النسخة الكاملة

سحرة يستخدمون الشعوذة والحجب والطلاسم لحل " عنوسة" الفتيات

الخميس-2023-07-20 09:26 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- يلجأ البعض لحل المشكلات الاجتماعية والأزمات النفسية، الى اشخاص يمارسون السحر والدجل من خلال «وهم تصديق الخرافات وتحقيق الاحلام بعيدا عن العقل والواقعية والمنطق في الحياة.

فيما يلي نعرض قصصا حقيقية بأسماء وهمية حفاظا على الخصوصية، حول اعمال السحر والدجل نبدأها من «اريام» التي تقنعها احدى صديقاتها للذهاب برفقتها الى احدى السيدات التي تعالج بالقران من العين والسحر.

تقول «اريام»: «عندما وصلنا للبيت بدات بالسؤال عن اسم امي، ثم نظرت للارض وبدات تتمتم بكلام غير مفهوم، وحدثتني عن امور تحصل معي ومن ثم طلبت مني ان اعود اليها واحضر معي بعض المواد من العطار حتى تبدا جلسات العلاج».


شعرت «اريام» بعد ذلك بالخوف ولم تعد الى ذلك المنزل خوفا من الدجل واعمال السحر التي ستلحق بها الضرر لانها لم تشعر بالراحة والامان.

وتروي «ندين» انها مرت بفترة عصيبة بالمشاكل ولم تسطع التخلص منها، وسمعت من احدى الزميلات عن وجود «ساحر» يذهب اليه العديد من الناس لتحقيق مطالبهم.

صدقت ندين كلام المقربين منها وذهبت للساحر للتخلص من مشاكلها، وتحدثت معه، لكنه طلب منها مبلغ 300 دينار لحلها بكل سرعة وسهولة، وقد صدقت كلامه وقامت بتأمين المبلغ من راتبها الشهري، ولكن الايام والاشهر مرت وهي تدفع مبالغ مالية كل شهر للساحر ولكنها لم تشعر بالتغير في واقع حياتها، لتكتشف بعد ذلك انها وقعت بفخ الوهم والكذب والاحتيال ولم تكن قادرة على فعل شيء.

وعبرت «نور» عن ندمها الشديد بسبب عدم وعيها وصرف مبالغ مالية بشكل مستمر في الفترة السابقة من حياتها، وذلك بسبب لجوئها لاحد الاشخاص الذين يستخدمون السحر لتحقيق غايات ورغبات الناس.

تقول «نور»: «كنت ادفع كل شهر 50 دينارا لهذا الشخص ويعطيني مواد ويطلب مني رشها على طعام وتقديمه لكلب واخرى اقوم بدفنها في مقبرة، على امل ان احقق ما اريد واتخلص من ضغط المجتمع الذي دفعني للجوء الى السحرة حتى تتحسن احوالي واتزوج وكنت اشعر حينها بضيق كتمته في نفسي، ولم اعلم حينها بسبب عدم وعيي ان اللجوء لهكذا اشخاص هو خطر ويتسبب بأذى وخداع والعيش على الوهم بعيدا عن الحقيقة.

وحول ذلك، قال مساعد مدير الدراسات والبحوث والتوثيق في وزارة الأوقاف الدكتور احمد الزعبي ان المجتمع يستطيع معرفة الانسان «الراقي بالقرآن» من الدجال بعدة أمور تبدأ من سمعة الشخص الذي يذهب اليه بانه انسان ذو اخلاق وله تجارب سابقة في مجال العلاج بالقران، وثانيا اذا دخل الانسان عند شخص وسأله عن اسم امه فهو ساحر لان اسم الام فقط يستعين به السحرة، واذا نطق بكلام غير مفهوم او غير مسموع فهو دجال، والامر الاخر ان يطلب من الناس أمورا غير طبيعية، مثل طلب أمور من العطار وعمل عليها طقوس معينة وطلب اطعامه لحيوان او حرقها او غيرها من الأمور الغريبة.

ونوه الزعبي الى انه اذا احتار الانسان في إيجاد «الراقي» الذي يرقي بالقران بشكل سليم بعيدا عن الدجل يمكنه ان يرقي نفسه بنفسه، وهو الأفضل من خلال اذكار الصباح والمساء وقراءة القران، وقراءة بعض الادعية الخاصة بالعلاج من العين والسحر.

وأشار الزعبي الى انه وبالرغم من تطور العلم، ما زال بعض الناس يعتقد ان الجن قادر على تغيير حالهم من حال الى حال، وذلك بسبب عجزهم من الناحية المادية على تغيير حالهم خاصة بالعلاقات مع الاخرين سواء بالحب او البغضاء او الكره، وبعض الأحيان بسبب الجهل فيتداولون بين بعضهم ان السحر يحدث نتائج مع احد الأشخاص فيقررون ان يلجأوا اليه، وخاصة النساء فانهن يقبلن على ذلك بدرجة اكبر من الرجال.

وبين ان الدجال او الساحر يستخدم الحيلة لأقناع الناس او يدخلهم بحالة الوهم، قائلا لهم، ان احوالهم سيئة وتحتاج للتغيير حتى يستمر الناس بالتردد اليه ودفع المزيد من المال، موضحا ان الشخص الذي يذهب للسحرة عليه اثم كبير لانه اشرك بالله، بينما الذي يذهب للتنجيم او السؤال عن الحال والمستقبل لا تقبل منه صلاة أربعين ليلة.
ونوه الزعبي الى ضرورة توعية المجتمع عن طريق المنابر ودروس الوعظ والإرشاد في المدارس، ودروس الوعظ والتوعية الخاصة بالنساء، او من خلال الإعلام للحديث والحوار اكثر بموضوع الخداع، ويمكن ذلك من خلال البوستات التوعوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتصل لأكبر عدد من المستخدمين.

من جانبها، قالت دائرة الإفتاء العام الأردنية ان اللجوء للسحرة لتغيير الحال، يعتبر اشراكا بالله ولا تقبل له صلاة أربعين يوما ويجب عليه التوبة والاستغفار حتى يغفر الله له ذنبه.

من جهته، بين دكتور علم الاجتماع حسين الخزاعي ان الناس تلجأ للسحرة لانهم يعتقدون ان السحر والشعوذة قادر على تغيير حالهم من حال الى حال، وبسبب التعلق بالوهم وعدم القدرة على الحصول على الطموحات التي يريدونها، او لوجود مشاكل فيلجأون للسحر لحل مشاكلهم العائلية او الاجتماعية او الاقتصادية او النفسية، ويمكن للغيرة ان تتسبب بلجوء بعض الأشخاص للسحرة.

وأوضح انه غالبا ما يخدع السحرة المجتمع من خلال الايهام بقدرتهم على حل العديد من مشاكل المجتمع مثل العقم عند الزوجين او ابعاد العين او السحر عن العائلة والمنزل، او حل بعض المشاكل الصحية، لذلك من الضروري ان نحذر المجتمع من خطورة هذه السلوكيات، وان يكون الانسان على قدر من الوعي لحل مشاكله واللجوء للأصدقاء والمعارف لمساعدته في حل مشاكله بعيدا عن المخاطر والخضوع لوهم السحرة والمشعوذين.

الدستور 
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير