جفرا نيوز -
تحت رعاية وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، أطلقت وزارة الصحة اليوم الإثنين، حملة إعلامية للتوعية بأهمية اتباع أنماط الحياة الصحية وشعارها "حياتك قرارك، فكر باختيارك"، بدعم من الاتحاد الأوروبي من والوكالة الاسبانية للتعاون الدولي الإنمائي.
ويأتي إطلاق هذه الحملة استكمالاً للجهود التي تبذلها وزارة الصحة لدعوة الأفراد في المجتمع لتبني أنماط الحياة الصحية المتمثلة في نشر الوعي الصحي بأهمية الغذاء الصحي وممارسة النشاط البدني والامتناع عن التدخين.
الوزير الهواري لفت إلى أهمية اتباع أنماط الحياة الصحية على صحة الفرد والمجتمع، حيث قال "إنّ اتباع أنماط الحياة الصحية يعتبر أفضل استثمار في مستقبل صحة الأفراد والمجتمع، وهو خير سبيل لتعزيز الصحة، وللوقاية من عوامل الخطورة المسببة للأمراض غير السارية، والتي باتت السبب الرئيس للوفيات محليا وإقليميا وعالميا، ولها أعباء اقتصادية باهظة على الأفراد والمجتمعات والدول".
وحول هدف الوزارة من إطلاق الحملة الإعلامية؛ بين الهواري أنها تستهدف رفع مستوى الوعي الفردي والمجتمعي بأهمية اتباع أنماط الحياة الصحية، لافتاً إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع الوفيات في الأردن تتسبب بها الأمراض غير السارية، وأن الأردن يسجل سنوياً تسعة آلاف حالة إصابة بمرض السرطان.
وأشار الهواري إلى الأرقام التي أظهرها المسح الوطني التدريجي لعوامل الاختطار للأمراض غير السارية لعام 2019، والذي ستعمل الوزارة "بحسب الهواري" على إعادة تنفيذه العام القادم، أن ربع الذين تتراوح أعمارهم بين (40-69) عاما لديهم خطر الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية، وأن نسبة انتشار مرض السكري تبلغ 8% لمن هم فوق الثامنة عشرة، وتبلغ نحو 21% للفئة العمرية من (45-69) عاماً، ونسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم تبلغ 22%، ونصفهم لا يتلقى أي علاج.
وأوضح الهواري أن الأسباب الكامنة وراء هذه الأرقام والنسب المرتفعة تتركز في الأنماط الحياتية غير الصحية والتي أظهرها المسح أيضاً، ومنها؛ انتشار تدخين التبغ بنسبة 41%، (وتصل النسبة إلى 65% لدى الرجال)، بينما يستخدم 9% السجائر الإلكترونية وأجهزة الفيب (Vape)، وانتشار السمنة وزيادة الوزن بنسبة 61%، (وتصل أكثر من 90% لدى السيدات فوق سن 45)، وهذان من أهم عوامل الاختطار للأمراض غير السارية.
كما أنّ المسح كان قد أظهر نسبة من يضيفون الملح إلى طعامهم في كثير من الأحيان تبلغ 31%، وأن الغالبية العظمى يستهلكون أقل مما توصي به منظمة الصحة العالمية من حصص الفاكهة أو الخضروات، ونحو ربع السكان لم يحققوا توصيات المنظمة بشأن النشاط البدني.
وأكد الهواري أيضاً أن وزارة الصحة تعمل مع شركائها على مستويات عدة لمواجهة الأمراض غير السارية، وتحقيق التغيير السلوكي المجتمعي المطلوب نحو أنماط حياة صحية من خلال الحملات الإعلامية التوعوية، والتثقيفية في المراكز الصحية، وحملات تغيير السلوك لدى طلبة المدارس، فضلا عن تفعيل لجان المجتمع المحلي لتعزيز الوصول المجتمعي حتى داخل البيوت والأسر.
وأشار إلى أنّ الوزارة تعمل على اتخاذ سياسات عديدة للحد من انتشار التدخين، وأخرى للحد من تناول المغذيات الضارة كالمشروبات الغنية بالطاقة أو الغنية بالدهون المشبعة والمتحورة، بالإضافة إلى سياساتها المطبقة لتحسين وزيادة أعداد عيادات الإقلاع عن التدخين، ومثلها التوسع والتحسين في تقديم خدمات المشورة التغذوية في مراكزها الصحية، وتوفير خدمات الكشف المبكر عن الأمراض غير السارية، وتوفير الفحوصات والعلاجات اللازمة لذلك.
وثمن الهواري دور الشركاء الداعمين من الاتحاد الأوروبي والوكالة الاسبانية للتعاون الدولي الانمائي لمساهمتهما في تنفيذ هذه الحملة.
من جهته أكد سفير المملكة الاسبانية في الأردن، السيد ميغيل دي لوكاس على أهمية وجود سلطات صحية في الأردن قائدة للمبادرات التي تهدف إلى الحد من عوامل الخطر الأولية المرتبطة بالأمراض المزمنة وغير السارية والتي تشمل التثقيف والتوعية بين فئات سكانية محددة وعامة الناس.
بدورها قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي في الأردن، السيدة ماريا هادجيثيودوسيو "يلتزم الاتحاد الأوروبي بدعم رفع سوية صحة الأردنيين واللاجئين السوريين من خلال تعزيز النظام الصحي في الأردن. نحن فخورين جدًا بأن نكون جزءًا من هذا المسعى. العمل الجماعي ورفع مستوى الوعي ضروريان لمعالجة الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها وهذا هو سبب أهمية الحملة التي نطلقها اليوم. معاً يمكننا استخدام قوة وسائل الإعلام (التلفزيون والراديو ووسائل التواصل الاجتماعي) لإلهام التغيير وإشراك المجتمع وتثقيف السكان على نطاق أوسع بأساليب الحياة الصحية".
وقدم مدير التوعية والاعلام الصحي في وزارة الصحة الدكتور غيث عويس عرضاً توضيحياً حول الفكرة الرئيسية للحملة ورسائلها والقنوات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي التي سيتم نشر المواد الإعلامية من خلالها لمدة شهر، بما يحقق الوصول لكافة أفراد المجتمع لتعزيز توجهات المجتمع المحلي نحو اعتماد أنماط حياة صحية يساهم في الوقاية من الإصابة بالأمراض المزمنة.