جفرا نيوز -
جفرا نيوز - ضمن فعاليات امانة عمان اقيم مساء السبت صالون ثقافي تحت عنوان "الأحزاب السياسية .. مرحلة جديدة". إذ عُقد خلالها أشبه ما يكون بمناظرة سياسية بين أحزاب إرادة وحشد وتقدم تناولوا فيها إضاءات هامة على نقاط ضعف وقوة الحياة الحزبية والسياسية في الأردن خلال المئوية الأولى، منتقدين نهج الحكومات وماهية التغير المطلوب، إذ اعرب الامناء العامون المشاركون عن رغبتهم في تمكين الحياة الحزبية في الاردن لما لها من اثر كبير في إدارة عجلة التغير المطلوبة لعملية التحديث السياسي والذي سينعكس بالضرورة على التحديث الاقتصادي والأداري و التي ينادي بها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين .
واستضاف الصالون الثقافي امين عام حزب إرادة نضال البطاينة ، وامين عام حزب الشعب الديمقراطي " حشد" عبله ابو علبة، وامين عام حزب تقدم خالد البكار إذ استعرض الأمناء العامون مقدمة تاريخية تناولوا فيها وجهات النظر في عملية تطور الحياة السياسية، وطرح نبذات مهمة تعكس الدور المطلوب من وجود الأحزاب وتطويرها بعد نفاذ قانون الاحزاب الجديد لاسيما ان الأردن يواجه تحديات كبيرة ومعيقات لامست كل القطاعات وانعكست على المواطن الأردني ولم يتوارى الامناء العامون عن انتقاد سياسات سابقة امتهنتها الحكومات المتوالية سادها التقليد والكلاسيكية والبيروقراطية و التي ادت لغياب الثقة بين الحكومة والمواطنيين وغياب التنسيق الحقيقي بين القطاع العام والخاص مما ادى لارتفاع مؤشرات البطالة والفقر، وتفاقم المشاكل الإقتصادية التي يواجهها الأردن ، ودعا المشاركون لضرورة إزالة المخاوف الأمنية لدى المواطنيين لاسيما الشباب والمرأة لتعزيز ورفد الحياة الحزبية بالكفاءات والطاقات اللازمة للمساهمة يدا بيد في التغير .
وقال البطاينة في سؤال عام لماذا نحتاج الاحزاب قائلا ان فشل الحكومات بعدد من الملفات مثل الطاقة والنقل والبطالة ومهارة اليد العاملة ، وفشل قوانين جذب الاستثمار والبيئة التشريعية والضريبية الحاضنة لتساهم هذه التوليفة غير المتجانسة والتي تحمل نقاط سلبية كثيرة الى اضعاف الاقتصاد مما يوجبنا الحاجة الى عمل برامجي يتمثل في عودة الاحزاب الى سدة المراقبة والمسائلة والتقييم ووضع البرامج اللائقة للاخذ بها وتنفيذها، هذا بالإضافة إلى ضعف الدور الرقابي والتشريعي لمجلس النواب وإفشال اللامركزية وتراجع التعليم والصحة والإدارة العامة مستطردا بأننا لا نريد أن نكمل بهذا الفشل والسبيل هو الأحزاب الحقيقية البرامجية.
واشار البطاينة في إجابته عن سؤال خول ماهية خطة الاحزاب الحقيقية في عملية التحديث السياسي والاقتصادي وسبل انعاش التنمية المستدامة في الاردن خلال العقد القادم ، قائلا ان هنالك مكتسبات سريعة يمكن العمل عليها دون إنتظار حكومات حزبية وذلك لاعادة برمجة الحاضر لتوائم المستقبل والتي تبدا بخطة تحسين للخطاب الرسمي ليصبح واضحا وصريحا يفهمه الناس، ثانيا التوقف عن استفزاز الإردنيين اذ يدعو جلالته الى حياة حزبية وزيادة المشاركة الحزبية والسياسية فيما يضيق على الحريات من قبل الحكومة ، ثالثا استشراف المستقبل مثل تجهيز المؤسسات والناس لوظائف المستقبل وتحديث احتياجات سوق العمل للمستقبل في ظل الثورة الرقمية إذ أن هناك مهن ستلغى وأخرى سوف تستحدث ، ورابعا وقف نهج الضريبة العمياء التي لا تراعي الطبقية الاجتماعي وتخالف الدستور ، خامسا العمل الجاد على ملفات الإستثمار وإستغلال هبة الديموغرافية اذ من الضروي توجيه واستثمار حقيقة ان مجتمعنا فتي مشيرا الى ضرورة بحث اسباب عزوف ال70.5% من المواطنين للانتخابات مبينا ان عدم الالتفات لهذه الفئة الصامتة لن نستطيع اعادة الثقة مؤكدا على ضرورة ترسيخ الهوية الوطنية للأجيال القادمة ومركزية القضية الفلسطينية واهمية اللاءات الثلاث للملك خاتما كلنا الاردن عندما يتعلق الامر بالاردن وكلنا فلسطينين عندما يتعلق الامر بالقضية الفلسطينية مع ضرورة الترسيخ والتوعية بأن الأردن جزء لا يتجزأ من عمقه العربي الإستراتيجي.
