جفرا نيوز - لم يعد اقتناء الكلاب في الأردن مقتصرا على أغراض الحراسة والتدريب العسكري، بل أصبحت العديد من العائلات ترى في هذه الحيوانات صديقا وونيسا وجليسا يدفعها إلى الاعتناء بها دون عناء.
الشاب الأردني مشير الردايدة (29 عاما) كان سبّاقا في الاعتناء بالكلاب بطريقة مبتكرة وتأسيس حضانة خاصة لهذا النوع من الحيوانات الأليفة.
الردايدة أطلق اسم "دوغ توبيا" (مكان الكلاب) على الحضانة الواقعة بمنطقة أم البساتين جنوب العاصمة عمّان، على مساحة دونمين.
تكتظ الحضانة بأنواع مختلفة من الكلاب التي جمعها الردايدة وأشقاؤه وأصدقاؤه عبر حافلات خاصة، لتمضي معهم بضع ساعات تتلقى فيها خدمات متنوعة، قبل أن يعيدوها إلى أصحابها مع نهاية وقت العمل.
ويقول الشاب العشريني إن "بداية الفكرة كانت عام 2016 وبمحض الصدفة"، عندما أنهى دراسته الجامعية في تخصص إعلام الوسائط المتعددة، ليعمل بعدها سائق سيارة أجرة، لعدم تمكنه من الحصول على عمل في تخصصه.
ويضيف "في يوم من الأيام اتصل بي زبون وطلب مني إيصاله إلى أحد الأماكن، ولكنه قال حينها إنه سيصطحب معه كلبه، ومن هنا جاءت الفكرة"، لافتا "بدأت العمل عام 2016 في مشروع أسميته ماجيشين بت تاكسي، خصصته لنقل الحيوانات الأليفة وخاصة الكلاب، ولقيت إقبالا كبيرا من أصحاب الحيوانات الأليفة، لكوني أول سيارة أجرة تتخصص بهذا النوع من النقل".
ويتابع "تطور الأمر معي، ولخبرتي بهذا النوع من الحيوانات منذ صغري، بدأت بتقديم خدمة تمشية الكلاب لمدة تتراوح بين 45 دقيقة وساعة في اليوم"، موضحا أن "تلك المدة لا تكفي لتفريغ الكلاب طاقتها، وكنت أشعر بأنها تحتاج إلى مدة أطول، لأنها إذا لم تفرغ طاقتها تقوم بتصرفات تخريبية في المنزل".
ويلفت إلى أن ذلك قاده نحو فكرة إقامة حضانة للكلاب عام 2018، فاستأجر مكانا بمساحة 2 دونم في منطقة أم البساتين بالعاصمة عمّان.
لم يكن الأمر اعتياديا، فقد أظهر الردايدة ومن معه في الحضانة خبرة مميزة، حيث يُنادي كل كلب باسمه، ويستطيع تمييز الكلاب من صوت نباحها.
أما عن الخدمات التي تقدمها الحضانة، فيوضح الشاب أنهم يحضرون عشرات الكلاب من منازل أصحابها عند الساعة السادسة صباحا ويعيدونها إليهم بعد الظهيرة.
وتستمر الكلاب خلال تلك الفترة باللعب في الحضانة، حيث تحصل على وجبة من الطعام ويتم تدريب بعضها حسب طلب أصحابها، وفق الردايدة، متابعا "البعض يطلب أن يأخذ كلبه حماما بعد اللعب، كما نقدم خدمة الإقامة في الحضانة لمن يريد السفر ويترك كلبه هنا"، مشيرا إلى أن "البعض يحضر كلبه لغرض البحث عن شخص آخر لتبنيه".
ولمواكبة التطور في تقديم الخدمات، يقول الردايدة إنهم يستخدمون تطبيقا خاصا على الهواتف المحمولة، يتيح للزبائن حجز خدمات الحضانة.
ولم يتوقف الشاب ورفاقه عند ذلك، بل استمروا في التطوير وأنشأوا محلا خاصا لبيع إكسسوارات الحيوانات الأليفة والعناية بها من حمام وقص أظافر وشعر، وغير ذلك.
ولا يقتصر الأمر في "دوغ توبيا" على الحضانة، فهناك خدمات صحية تتلقاها الكلاب في عيادات متخصصة، وفق الردايدة، مضيفا "نقدم يوميا خدماتنا لنحو 20 إلى 35 كلبا، أما إجمالي الخدمات فنقدمها لنحو 60 كلبا"، مبينا أنها تحوي "جميع الأنواع، إضافة إلى كلاب الشوارع الكنعانية، التي تعد من أذكى الفصائل".
ويتابع "زبائننا من المحبين للكلاب، فالأمر لا يرتبط بطبقة معينة من المجتمع، فهناك محدودي الدخل والأغنياء، لكن بالنهاية جميعهم من محبي الحيوانات الأليفة"، قائلا "بعض الكلاب لديها رهبة من التعامل مع الناس لذلك نعمل من خلال التدريب على تعديل سلوكها، فالمساحة واسعة يأخذ فيها الكلب راحته، وهناك بركة سباحة ومكان للقفز وحلبة للمشي، حتى تتعلم الكلاب إطاعة الأوامر".
وبخصوص العاملين، يوضح الردايدة أن الحضانة يعمل فيها 8 أشخاص، أشقاء وأصدقاء وموظفين، "اجتمعوا على حب الحيوانات الأليفة والبحث عن فرص عمل لمحاربة البطالة"، لافتا إلى أن التكاليف المترتبة على أصحاب الكلاب "تعتمد على نوع الخدمة، حيث تبدأ من 10 دنانير (14 دولار) وصاعدا".
وكالات