جفرا نيوز -
كشف طاه وسجين أمريكي سابق عن بعض أسراره للطهي للمتهمين المحكوم عليهم بالموت، وذلك بعد أن أعد 200 وجبة أخيرة للمجرمين عشية تنفيذ حكم الإعدام بهم.
وكانت الوجبات الأخيرة تقليداً قديماً في حالة الإعدام في الولايات المتحدة، وبينما تم الكشف عن طلبات السجناء الغريبة على مر السنين، لم يتم الكشف عن الكثير حول كيفية تحضير وجباتهم بالفعل. لكن بريان برايس يعرف بالضبط كيف يتم إعداد الوجبات الأخيرة، حيث أمضى المدان السابق 11 عاماً في الطهي للسجناء الذين ينتظرون الإعدام في هنتسفيل، تكساس.
وفي 1989، تغيرت حياة برايان إلى الأبد عندما حُكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً بتهمة الاعتداء على زوجته السابقة واختطاف صهره. وكان للمصور المحترف السابق خبرة قليلة لإثبات فائدته داخل سجن هانستفيل، وتم تكليفه بالعمل في المطبخ.
وفي حديثه لصحيفة نيويورك تايمز في 2011، أوضح بريان أن صديقه، طاهٍ من فئة أربع نجوم، كان يطبخ الوجبات الأخيرة للمحكومين بالإعدام في ذلك الوقت. لكن عندما لم يعد قادراً على القيام بذلك تدخل بريان.
وكانت أول وجبة أخيرة طهاها بريان للقاتل لورانس بوكستون، الذي طلب سمك فيليه. لكن بريان كان قادراً فقط على تقديم شريحة لحم على شكل حرف T. وقال متذكراً تلك الوجبة: "لقد تقدمت وفعلتها بأفضل ما في وسعي بما لدينا من إمكانيات. وهكذا، في اليوم التالي، استدعاني الضابط إلى مكتبه وقال "يا برايس، هذا الرجل الذي نفذ به حكم الإعدام الليلة الماضية أرسل كلمة شكر، وقال إنه يقدر ما فعلته. لقد أحب ذلك حقاً".
وفي اليوم التالي، أخبر بريان صديقه أنه سيتولى الطهي بدلاً منه، وعلى الرغم من الجرائم الشنيعة التي ارتكبها السجناء، إلا أن الإطراء دفع براين للفخر بتقديم وجباتهم النهائية. وقال لصحيفة الغارديان: "لقد أعطيت هذا الرجل القليل من المتعة - مجرد شيء يصرف انتباهه لفترة وجيزة قبل إعدامه. إنها تجربة متواضعة للغاية وعاطفية ودائماً ما كنت أصلي على كل وجبة".
وبينما كان بريان يطبخ للسجناء "الوحوش" مثل كينيث مكدوف، وهو قاتل متسلسل يشتبه في قيامه بتعذيب وقتل 14 شخصاً على الأقل، كان هناك نزيل واحد رفض إعداد وجبة أخيرة له. ففي 1998، أُدين ليوبولدو نارفايز جونيور بأربع تهم بارتكاب جرائم القتل العمد بعد أن طعن صديقته السابقة وشقيقتيها وشقيقها حتى الموت في منزلهم في سان أنطونيو. وجميع الضحايا، الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 19 عاماً، كانوا أصدقاء مدرسة لبنات بريان ولم يستطع إعداد الوجبة الأخيرة له، وطلب من طاهٍ آخر التدخل في يوم إعدام نارفايز.
لكن رئيس الطهاة كشف أيضاً أنه بينما كان بإمكان النزلاء طلب وجباتهم، لم يحصلوا دائماً على ما يريدون. وأوضح بريان أنه كان عليه أن يطبخ باستخدام أشياء موجودة بالفعل في مطبخ السجن، مما يعني أنه سيضطر في كثير من الأحيان إلى استخدام خياله.
وقال بريان لصحيفة نيويورك تايمز: "إذا طلبوا جراد البحر، سيحصلون على قطعة من بولوك مجمدة، تماماً كما يحصلون عليها عادة في يوم الجمعة. لكن ما كنت سأفعله هو غسل الخبز وقطعه قطرياً وتغميسه في الخليط بحيث يبدو شيئاً مختلفاً".
وأضاف بريان "لقد توقفوا عن تقديم شرائح اللحم في 1994، لذلك كلما طلب أي شخص شريحة لحم، كنت أقوم بعمل شريحة لحم هامبرغر مع المرق البني والبصل المشوي، كما تعلمون، أشياء من هذا القبيل".
وبعد إطلاق سراحه من السجن، تزوج برايان مرة أخرى، وأنشأ مطعمه الخاص وألف كتاباً بعنوان "وجبات للموت من أجلها"، عن الفترة التي قضاها كطاهٍ لوجبات المحكومين بالإعدام، بحسب صحيفة ديلي ستار البريطانية.