مبديا أسفه لـ"بطء" المساعدات العسكرية الغربية ومطالبا بأسلحة بعيدة المدى وبتشديد العقوبات على موسكو.
وحذّر الرئيس الأوكراني أيضا من أنّ الوقت ليس في صالح بلاده، معتبرا أنّ موسكو تعوّل على فوز الجمهوريين بالانتخابات الرئاسية الأميركية المقرّرة في نهاية العام المقبل على أمل أن يتضاءل عندها دعم واشنطن لكييف.
كما طالب زيلينسكي بتشديد العقوبات على روسيا وبتزويد بلاده بمزيد من الأسلحة، مشدّدا على حاجتها بأسرع وقت ممكن إلى أسلحة بكميات أكبر ومدى أطول.
"يوقفون هجومنا"
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر في كييف "كلّما طالت المدة، زادت معاناة الناس (...) إذا لم نكن موجودين في السماء وروسيا موجودة فيها، فإنّها توقفنا من السماء. إنّهم يوقفون هجومنا المضادّ".
وأعرب الرئيس الأوكراني عن أسفه لأنّه عندما يتعلّق الأمر بفرض عقوبات على روسيا أو تزويد كييف بأسلحة فإن "العلميات تزداد تعقيدا وبطئا".
وأضاف أنّه إذا سلّم الغربيون سريعا بلاده ذخائر بعيدة المدى تتيح قصف الدفاعات والقواعد الخلفية والقدرات اللوجستية الروسية، فإنّ الجيش الأوكراني سيتقدم بشكل أسرع.
وقال إنّ "سلاحا محدّدا له تأثير محدّد. كلّما كان قويا وبعيد المدى كانت وتيرة الهجوم المضادّ أكثر سرعة".
ولم يسلّم الغربيون أوكرانيا هذا النوع من الذخائر إلا بشكل محدود، خشية أن تستخدمها في قصف الأراضي الروسية، علما بأنّ كييف أكّدت مرارا أنّها لا تنوي استهداف الأراضي الروسية.
وفي السياق نفسه، تشكو أوكرانيا منذ أشهر من بطء المفاوضات حول تسليمها مقاتلات إف-16، في حين أنها لا تملك سوى أسطول جوي وصغير ومتقادم يعود إلى الحقبة السوفياتية.
وبعد أشهر من التردّد، قرّرت دول أوروبية تزويد كييف بعشرات من هذه المقاتلات أميركية الصنع، لكنّ وصول هذه الطائرات إلى ساحة المعركة سيستغرق أشهرا إضافية في انتظار تدريب طواقم الطيارين الأوكرانيين عليها.
دفاعات روسية حصينة
ويصطدم الهجوم الأوكراني المضادّ منذ انطلاقه في حزيران/ يونيو بخطوط دفاع قوية بناها الروس، بما في ذلك حقول ألغام وأفخاخ مضادّة للدبّابات.
ومع ذلك، حقّق الجيش الأوكراني في الأسابيع الأخيرة اختراقا في الجنوب قد يسمح له بالتقدّم لتحقيق أحد أهدافه الرئيسة والمتمثّل بقطع خطوط الإمداد الروسية بين شبه جزيرة القرم والمواقع الأمامية الواقعة شمالا.
وقال قائد الجيش الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني لقائد قوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الجنرال الأميركي كريستوفر كافولي عبر الهاتف إنّه "على الرّغم من مقاومة العدو الشرسة، يواصل جنودنا التقدّم".
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعلن خلال زيارة إلى كييف الخميس عن مساعدات جديدة من واشنطن بقيمة مليار دولار.
كما وعدت واشنطن هذا الأسبوع بتزويد كييف بذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضّب، في خطوة وصفها الكرملين بـ"أخبار سيئة للغاية".
وزوّدت الولايات المتّحدة أوكرانيا بأكثر من 40 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ بدء الحرب الروسية في شباط/ فبراير 2022.
والجمعة، حذّر زيلينسكي من أنّ الكرملين "يعوّل على الانتخابات الأميركية" المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 على أمل أن يتراجع هذا الدعم في حال فوز الجمهوريين، لافتا إلى أنّ هناك "أصواتا داخل الحزب الجمهوري تقول إنّ الدعم لأوكرانيا ينبغي أن يخفّض".