وقال البكار في مقدمته ان معالجة التحديات لا يأتي برفع الضرائب إذ اعتبر هذا ضعف حادا في اساليب النهج المتبع ، مشيرا الى اهمية الفرصة الممنوحة للاحزاب لاستكشاف نبض الشارع العام ومعرفة مواطن قوتها مثمنا والاستماع لتيار المنتقدين وهذا يعود للمقارنات غير العادلة والحظ السيء لمن تصدر المشهد اليوم في ظل تحديات صعبة منها المزاج السيء للمواطنين نتيجة شعورهم بالمظلومية ، مؤكدا ان عملية التحديث السياسي تدفعنا لمعايرة الامكانيات والصعوبات لتجهيز برامج واضحة تخدم الوطن، معلقا على سؤوال عام لماذا نحتاج الاحزاب ان عملية التحديث تستلزم استمرار عملية انضاج العملية الحزبية وانه لا يمانع وجود اكثر من 28 حزب مرخص حتى تكثر الاراء والافكار والبرامج .
معلقا البكار على سؤال ماهية الفرص المتاحة لتحقيق نتائج حقيقية في عملية التحديث وبرامج التنمية المستدامة ، ان الضرورة تبدا في تشخيص مشكلة لكل القطاعات متناولا مثالا لقطاع التعليم والهرم المقلوب بجعل التعليم المهني والتقني الأهم من التعليم الأكاديمي نظرا لتغيرات التي طرات غلى احتياجات سوق العمل، مؤكدا ان امامنا فرصة للتغير والتي لابد ان تبدا بتوطئة فرص التنمية الحقيقية لا يمكن تحقيقها دون منح استقلالية للبلديات واننا نحتاج اليوم خطة حقيقية لاسيما أن التحديات الاقتصادية تتطالب تجذيب معايير استقطاب وجذب الاستشمارات .
واستعرضت عبلة ابو عبلة مقارنات تاريخية في حياة الاحزاب الاردنية مؤكدة ان النزاع السياسي بين السلطة والاحزاب بدأت بداية العشرينيات، ثم محاولات التقارب في الثلاثينيات كانت صعبة لاسيما بعد فشل االنهج السياسي الحزبي في الاربعينيات والذي انتهى بفشل الحكومة الحزبية انذاك لتعود الاحزاب لمربع غير المرغوب بهم في الدولة وهذا دفع العديد من الناشطين الحزبيين للدفاع عن افكارهم والمطالبة في تغير النهج العام وطرح مواقف جدية اتجاه العديد من القضايا لتحصل الاحزاب على حياة حقيقية بعام 89 لنعتبره بداية حقبة زمنية فتحت المجال للعمل الحزبي.
وردت على سؤال ما هي الفرص المتاحة امام عملية التحديث و التنمية المستدامة والتي بدات بضرورة التأكيد على تصدير الشباب المواقع القيادية في الاحزاب لاستعادة لثقة وضرورة الاشتباك في القضايا الرئيسية مؤكدة ان قوانين الضريبة المقلوبة وانخافض النفقات الراسمالية في موازنة الدولة .
ويذكر ان الاستاذ ماجد طوبة باقتدار ادار الجلسة الحوارية التي استمرت لحوالي الساعتين في قاعة مركز الحسين الثقافي . والتي تنظم من قبل دائرة المرافق والبرامج الثقافية في أمانة عمان، تحت اسم "صالون السبت" الثقافي، في مركز الحسين الثقافي