النسخة الكاملة

أحمد المصري.. كفيف يتحدى الظلام ويُتقن البرمجة

الخميس-2023-05-20 07:40 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - لم يعرف للمستحيلِ طريقاً، أنار موهبته في صناعة البرمجيات القارئة للشاشة من وسط الظلام الدامس المحيط به، الشاب الأردني الكفيف أحمد المصري، الذي شكلت إعاقته تحدياً تفوّق فيه على نفسه.

حاول المصري جعل حلمه في تسهيل حياة المكفوفين واقعاً، من خلال تعلّمه عدة لغات برمجية عندما كان طالباً على مقاعد الدراسة، بصناعة برمجيات تقرأ المحتوى المكتوب.

ووفقاً لأن جميع المواقع الإلكترونية لا تدعم تقنية وصف الصورة للمكفوفين (Alternative Text، النص البديل التلقائي)، توجه أحمد بجهازه المحمول، لينزوي عن العالم ويخلِق بيئة أكثر يسر وسهولة لضعاف البصر.

وبدأ المصري بتعلم لغات البرمجة، وقال: "كانت لدي رغبة بالتعلم وإتقان البرمجة، بسبب عدم وجود تطبيقات تزوّد المواقع الإلكترونية بخاصية قراءة الشاشة".

وبأسف يعبّر أحمد المصري عن صعوبة الصورة النمطية التي وقفت بوجهه، قائلاً "وجدت نفسي مُحاطاً بتساؤلات كثيرة حول كيف يستطيع كفيف تعلم البرمجة، وكأنها حكر على المُبصرين".

درس الترجمة رغم موهبته في البرمجة

ويقول المصري: "أنهيت الثانوية العامة وبداخلي رغبة باحتراف صنع التطبيقات الذكاء الاجتماعي، وتطوير البرمجيات، إلا أنني درست تخصص الترجمة، ومارستُ البرمجة كهواية".
وحال تخرج أحمد المصري من الجامعة، لاحظ الصعوبات التي تحيط به في سوق العمل، رغم كفائته، إذ وجد تحدياً مرهوناً في تقبل المجتمع لشخصٍ كفيف يمارس واحدة من أصعب المهن، وأكثرها دقة.
وفي انضمامه ليوم وظيفي أقامته شركة رائدة في مجال تطوير المواقع الإلكترونية في العاصمة الأردنية عمان، يكمل المصري "كان لي نصيب في تقديم نفسي كباحث عن وظيفة بمجال البرمجة، وحصلت عليها لتفوقي واستعدادي الواضح في هذا المجال".

ويشير أحمد المصري أنه يعمل حالياً في مجال تهيئة المواقع الإلكترونية للأشخاص المكفوفين، عن طريق إضافة برمجيات ناطقة، تسهل وصولهم لبيانات شبكة الإنترنت.

بعد مساندة الكثيرين له في قراءة صفحات التواصل الاجتماعي أو الأخبار أو الصور عبر شبكة الإنترنت، يعتبر أحمد المصري أن تخصصه في صناعة برمجيات قراءة الصور والنصوص سيساعد الأشخاص ذوي الإعاقة، ويكفل لهم شعورهم بالاستقلالية.

24 الامارات