وبشأن الانتخابات في بلاده، قال زيلينسكي إنّه "مستعد" لإجراء الانتخابات في زمن الحرب "إذا كان الشعب بحاجة إليها"، محذّرا في الوقت نفسه من أنّ الاقتراع المفترض أن يجري في 2024 لا يمكن تنظيمه في المناطق المحتلة ولا في المناطق الواقعة على خطوط الجبهة.
قصف وقتلى
ميدانيا، قُتل أربعة أشخاص على الأقل بسلسلة ضربات روسية على أوكرانيا.
وتواصل روسيا قصف المدن الأوكرانية، خلال الليل أو عند الفجر في أغلب الأحيان.
وقال وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو "قُتل ثلاثة مدنيين (رجل وامرأتان) في أودرادوكاميانكا، وجُرح أربعة من السكان المحليين"، واصفا القصف الجوي الذي وقع في مدينة خيرسون الجنوبية بـ"جريمة حرب".
وفي مدينة كريفي ريغ مسقط رأس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في جنوب البلاد، أسفر قصف صاروخي لمركز الشرطة عن مقتل شرطي.
وقال كليمنكو إن "عناصر الإنقاذ انتشلوا ثلاثة (أشخاص) آخرين من تحت الأنقاض في حالة حرجة".
وأظهرت صور من المكان دخانا يتصاعد فوق ركام المبنى بينما كان المنقذون ينقلون أحد الجرحى إلى سيارة الإسعاف.
وفي شمال أوكرانيا، تعرّضت منطقة سكنية في مدينة سومي للقصف. ولحقت أضرار بنحو عشرين مبنى وأصيب ثلاثة أشخاص بجروح، وفق الحكومة الأوكرانية.
وإلى الشرق، في زابوريجيا، أصيب رجل بغارة روسية فجرا، وفقا لرئيس الإدارة العسكرية الإقليمية يوري مالاشكو.
"انتخابات زائفة"
وبينما واصلت روسيا قصف أوكرانيا، فتحت مراكز الاقتراع لانتخابات محلية في جميع أنحاء البلاد، وفي المناطق الأوكرانية الأربع المحتلة جزئيا (دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون)، وكذلك في شبه جزيرة القرم التي تمّ ضمها في العام 2014.
وقالت كييف إنّ "الانتخابات الزائفة التي نظّمتها روسيا في الأراضي المحتلة موقتا لا قيمة لها بتاتا"، داعية شركاء أوكرانيا "إلى التنديد بممارسات روسيا التعسّفية التي لا طائل منها".
وتجري انتخابات إقليمية وبلدية في روسيا من الجمعة إلى الأحد، في غياب أي معارضة وفي ظل عمليات قمع، حيث يتمّ اعتقال الشخصيات المناهضة للكرملين أو يتمّ إجبارها على الذهاب إلى المنفى.
"مزيج من الجهل والغرور"
وعبر المحيط، أكّد الملياردير الأميركي إيلون ماسك أنّه منع العام الماضي هجوما أوكرانيا على قاعدة عسكرية بحرية روسية برفضه طلبا قدّمته كييف إلى شركته بتفعيل الوصول إلى الإنترنت عبر نظام ستارلينك للأقمار الاصطناعية في البحر الأسود قرب شبه جزيرة القرم.
وكتب ماسك في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا)"تلقّينا طلبا عاجلا من السلطات الحكومية لتفعيل ستارلينك حتى سيفاستوبول. وكانت النيّة الواضحة هي إغراق معظم الأسطول الروسي الراسي" هناك.
ونُشرت خدمة الإنترنت عبر شبكة نظام ستارلينك للأقمار الاصطناعية التي طورّتها شركة "سبايس إكس" التابعة لماسك، في أوكرانيا بعد وقت قصير من غزوها في شباط/ فبراير 2022.
ومدينة سيفاستوبول هي قاعدة الأسطول الروسي في البحر الأسود في القرم.
وأوضح ماسك في منشوره "لو وافقت على طلبهم، لكانت سبايس إكس متواطئة في عمل من أعمال الحرب وتصعيد للصراع".
وسارع مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيلو بودولياك إلى التنديد بتصريح ماسك.
وقال إنّه "من خلال عدم السماح للمسيّرات الأوكرانية بتدمير جزء من الأسطول العسكري الروسي"، سمح ماسك لهذا الأسطول بإطلاق الصواريخ باتجاه المدن الأوكرانية، والتي "قتلت مدنيين وأطفالا".
واعتبر أنّ "هذا هو ثمن مزيج من الجهل والغرور الكبير".
أ ف ب