جفرا نيوز – د. محمد أبو بكر
رئيس المجلس الإقتصادي والاجتماعي الدكتور موسى شتيوي يرى بأن زمن الأحزاب العقائدية قد انتهى ، والبحث اليوم هو عن الأحزاب البراغماتية ، وأن التحدي الكبير لها هو البناء الفكري والسياسي .
كلام في غاية الأهمية ، حين يصدر من شخصية وازنة لها الباع الطويل في العمل السياسي ، والاطّلاع الكامل بكل ما يجري على ساحتنا السياسية والحزبية ، في الوقت الذي تعدّ فيه الكثير من الأحزاب العدّة لخوض غمار الانتخابات النيابية المقبلة .
بعض الأحزاب العقائدية ما زالت حتى هذه اللحظة تفكّر بعقلية الخمسينيات من القرن الماضي ، وهي تدرك بأن ما يحدث اليوم لا علاقة له بالماضي ، والتطورات التي تحدث في الإقليم أو العالم يجب النظر إليها بروح من التغيير والرغبة في إحداث ذلك ، بدل حالة الجمود التي تسود عددا من الأحزاب العقائدية ، التي يجب عليها الخروج من القمقم الذي ترفض مغادرته .
عالم اليوم هو غير عالم الأمس ، وخلال الثلاثين عاما الماضية شهد الأردن والعالم تغييرات لا حصر لها وفي مختلف المجالات ، لم يعد هناك مكان لمثل تلك الأحزاب ، التي لم تعد تقنع أحدا بأفكارها ومبادئها التي عفا عليها الزمن ، فالتغيير سنّة الحياة ، وعلى الأحزاب التعاطي على هذا الأساس .
المواطن اليوم يرغب بالأحزاب البرامجية ، ومثل هذه البرامج ما زالت غائبة عن أجندة معظم الأحزاب في الأردن ، فإن وتوجّه الناخبين لاختيار الحزب سيكون حسب البرنامج بعيدا عن الشخوص ، في حين أن الأحزاب العقائدية لن يكون لها أي دور باستثناء تلك التي ترفع شعارات إسلامية ، وترى بأنّ مرجعيتها إسلامية ، حتى هذه ؛ فإنّ فرصتها في الوصول إلى المجلس ستكون بعدد محدود جدا من المقاعد .
على الأحزاب كافة قراءة الواقع جيدا ، ورؤية ما يحتاجه المواطن الأردني قبل كل شيء ، ولكل دولة خصوصيتها ، فهل يمكن لحزب ما إقناع الناس بالفكر الشيوعي أو البعثي ، ونحن في الألفية الثالثة ، وقد غادرنا كل ذلك قبل أكثر من ثلاثة عقود ؟
قبل التفكير بخوض الإنتخابات المقبلة ، فإنّ المطلوب من مختلف الأحزاب ممارسة النقد الذاتي الحقيقي قبل التفكير بأي ممارسة سياسية ، وإدراك حاجات الناس ، ودون ذلك فالخسارة هي النتيجة الحتمية .