النسخة الكاملة

مسرحية الأسير تعيد بوصلة الأعمال الفنية الفلسطينية إلى الواجهة - صور

الخميس-2023-08-02 03:07 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - لم تألُ أسرة مسرحية الأسير جهداً لتقديم الواقع المرير والمؤلم الذي يرصد ويجسد أوضاع عاشها أسرانا بظروف تستعصي الاستيعاب ضمن ممارسات بربرية أقدم عليها أجناس لقيطة متغايرة اعتنقت الأفكار البالية المدمرة للدفاع عن وجودها الغاشم، ليتصدى لبراثنها أناس شديدو المراس دفعوا ثمن حريتهم من أجل الدفاع عن كرامتهم وموطنهم وثقافتهم وتاريخهم العريق.

المسرحية الأردنية الأسير التي غردت خارج السرب بشهادة الكثير، أعادت بوصلة الأعمال الفلسطينية الراصدة للواقع المرهون، بعد أن حكم عليها بالتجميد لحين إشعار آخر، لتقدم مفاهيم صحيحة البتة لن يطويها النسيان لو بعد حين، لتكامل القصة والحبكة والفريق المتناغم بإدارة مخرج يقدم باكورة أعماله الإخراجية المسرحية بكل أمانة ومسؤولية ومهنية لا يختلف عليها اثنان.

الفنان الدكتور طارق زياد صاحب التجربة الفنية الزاخرة بالدوبلاج والمسرح يتحدث عن مسرحية الأسير التي قام بتأليفها وإخراجها والمشاركة فيها كممثل، وسط تأكيده بأن هذا العمل كان بمثابة حلم لنقل معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني الغاشم على خشبة المسرح، بالإشارة إلى أن هذه المسرحية لم تكن الأولى بتقديم هذه القضية الإنسانية التي تستحق الاهتمام، ولكن لكل مخرج رؤية ومفهوم يقدم على تجسيده بالطرق والوسائل المتاحة أمامه.

ونوه زياد بأن الكلمات التي كتبها على الورق جسدت حسه ووجدانه ورؤيته كمؤلف للمسرحية ومن ثم إدارة النص للولوج لعمل مسرحي متكامل متناغم يترجم تجربته الإخراجية الأولى، وصولاً لتجسيد الكلمات على خشبة المسرح كممثل، وخاصة أن تلك الكلمات والعبارات كانت نابعة من صميم القلب المرتبط بأوجاع حقيقية واقعية.

وأشار إلى حجم العلاقة التاريخية والوطيدة بين الشعبين الأردني والفلسطيني الذي تربطهما ذكريات وأوجاع مشتركة، فضلاً عن العلاقات العميقة بين الفنانين الأردنيين والفلسطينيين، التي تعكس علاقة النسب والقرابة والمحبة بين كلا الجانبين اللذين يعيشا أوجاع بعضهما البعض بظروف وأزمنة مشتركة من ناحية اجتماعية وسياسية وجغرافية. 

وعن قصة المسرحية، أفاد الدكتور طارق زياد بأن مشكلة الأسرى مشتركة بين الشعبين، كحال أي قضية بالداخل الأردني تمس الجانب الفلسطيني في طور العلاقة التاريخية والإنسانية بين الطرفين، مذكراً بأن هناك أسرى أردنيين يقبعون اليوم في سجون الاحتلال بجانب أطفال ونساء وشباب بعمر الورود.

ولفت إلى أن المسرحية تستعرض قضية الأسرى المتوفين الذين يقضون فترة حكمهم بالكامل داخل ثلاجة الموت بعد أن يتم احتجاز جثمانهم لحين قضاء المدة الزمنية المحكومين فيها بالكامل، وعدا عن دفن رفاة الأسير داخل المقابر المجهولة ذات الأرقام غير المعروفة لكي لا يعرف ذويه مكان ضريحه.

وفي السياق ذاته، كشف عن قصة المسرحية التي تدور عن أم شاردة الذهن بسبب فقدان نجلها وحفيدها ووجودهما داخل زنانة الاحتلال حالكة السواد خاوية الإنسانية، إذ أن هذه الأم تصارع الواقع بعدم استيعابها لما حدث معها من ظلم وأذى، لتتمرد على الواقع وتعيش في دوامة وحياة خاصة فيها تسرد أحداثها من وحي الوهم.

"وعرضنا خلال المسرحية أبرز المشاكل التي يواجهها الأسرى بتفاصيل كثيرة قمنا بتوظيفها على خشبة المسرح بمشاركة نجوم لهم باع طويل في المسرح والدراما والدوبلاج والغناء والفن بشكل عام". وفق زياد. 

وفي نهاية الحديث، أشاد الدكتور طارق زياد بفريق مسرحية الأسير الذين بذلوا جهداً كبيراً وهامًا يستحق الإشادة والثناء، مشيراً إلى أن العمل من تمثيل: النجمة سهير عودة ومثنى قواسمة ورناد ثلجي والوجه الجديد رشيد حسن والطفل نور الدين الرنتيسي.
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير