جفرا نيوز -
جفرا نيوز - ربطت مديرة معهد دراسات العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس، الدكتورة ليزلي فارين طلب قادة الانقلاب في النيجر من السفير الفرنسي المغادرة بتصعيد جديد، وقالت "هناك جو من التصعيد العسكري" في النيجر.
وتساءلت عن الحجج التي دفعت المجلس العسكري في النيجر إلى أن يطلب من السفير الفرنسي المغادرة خلال 48 ساعة، معربة عن اعتقادها بوجود تصعيد جديد في الوقت الحالي، وبأن هناك عناصر تشير إلى احتمال أن يحدث التدخل العسكري في النيجر.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية في النيجر أنه نظرا "لرفض سفير فرنسا في نيامي الاستجابة" لدعوتها إلى "إجراء مقابلة" الجمعة، و"تصرفات أخرى من الحكومة الفرنسية تتعارض مع مصالح النيجر"، قررت السلطات سحب موافقتها على اعتماد السفير سيلفان إيت "والطلب منه مغادرة أراضي النيجر خلال مهلة 48 ساعة".
كما أشارت ليزلي فارين إلى أن قلق الجزائر وتحركاتها عبر وزير خارجيتها، أحمد عطاف -الذي يقوم بجولة دبلوماسية تقوده إلى 3 دول من "إيكواس"- توحي بأن هناك استعدادات لتدخل عسكري في النيجر.
وفي نفس السياق، اتهم الأكاديمي والدبلوماسي النيجري السابق، الدكتور علي تاسع فرنسا بدفع الأمور نحو التدخل العسكري في النيجر، بخلاف ألمانيا وإيطاليا، وبدفع المجلس العسكري في نيامي إلى التقارب مع روسيا، رغم أنه أفصح عن عدم رغبته في ذلك.
ولم يستبعد الدكتور -في حديثه لحلقة (2023/8/25) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن قرار قائد الانقلاب في النيجر -بتفويض التدخل إلى قوات مالي وبوركينا فاسو في حال تعرض بلاده لهجوم- له علاقة بالاستعداد للحرب لا سيما وأن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) ما تزال تلوح بخيار التدخل العسكري، وقال "من يستعد للسلم لابد أن يستعد للحرب".
وبرأي صديق جاربا شيهو، وهو أستاذ مساعد في المركز الأوروبي للدراسات الأمنية مختص بالشأن الأفريقي، فإن قرارالتصريح لقوات مالي وبوركينا فاسو، بالتدخل في حال تعرض النيجر لهجوم، هو رسالة من قادة الانقلاب تفيد استعدادهم للتصدي لأي عملية عسكرية قد تشنها إيكواس، مشيرا إلى وجود مقاومة لمسألة التدخل العسكري في النيجر، والاتحاد الأفريقي لم يقل إنه يدعم هذا التدخل من قبل "إيكواس" وكذلك الأمم المتحدة لم تقل بذلك.
ويذكر أنه بعيد الانقلاب العسكري في النيجر يوم 26 يوليو/تموز الماضي، عبّر الحكام العسكريون لبوركينا فاسو ومالي عن تضامنهم مع السلطات النيجرية الجديدة.
وفد العلماء
وبشأن التحركات التي يقوم بها وفد من علماء نيجيريا لاحتواء الأزمة، قال الأستاذ المساعد إن استقبال المجلس العسكري لهذا الوفد يؤشر على نوع من التقدم، متحدثا عن مؤشرات قال إنها قد تكون الأساس لبدء النقاش بين المجلس العسكري وإيكواس.
وكان وفد العلماء -الذي يرأسه الشيخ عبد الله بالا لو- وصل إلى نيامي الأربعاء الماضي للمرة الثانية، بتوجيه من رئيس وفد إيكواس إلى النيجر، بغرض البحث عن حل سلمي للأزمة.
أما الأكاديمي والدبلوماسي النيجري السابق، فأوضح أن رئيس نيجيريا بولا أحمد تينوبو يدرك أن شعبه يرفض مسألة التدخل العسكري وكذلك حكام الولايات المجاورة للنيجر وأيضا أعضاء مجلس الشيوخ، وبالتالي تفهم الوضع وكلف وفد العلماء برسالة أخرى تتضمن مناقشة مسائل منها إطلاق سراح رئيس النيجر المحتجز محمد بازوم ومراجعة المدة التي حددها المجلس العسكري بخصوص تشكيل حكومة لإدارة فترة انتقالية مدتها 3 سنوات.
وعن اجتماع مستشاري الأمن القومي الأميركي والفرنسي والألماني والإيطالي والبريطاني في واشنطن لبحث أزمة في النيجر، قالت مديرة معهد دراسات العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس إنه لا يمكن الجزم بوجود موقف موحد بين هذه الدول بشأن مسألة التدخل العسكري في النيجر، مؤكدة حصول تقارب بين الموقفين الفرنسي والأميركي منذ أيام، وأن ألمانيا وإيطاليا لن تدعما أي تدخل عسكري.
ويذكر أن مولي فيي مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية، تبدأ جولة تستمر 4 أيام لدول أفريقية عدة، منها: نيجيريا وغانا وتشاد، تناقش خلالها ملف النيجر، وسبل حلها مع المسؤولين الأفارقة.