المبادرة الاردنية والعربية تجاه سوريا تهدف لحل ازمتها وتوفير البيئة المناسبة لعودة لاجئيها
جفرا نيوز - أكد نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إن الأردن يتمتع بحضور قوي على الصعيد العربي والدولي والإقليمي، وعلاقات سياسية ودبلوماسية أسهمت بشكل كبير في التخفيف من حدة الآثار السلبية والتداعيات التي تشهدها المنطقة على المصلحة الوطنية الأردنية والعربية.
وقال الصفدي، أن الأردن استطاع بفضل حكمة القيادة الهاشمية ووعي شعبه وقوة مؤسساته، تجاوز العديد من التحديات والمحطات الصعبة التي فرضتها الظروف الإقليمية والدولية، والأزمات التي يشهدها الإقليم.
وشدد على أن السياسة الخارجية التي يقودها جلالة الملك عبدالله كرست العلاقات الطيبة والقوية مع مراكز صنع القرار الدولي والعديد من الدول.
جاء ذلك، ضمن لقاء عقد مساء اليوم الأحد، في مركز الحسين الثقافي، بإدارة الزميل ماجد توبة، ضمن أمسيات صالون عمان، الذي تنظمه دائرة البرامج والمرافق الثقافية في أمانة عمان الكبرى، بحضور نائب مدير المدينة للتنمية المجتمعية حاتم الهملان، وجمع من الصحفيين والإعلاميين وأعضاء في مجلسي النواب والاعيان.
وشدد الصفدي، على موقف الأردن الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، مؤكدا ان معظم الجهود الاردنية مكرسة لإزالة الاحتلال ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967.
وجدد الصفدي التاكيد على الموقف الاردني من ان لا سلام ولا استقرار دائمين وشاملين في المنطقة الا باقامة الدولة الفلسطينية ضمن حل الدولتين المدعوم عربيا ودوليا.
لكن الصفدي لفت الى أن حل الدولتين بات يقوض عمليا نتيجة الاجراءات الاسرائلية اللاشرعية وخصوصا التوسع في الاستيطان ومصادرة الأراضي. وحذر من تبعات الاعتداءات المتكررة على المناطق الفلسطينية ورفض الالتزام بعملية السلام والشرعية الدولية والاعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية بالقدس.
لكن الصفدي أكد "ما نزال نقول ونؤكد ان تقويض حل الدولتين يعني الذهاب الى حال الدولة الواحدة، وهذا يعني دولة ابارتهايد (فصل عنصري)، ما يحول دون حل الصراع وتحقيق السلام العادل ل والدائم.
وبين ان السياسة والدبلوماسية الاردنية تعمل اليوم على وقف التدهور الحاصل جراء الممارسات والاجراءات الاسرائلية. واستعرض في هذا المقام اهداف ومرامي الاردن من عقد اجتماع العقبة قبل اشهر الذي جمع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بحضور عربي ودولي، ورغبة المملكة بتثبيت الحق الفلسطيني وتهدئة الاوضاع.
وقال إن الحكومة الاسرائلية الأكثر يمينية في تاريخ اسرائيل وتضم عناصر هي الاكثر تطرفا لم تلتزم بمخرجات اجتماعي العقبة وشرم الشيخ.
من جهة اخرى تناول الصفدي المقاربة الاردنية الجديد تجاه سوريا وازمتها والتي توجت بعودة سوريا الى الجامعة العربية، وقال "ان الاردن الاكثر تضررا بعد الشعب السوري من استمرار الازمة السورية".
واوضح ان المقاربة الدولية التعامل مع الازمة السورية كانت تنصب على ادارة الازمة وبقاء الوضع الراهن"، مشددا ان الاردن يعتبر متضررا من مثل هذه المقاربة وكذلك الشعب السوري، فكانت المقاربة الاردنية الجديدة التي دعت الى دور عربي قيادي في جهود حل الأزمة.
واشار الى ان استمرار الوضع الرهن يزيد من معاناة الشعب السوري ومن التهديدات التي تنتجها الأزمة في المنطقة، مركزا على خطر ترهيبي المخدرات.
واشار الى ان لجنة الاتصال العربي التي شكلتها الجامعة العربية ستلتقي وزير الخارجية السوري قريبا.
ولفت الى ان جلالة الملك قاد جهدا قويا ووجهه الدبلوماسية لحشد الدعم للمقاربة الاردنية لحل الازمة السورية و التي وجدت صدى ايجابيا لدى الكثير من الفاعلين الدوليين، لكنها ايضا ما تزال تواجه ببعض العقبات التي نامل بحلها وتجاوزها.
ويغادر الصفدي يوم غد الاثنين الى دمشق في زيارة رسمية يبحث خلالها مع المسؤولين السوريين ملف العلاقات الثنائية وايضا ملف العلاقات العربية مع سورية ومبادرة حل الازمة.
واستعرض الصفدي الاعباء الكبيرة التي يلقيها ملف اللاجئين السوريين على الاردن، وعلى بناه التحتية وخدماته، الصحية والتعليمية والعمل، لافتا الى ان الدعم الدولي والاستجابة الدولية لقضية هؤلاء اللاجئين والدول المستضيفة تراجعت بصورة كبيرة، ويسعى الاردن جاهدا لحث المجتمع الدولي على الالتزام بتعهداته في هذا السياق.
وأشار الصفدي، إلى أن الاستجابة من قبل الحكومة السورية إيجابي، بخصوص الجهود الأردنية المبذولة، معربا عن أمله في التوصل إلى حلول بين الجانبين بهدف التقدم في مسار التعامل مع التداعيات التي فرضتها الأحداث الجارية منذ 12 عاما.
وشدد الصفدي، على ضرورة تمكين اللاجئين السوريين من العودة إلى بلادهم وتهيئة كل الظروف المناسبة سوريا ودوليا لاقناعهم بضرورة العودة لوطنهم، مبينا أن ذلك مصلحة وطنية وسورية وعربية ودولية، والأردن يكثف جهوده بالتعاون مع المجتمع الدولي بهدف تنفيذ خطوات عملية تدعم عودتهم.
ولم يتردد الصفدي على اعادة التاكيد على الموقف الاردني الثابت بتمسكه بكل الخيارات لحماية حدوده واستقراره من الاخطار التي تشكلها الحدود السورية، وعلى راسها تهريب المخدرات والتحديات الامنية ووجود بعض الميلشيات.
وأجاب الصفدي في نهاية اللقاء على تساؤلات الحضور، مثمنا جهود أمانة عمان من خلال دائرة المرافق والبرامج الثقافية في عقد اللقاءات المتنوعة ضمن صالون عمان الذي يعقد شهريا.