جفرا نيوز - تُعد مسألة عودة اللاجئين السوريين وما يطرح من أفكار جديدة تتبلور في هذا الشأن بالتنسيق مع مجموعة الاتصال العربية والأمم المتحدة في صلب الاهتمام والمتابعة الأردنية.. فالحرص الأردني على دعم أستقرار الوضع في سوريا واستعداده للعمل بالتنسيق مع الحكومة السورية في ما يخص العلاقات الثنائية، وبما يسمح بعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وهو المفصل الاهم بالنسبة للدبلوماسية الاردنية في معالجة آثار الأزمة السورية.
ما حملته زيارة وزير الخارجية أيمن الصفدي ولقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد أخيرا للعاصمة السورية جاء بحسب مصادر مطلعة لبحث ملف عودة اللاجئين السوريين، وتهريب المخدرات عبر سوريا إلى الأردن الذي يشكل خطر حقيقي على المملكة، وبحث العلاقات الثنائيةبين البلدين، كما ان اللقاء جاء في أطار التحضير لانطلاقة جديدة من جولات واجتماعات اللجان المختصة التي انبثقت عن اللقاءات التي عقدت في عمّان وجدة ومخرجات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وتنفيذا لقرار قمة جدة.
ويرى الجانب السوري أن العودة الآمنة للاجئين إلى قراهم وبلداتهم أولوية بالنسبة للدولة السورية مع ضرورة تأمين البنية الأساسية لهذه العودة ومتطلبات الأعمار والتأهيل بكافة أشكالها، ودعمها بمشاريع التعافي المبكر التي تمكن العائدين من استعادة دورة حياتهم الطبيعية.
وبحسب مصادر رسمية سورية فانها الاخيرة اتخذت كل الإجراءات على المستوى التشريعي أو القانوني أو على مستوى المصالحات لتسهم في توفير البيئة الأفضل لعودة اللاجئين، ومع تأكيدها على أن ملف اللاجئين مسألة إنسانية وأخلاقية بحتة لا يجوز تسييسها بأي شكل من الأشكال.
الحرص العربي على أولوية إنهاء الأزمة السورية وانهاء معاناة الشعب السوري الشقيق، لا بد ان يكون عبر حل سياسي يحفظ وحدة سورية وتماسكها وسيادتها، ويلبي طموحات شعبها، ويخلصها من الإرهاب، ويسهم في تعزيز الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين، وبما يحقق المصالحة الوطنية، ويعيد لسوريا أمنها واستقرارها وعافيتها ودورها
أستاذة العلوم السياسية الدكتور رشا المبيضين لفتت الى ما يقدمه الاردن ضمن امكاناته المحدودة من أجل توفير العيش الكريم للاجئين السوريين، مشيرة إلى أن ضرورة عودتهم الى بلدهم، بحل قضيتهم لان مستقبلهم في بلدهم.
وأضافت: عودة اللاجئين يتطلب تهئية الظروف الكفيلة بعودتهم، وتوفير العيش الكريم لهم،في ضوء استقرار الوضع الأمني في سوريا.
وأشارت الى ارتفاع كلفة استضافة مئات آلاف اللاجئين السوريين بالمملكة، لافتة إلى أن الأرقام بحسب مصادر محلية تجاوزت عشرة مليارات دولار وهو حمل كبير على الموازنة المالية الامر الذي يتطلب ايجاد حل عاجل للعودة الامنة لهم.
واشارت الى الاجتماع التشاوري حول سوريا الذي عقد في عمان في الأول من أيار الماضي، بمشاركة وزراء خارجية كل من سوريا والأردن والسعودية والعراق ومصر، ركز على بحث سبل عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار، وبسط الدولة السورية سيطرتها على أراضيها.
وبينت أن عودة سوريا للجامعة العربية يحي الأمل بعودة الوحدة والتلاحم بين الدول العربية للنهوض بالأمن الجماعي العربي ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها المنطقة العربية، مشيرة في هذا السياق إلى أن المسار المستهدف يمكن في معالجة حل الأزمة السورية ومعالجة جميع تداعياتها الأمر الذي يعكس الجدية في الوصول إلى حلول مرضية تخفف من معاناة السوريين نتيجة الأزمة إضافة التي توفير أجواء مريحة لعودة سوريا إلى الحضن العربي.
ويؤكد الدكتور الباحث الشؤون الامنية والسياسية الدكتور خالد جبول أن العلاقات الايجابية بين سورية والدول العربية تمثل الحالة الطبيعية بين الدول الاشقاء، مشيرا إلى أن العلاقا متينة بين هذه الدول وتعكس مصلحة عربية وإقليمية أيضا.
وتابع: اللقاء الاخير لوزير الخارجية الصفدي مع مسؤولين سوريين يمثل استكمالا لخطوات مهمة لازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كافة تداعياتها وخاصة قضية اللاجئين في الاردن وتحقق المصالحة الوطنية وتسهم في عودة سوريا الى محيطها العربي واستئناف دورها الطبيعي في محيطها العربي و المنطقة.
الرأي - د. فتحي الأغوات