جفرا نيوز - أتمّت سلطات الاحتلال تحضيراتها لتنظيم "مسيرة الأعلام"، والتي يتوقّع أن يتخلّلها قيام المستوطنين بأوسع وأكبر اقتحام للمسجد الأقصى.
وفي هذا الإطار، أعلنت شرطة الاحتلال حشد أكثر من ثلاثة آلاف من عناصرها في محيط البلدة القديمة وداخلها، وعلى امتداد مسار المسيرة التي ستنطلق عند الساعة الثانية من ظهر اليوم الخميس، من قلب الشطر الغربي المحتلّ من المدينة، مروراً بشطرها الشرقي داخل أسوار البلدة القديمة، وصولاً إلى حائط البراق.
وإذ تخشى سلطات العدو من ردّ فعل المقاومة في قطاع غزة، فهي بدأت، بالفعل، نشر بطاريات "باتريوت" في محيط القدس المحتلّة، مستعدّة أيضاً للاستعانة عند الطوارئ بمروحيات عسكرية مقاتلة.
جاء ذلك في وقت أعلن فيه كلّ من وزير "الأمن القومي"، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير النقب والجليل، يتسحاق فاسرلاف، ووزيرة المواصلات، ميري ريغيف، مشاركتهم بشكل رسمي في المسيرة، مؤكّدين أنهم سيمرّون عبر الحي الإسلامي في القدس المحتلّة، كما سيشاركون في "رقصة الأعلام" عند باب العمود، أحد أبواب القدس القديمة.
وتسعى "جماعات الهيكل" المتطرّفة، بدورها، إلى حشد 5 آلاف مستوطن لاقتحام المسجد الأقصى بمناسبة ما يسمّى "يوم توحيد القدس"، وهو رقمٌ سيكون، في حال تحقّقه، الأعلى في تاريخ اقتحامات المسجد.
وفي هذا السياق، كشف نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس، أريه كينج، عن مسارات جديدة للمسيرة، داعياً المستوطنين إلى ارتياد عدّة مسالك، وهي: طريق جبل المشارف خروجاً من مستوطنة "بيت أوروت" في قرية الطور، وطريق جبل الزيتون خروجاً من مستوطنة "هار هزيتيم" في حيّ رأس العمود.
كما أعلن عن لقاء مباشر مع الجنود الذين احتلّوا القدس عام 1967 في عدّة نقاط؛ منها باب الأسباط والشيخ جراح وجبل المكبر، بينما دعت إيلا بن غفير، زوجة إيتمار بن غفير، متابعيها إلى المشاركة في اقتحام الأقصى، قائلةً إنها تنتظر بشوق مشهد الطوابير والأعداد الغفيرة التي ستتوافد لاقتحام المسجد ورفع الأعلام الصهيونية داخله.
نفّذت سلطات الاحتلال، على مدى الأيام القليلة الماضية، حملة واسعة من الاعتقالات الاحترازية في صفوف الشبّان المقدسيين
وكانت "جماعات الهيكل" قد نشرت ملصقات على طول خطّ القطار الخفيف في القدس، تدعو فيها المستوطنين إلى "أكبر اقتحام" في تاريخ الأقصى، وإلى المشاركة الكثيفة في "مسيرة الأعلام". كما دعت منظّمة "نساء لأجل الهيكل" مئات النساء من جمهورها إلى الحضور في الفعالية، علماً أن هذه المنظّمة كانت قد حصلت على دفعة معنوية كبيرة مع تشكيل حكومة اليمين المتطرّف واليمين الفاشي الحالية؛ إذ إن زوجة وزير "الأمن القومي" هي إحدى أعضائها القياديات.
ويتركّز جمهور "نساء لأجل الهيكل" داخل تجمّعات المستوطنين المتطرّفين في الضفة، وتحديداً في مستوطنة "كريات أربع" في الخليل.
على المقلب الفلسطيني، أعلن الحراك الشبابي الشعبي في القدس المحتلّة، يومَي الخميس والجمعة يومَين للعلم الفلسطيني. ودعا الحراك، في بيان، الفلسطينيين في الضفة وغزة والداخل المحتل والشتات، إلى رفع العلم في كلّ ساحة وعند كلّ نقطة حدود يستطيعون الوصول إليها. وكانت سلطات الاحتلال قد نفّذت، على مدى الأيام القليلة الماضية، حملة واسعة من الاعتقالات الاحترازية في صفوف الشبّان المقدسيين لمنعهم من التصدّي لمسيرة المستوطنين.
ويقول رئيس "لجنة أهالي الأسرى المقدسيين"، أمجد أبو عصب إن "هذه الاعتقالات استباقية، وتقوم بها سلطات الاحتلال دائماً في جميع مناسباتها وأعيادها، كما يتخلّلها القيام بحملة واسعة من الإبعادات عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة ضدّ العشرات من النشطاء والمرابطين".
بدوره، يربط زياد ابحيص، المختصّ بشؤون القدس والمسجد الأقصى، بين العدوان الأخير على غزة و"مسيرة الأعلام"، موضحاً، أنه "على رغم السقوف العالية التي يعلنها الاحتلال، فإن قرار نقل المسيرة من موعدها المعتاد الجمعة، إلى الخميس، هو تراجعٌ حصل بالفعل، وكرّسته المواجهة الأخيرة في غزة". ويلفت ابحيص إلى أن "جماعات الهيكل المتطرّفة تتعامل مع تلك الذكرى باعتبارها إحدى أهمّ محطّاتها السنوية للعدوان على المسجد الأقصى، وهي لذلك تطلق عدّاداً تنازلياً لحشد جمهورها خلالها، وقد أطلقته هذا العام قبل 14 يوماً من موعد الاقتحام".
ويرى أن استباق المسيرة بالعدوان على القطاع إنّما هدفَ إلى محاولة فرضها بالقوة، مشدّداً، انطلاقاً ممّا تَقدّم، على ضرورة "المحافظة على زخم المواجهة بكلّ أدواتها الأخرى ضدّ مسيرة الأعلام، وإعلان يومَي الخميس والجمعة يومَين للعلم الفلسطيني في القدس وفي كلّ ساحات فلسطين وفي كلّ ساحات العالم".
الأخبار - فلسطين - محمد الحسيني