جفرا نيوز -
جفرا نيوز - أدى القصف المدفعي المتبادل بين طرفي الصراع العسكري في السودان إلى مقتل وجرح المئات من المدنيين، أغلبهم من الأطفال، ما يشكل جريمة حرب وفقا لحقوقيين سودانيين.
وفي أحدث انتهاكات القصف المدفعي ضد المدنيين، قُتل يوم الأربعاء 30 آب/ أغسطس ثمانية أشخاص خلال قصف مدفعي على نادي مشاهدة في منطقة أمبدة (الحارة 19) بمدينة أم درمان. كما قُتل وجرح آخرون في ذات اليوم، بسقوط قذائف مدفعية على منطقة "الجخيس" بأقصى شمال أم درمان، بحسب شهود عيان تحدثوا لـ "إرم نيوز".
وتعد مناطق "أمبدة" و"الصالحة" بمدينة أم درمان، أكثر المناطق عرضةً للقصف المدفعي الذي ينطلق من قواعد الجيش في منطقتي "كرري والمهندسين" العسكريتين. كما تتعرض مناطق "الثورات" بذات المدينة إلى قصف مدفعي من قبل قوات الدعم السريع.
وتأتي مدينة "نيالا" بجنوب دارفور، كثاني منطقة بعد العاصمة الخرطوم، من حيث التضرر من القصف المدفعي، حيث قُتل يوم الثلاثاء 29 آب/ أغسطس الماضي، نحو 39 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال، خلال سقوط قذائف على منازل المدنيين في حي السكة الحديد بنيالا.
وتعيش مدينة "نيالا" تحت العزلة نتيجة انقطاع خدمة الاتصالات والإنترنت عنها منذ أكثر من شهر، كما تعاني المدينة من غياب التيار الكهربائي؛ ما يتسبب بصعوبة الحصول على المعلومات الكافية عن ضحايا الصراع فيها.
وبحسب مصادر طبية ومواطنين من "نيالا" تحدثوا لـ "إرم نيوز"، فإن عدد القتلى وسط المدنيين في المدينة تجاوز الـ 1000 شخص أغلبهم سقط بسبب القصف المدفعي المتبادل بين الجيش وقوات الدعم السريع داخل شوارع المدينة.
وأكدت المصادر أن أحياء كانت مأهولة بالسكان مثل الوادي والجمهورية والسينما ورايق ودريج، أصبحت اليوم خالية من السكان الذين هربوا من هول القتل والدمار الذي أصاب منازلهم بسبب القصف المدفعي.
ولا توجد جهة محددة تمكنت من حصر ضحايا القصف المدفعي بالسودان، لصعوبة الحركة لغير المسلحين وسط المدن التي تشهد صراعاً، حيث يضطر المواطنون إلى دفن قتلاهم داخل المنازل أو على أرصفة الشوارع القريبة.
الأطفال.. الأكثر تضرراً
تقول رحاب مبارك، عضو مجموعة محامي الطوارئ الحقوقية، إن الجهتين المتصارعتين في السودان، استخدمتا مختلف أنواع الأسلحة خلال الحرب الدائرة في الخرطوم ومدن سودانية أخرى. وأكدت مبارك في تصريح لـ "إرم نيوز" رصد استخدام الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لأسلحة سريعة وخفيفة، إضافة إلى المدفعية الثقيلة وسط الأحياء السكنية في المدن التي يدور فيها القتال.
وأوضحت أن استخدام الطرفين للقصف المدفعي العنيف، أضر بالمواطنين المدنيين، حيث كانت نتائجه قتل وتشويه للأعضاء، مشيرةً إلى أن الأطفال هم الأكثر تضرراً، لأن الإصابات تؤدي إلى وفاتهم مباشرة.
وذكرت رحاب المبارك أن أغلب ضحايا القصف المدفعي لم يجدوا الرعاية الصحية لحظة وقوع الإصابة، مما عرّضهم إلى الموت أو تشوه الأعضاء، كما في حالة الكاتب والمفكر السوداني، محمد جلال هاشم، الذي أصيب بقصف مدفعي ولم يجد الرعاية الصحية في الوقت اللازم، ما أضطر الأطباء إلى بتر رجله لاحقًا.
وأشارت إلى رصد استخدام مكثف للقصف المدفعي في مدن العاصمة السودانية الثلاث: "الخرطوم، أم درمان، الخرطوم بحري" خاصةً أحياء مثل: (الشجرة، اليرموك والكلاكلة، دردوق، الكدرو، وغرب الحارات، وكرري). واعتبرت المبارك أن القصف المدفعي العشوائي على المناطق المأهولة بالسكان يعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني.
وأشارت المحامية المبارك إلى أن طرفي الصراع لا يراعيان حياة المواطنين ويعرضانهم للخطر، كما لا يلتزمان بتوفير الحماية للمدنيين العزل ولا يتقيدان بقواعد الاشتباك.
من جهته قال المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام، محمد كندشة، لـ "إرم نيوز" إن مستشفى "بشائر"؛ الوحيد الذي يعمل في منطقة جنوب الخرطوم، استقبل خلال شهر آب/ أغسطس وحده (65) حالة إصابة بالقصف المدفعي العشوائي الذي تساقط على المنطقة، إضافة إلى 93 إصابة برصاص أسلحة خفيفة.
وأشار إلى أن حالات عديدة لوفيات القصف المدفعي لا تأتي إلى المستشفى؛ حيث تُدفن داخل الأحياء قبل التمكن من حصر بياناتها.