جفرا نيوز - كنت في الـ16 من عمري عندما حاول أحد المدراء تجربة ذلك معي للمرة الأولى. انتظر حتى غادر الجميع، ثم أغلق الباب قبل أن أتمكن من الخروج ووقف بيني وبين الباب.
سألني: "ماذا علي أن أفعل لأقنعك بالخروج معي في موعد غرامي؟" أصبت بالذعر ولم أكن أعرف ما الذي سيفعله في ذلك المكتب الفارغ، وكنت متأكدة تماماً من أنني سأفقد وظيفتي بعد ذلك.
لحسن الحظ، تمكنت من تجاوزه والخروج من الباب. لم يطردني، لكنني وجدت وظيفة جديدة حيث أخذ أحد المدراء رقم هاتفي من سيرتي الذاتية وبدأ بإرسال رسائل مغازلة أثناء العمل. لم يطردني أيضاً، لكنه بدأ يحرمني من عمولتي عندما لم أتجاوب معه.
هذا ليس أمراً غير عادي، فمعظم النساء اللواتي أعرفهن كن عرضة لتودد أحد رؤسائهن في العمل مرة واحدة في الأقل. لذا، وبقدر ما أنا متفاجئة من الاهتمام الذي يحظى به فيليب سكوفيلد، بقدر ما أعتقد بأنه من غير المحتمل جداً أن يستثار رد الفعل نفسه لو كان الطرف الآخر في القضية امرأة أصغر منه سناً، لا يمكنني تفويت ما حدث على أنه "مجرد" علاقة غرامية في مكان العمل... أو "محاولة تصيّد" كما أشار إليه جيريمي كلاركسون.
عندما يقول شخص أعلى مرتبة وظيفية منك في العمل إنه مهتم بك بوضوح، فهذه ليست مغازلة أخرى فحسب. يمكن لهذا الشخص أن يؤثر في حياتك المهنية، ويمتلك سيطرة على نموك وتطورك. بإمكانه إنهاء وظيفتك وتركك من دون مرتب يدفع إيجار مسكنك وفواتيرك. من المستحيل أن يكون ميزان القوى متساوياً، وكيف يمكن أن تكون العلاقة توافقية ورحيمة من دون المساواة؟
حتى لو كانت لديكما مشاعر صادقة تجاه بعضكما في بداية العلاقة، ما الذي سيحدث إذا ساءت الأمور بينكما؟ كيف يمكنك التأكد من أن شريكك السابق لن يسقط استياءه الشخصي على حياتك المهنية؟ عندما يكون اختلال توازن القوة ضدك، قد تشعر بأنك عالق في الشراكة خوفاً من التداعيات على سمعتك وأحوالك المالية.
ذات مرة كنت أتبادل مع أحد رؤسائي إعجاباً بدأ بالتراضي. كنت أعتقد بأنها مجرد دردشة غزلية بريئة، لكن عندما تجاوز حدوده وطلبت منه التوقف، أجاب: "يمكنني طردك، كما تعلمين".
من الصعب ألا يتأثر المرء بضائقة فيليب سكوفيلد، وتأكيد بناته على أنه كان قد قتل نفسه الآن لو لم يكن تحت مراقبتهن. في مقابلته مع "بي بي سي"، كان حريصاً على لفت النظر إلى أنه لم يفعل شيئاً غير قانوني، هذا هو المعيار المناسب من وجهة نظره. قال إن الأمر لم يبد كإساءة لاستخدام السلطة في ذلك الوقت. وصف ما حدث بأنه "غير حكيم"، وبرأيه، ربما يكون الأمر بهذه البساطة. ولكن ماذا عن منظور الشاب المعني؟
لأسباب واضحة، لم نسمع منه شيئاً، ولا أحد يريد أن يرى اسمه متورطاً في هذه القضية. لذلك كل ما يمكننا فعله هو التكهن كيف كان شعوره وهو في عمر 20 سنة، عندما قام رجل يعرفه وكان يحترمه وينظر إليه كقدوة منذ كان في الـ15 من عمره، رجل بإمكانه إنجاح أو تدمير مسيرته المهنية، بطلب مزيد منه.
كل ما يمكنني فعله هو تذكر شعوري وأنا أقف أمام أولئك الرجال أصحاب السلطة. الشعور بالنفور والرغبة والقلق حيال التسبب في الإهانة أو إثارة ضجة، والحماسة للاحتمالات التي يمكن أن تفتحها العلاقة معهم، مزيج من كل هذه الأشياء - نادراً ما تكون المشاعر الإنسانية واضحة – لكن وراء كل ذلك، كان هناك خوف دائماً. لأنه ومهما حدث، سواء قلت نعم أو لا، سواء كنت تريد العلاقة أو لا، إذا سارت الأمور في الاتجاه الخاطئ، فستكون أنت الشخص الذي يواجه العواقب، وليس هم.
الحقيقة هي أنه ما كان يجب لهذا الشاب أن يجد نفسه في هذا الموقف، ولا حتى سكوفيلد حقاً. إذا كان صادقاً في رده، فهو ببساطة لا يفهم المشكلة حقاً. وعند النظر إلى ردود فعل المشاهير الآخرين، من الواضح أنه ليس الوحيد. ربما لا يكون هذا مفاجئاً - كيف يمكن للأشخاص الذين يعيشون لأعوام وبيدهم ثروة وتأثير مفرطان أن يشعروا بحال أشخاص تخرجوا في المدرسة للتو ويبحثون في كل مكان فقط كي يتمكنوا من تأمين عشائهم؟ يعود الأمر للمؤسسات مثل "آي تي في" لوضع حدود تحمي الجميع.
يجب أن تضع الشركات حداً لثقافة الشرب فيها، إذ يبدأ كثير من سهرات العمل بدفع رئيس العمل حساب مشروبات الجميع في الحانة. ما الضرر في قليل من الشراب؟ حسناً، أعلم أنني لست الوحيدة التي قال لها مديرها الذي في منتصف العمر وهو يتأرجح ويتصبب عرقاً ويده على ظهري إن لدي "إمكانات حقيقية في هذه المؤسسة"، بينما كنت مرتعبة ومتجمدة في مكاني. إنها تجربة شائعة في حفلات العمل.
سأل رؤساء سكوفيلد عن العلاقة، ونفاها. يقول المدافعون عنه إنها شأن لا يخص أي شخص آخر، لكن هذا الأمر لا ينطبق على مكان العمل. يجب أن يُطلب من الأشخاص في المناصب العليا التصريح عن علاقاتهم مع الموظفين في المراتب الوظيفية الأدنى - ليس فقط لمنعهم من اتخاذ قرارات غير عادلة لتقدم أولئك الأشخاص، ولكن لمنح الموظفين المبتدئين بعض السلطة إذا أظهروا أنهم تعرضوا لتودد لم يتم الإفصاح عنه.
في نهاية المطاف، تحتاج الشركات إلى مواجهة "العلاقات" في مكان العمل والتعامل معها. حتى لو كان الأمر متعلقاً بأكبر موهبة تلفزيونية لديك مثل فيليب سكوفيلد. يجب أن يكون مكان العمل مكاناً آمناً للجميع، ويجب أن تكون هناك حواجز أمام أي شيء يتجاوز المهنية ويصل إلى الخصوصية. إذا كان هناك حب حقيقي، فستتخطيان تلك الحواجز معاً، وإذا لم يكن كذلك، فالزم حدودك.