جفرا نيوز - فرح سمحان
يطل رئيس الوزراء بشر الخصاونة على مجموعة من الشباب الذي لا يعرف ما تخفيه صناديد القدر خلال ندوة حوارية غير متكاملة الأطراف ليروي قصة حياته التي بدأت بملعقة من ذهب ، ثم يبدأ بسرد مغامراته في التنقل بين المناصب بمختلف الرواتب العالية والدرجات ، مغفلا التطرق لفريق الرعد الذي كان أحد أبطاله .
تصريحات الخصاونة اليوم في الجامعة الأردنية على قدر ما هي "مضحكة ومبكية" في ذات الوقت إلا أنها تثير التساؤلات عن الثقة وحجم التفاؤل الذي يتحدث به بمعزل عن الواقع الأليم الذي أصبح يحتم دق ناقوس الخطر والتخلي عن المثاليات الزائفة .
المضحك أنه لم يتطرق في حديثه ولو لمشكلة اقتصادية واحدة ولم يشبع فضول الشباب حول مستقبلهم بعد التخرج والانضمام لصفوف العاطلين عن العمل وإيهامهم أن لديهم فرصة بالانضمام لحكومته وهو "حلم إبليس في الجنة" ، ولم يسمح له كبريائه بالاعتراف أن الحد الأدنى للأجور ليس كافيًا لسهرة في أحد المطاعم الفاخرة ، وجريمته بالإصرار على أن القادم أجمل تعني أنه غير مدرك حتى الآن أن ذلك ينطبق عليه وعلى وزرائه فقط .
بالنسبة للطريقة التي تحدث بها عن التعديل الوزاري وأنه غير مرتقب وبأسلوب "العنجهية والتكبر" مضحكة وتعني أنه على قناعة بأن كرسيه في الرابع سيدوم ، في محاولة لتجاهل مقولة خلدها التاريخ لمسؤولي الأردن وهي "لو دامت لغيرك لما وصلت لك" .
فقد قال في معرض حديثه خلال الندوة حرفيًا ، " إن من يأمر بإجراء التعديل أو التغيير الوزاري هو جلالة الملك" ، وتساءل : من قال إن هناك تعديلًا وزاريًا؟
الخصاونة كان أنانيًا في طرحه كرئيس وزراء عليه اللوم والمسؤولية قبل المدح و"التصفيق" ، فقد تحدث أمام الشباب عن أحلامه التي لم تكن أحلامًا بل حقيقة مؤكدة بأن يصبح وزيرًا من منطلق "ابن الوزير وزير" ، فصحيح أن والده لم يعطه أسئلة التوجيهي على الرغم أنه كان مسؤولا حينها كما قال ، لكنه أخذ المناصب والمكاسب بالمقابل .
الخلاصة ، الرحيل لا يقف على مقولة القادم أجمل لأنها الحقيقة المرة التي لن يتقبلها الخصاونة وفريقه إلا بعد مغادرتهم والعودة للواقع بعيدًا عن المدينة الفاضلة التي يقطنون بها وحدهم .