جفرا نيوز -
جفرا نيوز- تتفاقم يوما بعد آخر معاناة أكثر من 1400 أسرة عراقية تعيش في مخيم "بزيبز" للنازحين غربي العاصمة بغداد، وسط دعوات لتحرك عاجل قبل وقوع كارثة إنسانية وشيكة، بفعل شُح المياه وانقطاع الكهرباء عن المخيم.
وأُنشئ المخيم قبل 9 سنوات قرب مدينة الفلوجة غربي العاصمة، على خلفية العملية العسكرية التي نفذها الجيش العراقي ضد تنظيم الدولة الإسلامية حينها.
إهمال حكومي
ويقول الشيخ أبو مرام، أحد النازحين من منطقة جرف الصخر إلى "بزيبز"، إن "المخيم بلا مياه منذ أكثر من 6 أشهر، بعدما غادرت منظمة دولية كانت تدعم المخيم، وحلت محلها أخرى غير آبهة بأحوال النازحين".
ويبين أن بعض أهل الخير من القرى المحيطة بالمخيم تبرعوا بحفر آبار للشرب وللاستخدام، بينما تبرع آخرون بإيصال قوالب الثلج إلى النازحين طيلة فترة الصيف. وذلك رغم وعود وزارة الهجرة بتوفير المياه والكهرباء. وقال أبو مرام، إن السلة الغذائية المخصصة للنازحين من الحكومة لم تعد تصل بانتظام.
وتحولت منطقة "بزيبز" إلى وجهة للنازحين منذ 2014 الذين فروا من منطقتي جرف الصخر والعويسات بمحيط بغداد الجنوبي، وهي منطقة ريفية تابعة إداريا إلى قضاء عامرية الصمود (الفلوجة)، بمحافظة الأنبار غربي العراق.
ويتوزع فيها النازحون على مخيمات تقسم إلى 7 قطاعات تضم 1400 عائلة يسكنون الخيام، وبعضهم شيد مساكن من الطين ومن الخشب، وهم في غالبيتهم من الطبقات الفقيرة وكانوا يعملون في الزراعة قبل نزوحهم، ويواجهون اليوم أوضاعا متردية داخل المخيم.
أزمات متصاعدة
وحول إجراءات وزارة الهجرة والمهجرين، يقول المتحدث باسم الوزارة علي جهاكير، إن "مناشدة النازحين في مخيم بزيبز وصلتنا، وأرسلنا كوادرنا للوقوف على المشكلات التي يعاني منها النازحون في المخيم، ومنها معالجة المياه، وإن كانت مشكلة شح المياه وقلتها هي مشكلة عموم العراق".
ويضيف جهاكير للجزيرة نت، أن "فريق الوزارة الذي وصل المخيم سيعالج الموقف، وقد أرسلنا مولدا كهربائيا للمساعدة في ضح المياه، خاصة وأن التيار الكهربائي متذبذب في عموم المنطقة المحيطة، وستنتهي مشكلة المياه قريبا".
غياب المنظمات الإغاثية الفاعلة
يقول النازح في المخيم أبو مرام، إن استبدال منظمات محلية كانت تعتني بمتطلبات النازحين بأخرى دولية قبل عامين، أدى إلى تدهور الأوضاع في المخيم. ويوضح أن وصول الماء تعذر بسبب توقف رواتب مشغّلي محطة إسالة الماء، كما أن السلة الغذائية المخصصة للنازحين توقفت منذ شهر رمضان الماضي دون معرفة الأسباب.
ويقول أبو محمد، أحد أفراد العوائل النازحة في المخيم، إن "القرى المجاورة هي التي تدعم النازحين وتشاركهم الكهرباء والماء، وفتحت مدارسها لأبناء النازحين، خاصة وأن المخيم يخلو من المدارس الثانوية". مشيرا إلى أن العشائر في القرى المحيطة "لا تملك إمكانات دولة، ولكنها دعمتنا من باب إنساني وأخوي".
ويضيف أبو محمد للجزيرة نت، "غالبية المسؤولين لا يزورون المخيم إلا قبل كل انتخابات، بعدها لا نراهم لفترات طويلة، وعليهم الالتزام بوعودهم وتوفير الاحتياجات الإنسانية الملحّة".