النسخة الكاملة

أردني يصنع من أجهزة كهربائية تالفة مجسمات فنية

الخميس-2023-05-17 02:27 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - تمتلئ الشوارع بالأجهزة التالفة التي يظن البعض أنها لا تصلح لشيء، لكنّ شابا أردنيا حول هذه النفايات إلى مجسمات جميلة لمركبات نقل مختلفة، وزيّن بها شارع عمله لتسرّ الناظر وتنبهه إلى ضرورة الحفاظ على البيئة.

"أحبّ الحفاظ على البيئة وتشكيل مناظر جمالية بما يتاح لي”، بهذه الكلمات استهل الشاب أحمد نشمي الزواهرة، كلامه وهو يعبّر عن موهبة استطاع صقلها بالتجربة والإصرار.

فهذا الشاب لا يتصور الجلوس في مكان دون أن يضيف إليه لمسات فنية تزيده رونقا إبداعيا خاصا.

وأحمد الزواهرة (36 عاما) من سكان محافظة الزرقاء أكمل دراسته الجامعية في تخصص إدارة الأعمال وتوجه إلى سوق العقارات.

إلا أنه لم يتخلّ عن شغفه بالحفاظ على البيئة مستعينا بموهبة الرسم التي يتقنها بالفطرة، ليتحول خلال سنوات معدودة إلى إنسان يُشار إليه بالبنان، عندما قرّر أن يحول الأجهزة الكهربائية التالفة إلى مجسمات لوسائل نقل مختلفة من دراجات نارية ومركبات متنوعة وشاحنات وجرارات وقطارات وغير ذلك.

بدأت الفكرة لدى الشاب الأردني مع انتشار جائحة كورونا التي ألمّت بالعالم، عندما افتتح في تلك الفترة محطة خاصة لتنظيف السيارات، لكن الساحة المقابلة لها كانت مكبّا للنفايات، ليقرّر حينها تحسين منظرها العام.

وكانت بداية الزواهرة، بزراعة أشجار دائمة الخضرة على امتداد الشارع المؤدي إلى مكان عمله في غرب الزرقاء، وعلى طول كيلومتر واحد، حوّل الشارع إلى متحف مفتوح بلوحات فنية متكاملة، باستخدام الدهان والألوان والأشجار والإضاءة ولذلك بهدف إزالة تجاوزات المواطنين في تعاملهم مع النفايات.


واستطاع الزواهرة أن يلفت انتباه أهالي المنطقة بعد أن أصبح شارعهم يلفت المارة بجمال تفاصيله.

وقال "قررت أن أضيف لمسات جديدة إلى المكان، وعزمت على شراء سيارة قديمة وتثبيتها بين الأشجار والورود، ولكن صاحبها طلب فيها سعرا مرتفعا عن قيمتها مقارنة بحالتها".

وأضاف "منذ صغري أعشق الرسم، وأستطيع رسم أيّ صورة أراها أمامي، فعملت على رسم هيكل لدراجة نارية، وبالفعل تمكنت من تشكيلها، واستمر العمل بها 8 أيام".

وتابع "بدأت بعد ذلك بالاطلاع على تصاميم سيارات المشاهير من فنانين ومطربين ورؤساء دول، وأقوم بحفظ شكلها في رأسي ببعد ثلاثي، ثم أطبقها على مجسم يحاكي صورتها الحقيقية".

وأشار الزواهرة، إلى أنه بحكم قربه من الشارع العام "وجدت أن الأفضل تصميم وتشكيل وسائل النقل بأنواعها المختلفة".

وبأسلوب ينمّ عن ثقته بنفسه قال "لا أحتاج إلى ريشة كي أرسم وأخطط لأتقن، فكل فكرة لأيّ مجسم وهيكل تكون وليدة اللحظة".

وأوضح أن "هناك مجسمات لنحو 30 دراجة نارية، و20 مركبة، و12 طائرة، وقطار، إضافة إلى هياكل لمجسمات أخرى مثل الرجال الآليين".


وأردف، "كل ما أريد من هذا العمل تحقيق منظر جمالي، والحفاظ على البيئة، فمنذ صغري وأنا أشعر بمسؤولية تجاه البيئة والطبيعة والحفاظ عليهما".

وعن الوقت الذي يحتاجه لصناعة ما يقوم به، بيّن الزواهرة أن "الدراجة النارية لا تستغرق معي سوى 10 دقائق، والمركبة يوما كاملا".

ولفت إلى أنه "في البداية كانت المجسمات تحتاج مني وقتا طويلا، ولكن عندما تمكنت من الأمر، أصبح الأمر بالنسبة إليّ ممتعا وسهلا".

وعما يحققه من وراء تلك الموهبة، شدد الشاب الأردني "لا أجني أيّ فائدة مادية، بل على العكس، أدفع من جيبي الخاص لإنجاز ما أقوم به".

أما عن مكونات المجسمات فقال الزواهرة إنها "قِطع أجهزة كهربائية تالفة من مكانس ومكيفات وغير ذلك، إضافة إلى قطع سيارات غير مستخدمة، وبقايا الأخشاب لدى النجارين".

وفيما يتعلق بالتكاليف، اعتبر أنها "لا تذكر، فحمولة من الخردة لا تكلفني سوى 20 دينارا أردنيا (28 دولارا)، إضافة إلى أجور أدفعها لخمسة أشخاص يقومون بمساعدتي".

موهبة الزواهرة، وتعامله مع مخلفات ذات أثر على البيئة، باتت أسلوبا فنيا خاصا أراد من خلاله أن يشكل فيه اختلافا عن غيره، ليبقى شاهدا على أن التميز والعطاء لا يحتاجان سوى إرادة حقيقية ليكتب الإنسان اسمه في سجلات الناجحين.