النسخة الكاملة

قبل جولة الإعادة.. القلق يهيمن على السوريين بعد حملة المعارضة

الخميس-2023-05-26 10:34 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - مثل آلاف السوريين في تركيا، يتطلع غيث سمير بقلق لنتيجة جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية يوم الأحد، ويشعر بالخوف من احتمال فوز مرشح المعارضة الذي تعهد بترحيل المهاجرين إلى أوطانهم في أسرع وقت.

فر سمير من الحرب في سوريا في 2012 وهو الآن واحد من بين أكثر من 3.4 ملايين سوري في تركيا، حيث أدت المشاكل الاقتصادية إلى زيادة مشاعر العداء للمهاجرين التي امتد أثرها إلى الانتخابات الرئاسية.


وعود مخيفة
وقال سمير، الذي حصل على الجنسية التركية منذ عامين ويعتزم التصويت في انتخابات، يوم الأحد، للرئيس رجب طيب أردوغان: "وعود المعارضة تخيفني وتغضبني أيضاً، تخيفني لأنها تسبب المزيد من كراهية الأتراك لي ولأطفالي وعائلتي".

ويتمتع أردوغان بفرصة جيدة للفوز في جولة الإعادة بعد إخفاقه في فوز مباشر في الجولة الأولى منذ أسبوعين، في حين تبنى منافسه كمال كليتشدار أوغلو خطاباً مناهضا للمهاجرين في محاولة لتغيير مسار السباق الانتخابي.

وتعاون كليتشدار أوغلو مع حزب قومي من اليمين المتطرف، ووعد بإعادة جميع المهاجرين إلى أوطانهم في غضون عام مع انتشار ملصقات تحمل صوره في أنحاء المدن التركية مع تعهد بترحيل السوريين.

ورغم أن أردوغان كان أكثر ترحيباً بالسوريين والمهاجرين الآخرين في تركيا، التي تضم 5 ملايين لاجئ اليوم، فإنه اتخذ أيضاً خطوات لتسريع عودة السوريين إلى وطنهم.

أما السوريين، فأدت الانتخابات والتحول المناهض للمهاجرين في السياسة التركية إلى غموض مستقبلهم، ما دفع كثيرين إلى التساؤل هل عليهم معاودة الكرة وبداية حياة جديدة مرة أخرى بعد فرارهم من حرب دامية في وطنهم.

وقال سمير ، إن عدداً من أصدقائه وأقاربه أجلوا خططهم لما بعد الانتخابات حتى تتضح الأمور لدرجة أن أخاه ينتظر نتيجة الانتخابات ليقرر إذا كان سيستبدل "جهاز محضر الطعام" المتعطل.

وأضاف "أغلب السوريين باتوا يشعرون وكأن حياتهم متوقفة على نتائج الانتخابات". رغم أنه حصل على الجنسية التركية، إلا أنه قال إنه وضع "خططا بديلة، إذا حصل أي شيء".

ويفكر سمير في الانتقال مع زوجته وطفليه الصغيرين إلى بلاد قد تكون مواتية أكثر للسوريين، مثل مصر، أو إقليم كردستان العراق.

اليمين المتطرف

عندما أعلن كليتشدار أوغلو، الأربعاء توصله لاتفاق مع أوميت أوزداغ، رئيس حزب الظفر اليميني المتطرف، لدعمه في جولة الإعادة، قال أوزداغ إن الوعد الذي قطعته المعارضة على نفسها بترحيل المهاجرين سيرفع "العبء" عن الاقتصاد، ويمنع تركيا من التحول إلى "أرض للمهاجرين".

وبالاعتماد على الخطاب المعادي للأجانب الذي يتهم اللاجئين الأفغان والسوريين بالسرقة، والتحرش الجنسي، وجرائم أخرى، قال أوزداغ إن ترحيل المهاجرين سيجعل "الشوارع آمنة مرة أخرى".

حتى لو فاز أردوغان
توقفت معظم المعارك الرئيسية في سوريا منذ سنوات، حيث تسيطر تركيا على جيوب عبر الحدود تدعم فيها المعارضة السورية في صراعها مع الرئيس بشار الأسد. وتكتظ هذه المناطق بالفعل بالسوريين النازحين من أجزاء أخرى من سوريا.

والحياة عبر الحدود صعبة، بعد تدمير البنية التحتية، وانهيار الاقتصاد، والتهديد المستمر باندلاع الحرب فجأة مرة أخرى. ويخشى سكان هذه المناطق التي تسيطر عليها المعارضة تعرضهم للانتقام إذا استعادت الحكومة السيطرة عليها.

ولأن مصيرهم تحول إلى قضية سياسية ذات أهمية متزايدة، لا يزال معظم السوريين يشعرون بالخوف حتى لو تغلب أردوغان على كليتشدار أوغلو يوم الأحد، مشيرين إلى خطط حكومة أردوغان لبناء مشاريع إسكان جديدة على الحدود لتسريع عملية ترحيلهم.

وعلى غرار القادة الآخرين في المنطقة، يعمل أردوغان أيضاً على حل الخلافات مع الأسد، ما يزيد من احتمال تقارب قد يقلق العديد من السوريين في تركيا.

قال سعد عبد القادر، الذي يعيش في تركيا منذ 2015: "لن يكون هناك استقرار في سوريا طالما بقي الأسد ومن معه في السلطة"، مشيراً إلى أنه يفكر في السفر إلى أوروبا بحثاً عن الأمان.

وروى سرقة تعرض لها صديقه قائلاً: "منذ فترة قريبة تعرض أحد الأصدقاء في ولاية كلس التركية لسرقة محل الألبسة الذي يملكه ولم يستطع التقدم بشكوى للشرطة لخوفه من التعرض للاعتداء عليه وعلى عائلته".

وقال عمر كادكوي، وهو سوري يعمل في مركز الأبحاث الاقتصادية "تي.إي.بي.إيه.في" في أنقرة، إن السوريين يواجهون البؤس والخوف من وطنهم الذي سينظر إليه أطفالهم على أنه أرض أجنبية.

وقال عن العودة الطوعية لسوريا: "ليس قراراً سهلاً"، مضيفاً أن الأطفال السوريين في تركيا "تشكلوا بكل ما هو تركي. سوريا عندهم قصة تُحكى قبل النوم".