النسخة الكاملة

عن القراءة بالهوى

الخميس-2023-05-17 11:21 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب: بلال حسن التل

 سبق وأن حذرت في مقال نشرته بالرأي الغراء، تحت نفس العنوان، عن الذين يقرؤون بعيونهم دون عقولهم وبهواهم بعيدا عن الموضوعية فيحرفون الكلام عن موضعه .

   مناسبة هذا الحديث، ان بعضهم عندما قراء مقالي السابق المعنون ب "المديونية العامة كلمة حق اريد بها باطل" قولني ما لم اقوله في المقال،فأنا لم امدح أحدا من المسؤولين الحاليين، ، وكان حديثي عن المسؤولين في حقب سابقة من تاريخ الدولة الأردنية المعاصرة، الذين لم يستسلموا لقلة ذات اليد التي كانت تعاني منها الدولة، كما لم يختبؤوا وراء المديونية لتفسير أزمات المواطنين الاقتصادية و الاجتماعية، ولم يتكيفوا مع الازمات وبحثوا لها عن حلول،ولم يقبلوا بترحيلها وكانت غالبيتهم الساحقة من نضيفي اليد، فانجزوا الكثير مما لاينكره الا جاحد، فمن بضعة مدارس في كل أنحاء البلاد الى الاف المدارس وعشرات الجامعات المنتشرة في طول البلاد وعرضها، وكذلك الأمر بالنسبة للمرافق الصحية والبنية التحتية، وكلها كانت احلام حققها الأردنيون في مراحل سابقة، و ليتهم حافظوا عليها، حتى لا يشعرالاردني بالمعانة التي نعانيها عند مراجعة المرافق الصحية، ولم نكن الان نشكوا من ترهل التعليم وسؤ مخرجاته.
 وكذلك لم يكن لدينا مشاكل بطالة وفقر وجوع وتضخم، وكان لدينا معدلات نمو مقبولة. 
  كذلك فإن القراءة بالهوى هي التي تقود إلى الجزم بأن الأردن غني بموارده الطبيعية، وهي قضية محل خلاف بين الخبراء وأهل الاختصاص، ومن ثم لانستطيع القول بأننا اغنياء في مورد من موردنا الطبيعية حتى يصبح حقيقة ملموسة، تنعكس مخرجاته على الخزينة العامة، ومن ثم على حياة الناس، كما هو حال الفوسفات والبوتاس بصرف النظر عن طريقة التعامل معهما، وتحفضنا على هذه الطريقة.
   اما القول بأننا نملك مساحةزراعية مميزة فتلك مساءلة صار فيها نظر الان، فمساحة الأردن في غالبيتها الساحقة صحاري وبوادي، فاذا أضفنا إلى ذلك الاعتداءات المتواصلة على الأراضي الزراعية سواء من خلال تفتيتها بالمواريث، أو من خلال الزحف العمراني عليها، أو من حيث شح الموارد المائية،أو من خلال عزوفنا عن العمل الزراعي، مما يجعلنا بحاجة لمراجعة سلوكنا نحو الزراعة كمواطنيين اولا.
   اما القول بأن زيادة السكان  هي رافد من روافد الاقتصاد، فهو قول يمكن أن يصح اذا كانت هذة الزيادة طبيعية، لكنها في الأردن زيادة سرطانية، شكلت في كل مرة عبئا ثقيلا على كل المرافق العامة تعليما وصحة واسكانا وبنية تحتية وفرص عمل  وكذلك على 
منظومة القيم والسلوك الاجتماعي.

 اما الإدارة العامة فقد أشرت في مقالي السابق كيف كانت نموذجا يحتذى على مستوى المنطقة،وكيف ترهلت فيما بعد.مما يجعلنا ندعوالى ثورة بيضاء لتصحيح مسارنا. مثلما ندعو للقراءة والنقل بموضوعي و  بالعقل بعيدا عن الهوى الذي يقود إلى الانحراف التحريف.