النسخة الكاملة

نصيحة من ثمانيني إلى أولاده بشكل خاص والمهتمين بشكل عام

الخميس-2023-05-11 05:18 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - نصيحة من شخص تخطى الـثمانين عاما" إلى أولاده بشكل خاص والمهتمين بشكل عام.  

يقول الأب:- تهاونت في أمور ديني و لم أترك بيني وبين الله بابا" مفتوحا" !

 كان من الممكن أن أصوم يومين في الأسبوع، بُمعدل مائة يومٍ في السنة .. وكنت حينها سأكون ممن يدخلون باب " الريان " فهو للصائمين !

ولكنّي فهمت الدرس  مؤخرًا .. عندما أصبحت لا أستطيع الصيام.

 تمنيت لو أنني قرأت يوميًا بضع صفحات من القُرآن عندما أستيقظ .. وعندما أذهب إلى النوم مواظبًا على ذلك يومًا بيوم !  و سأكون حينها من أهل القرآن أهل الله وخاصته ..

ولكني أدركت تقصيري عندما  ضعُفَ بصري !
 
تمنيت لو أنني أدمنت جملة " أستغفرك ربي، وأتوب إليك " كانت من الممكن أن تقال بعد كل ذنبٍ ويُغفر لي بها ذنوب كثيرة !
 ولكني كُنت أستثقلها،، فيضيق صدري . 

 كُُنت أترُك صلاة الفجر وأنا أعلم جيدًا أن ترك صلاة الفجر من صفات المنافقين ..

 ليتني كنت أصلي ركعتين من قيام الليل  يوميًا قبل النوم ،كُنت أعلم انها سترفعني درجات عِدة ، فلو قُمت الليل بمائة آية سأُكتب من القانتين .. ليتني كنت منهم .قائما قانتا .

 ليتني لم أرفع صوتي على أُمي وأَبي .. فهما الجسر الذي كان من الممكن أن أعبر عليه للجنان وأخشى أن يكون جسراً يوصلني إلى النار ..

 وصل عمري عشرون عامًا ولم أسلك أي باب إلى الجنة .

تم صار أربعون عامًا ولم أستطع الفكاك من مشاغل الدُنيا وزينتها ..

ثم صار  ستون عاما وأنا أسعى لتأمين مستقبل أولادي .

 ثم صار ثمانون وتخلى عني أغلب الناس وعلى رأسهم من أفنيت عمري لأجلهم

ندمت على ما فرطت وتمنيت الرجوع وأعيش حياتي بطريقة ثانية لأن الدنيا رخيصة وفانية  أنا وحيد  وسَفْرِي بَعيدٌ وَزادي لا يبلغني مرادي وَقُوَتي استهلكها أولادي  والموتُ كل يوم علي ينادي.


أيقنت الآن ..

أن الدُنيا مهما عَظُمَت فهي حقيرة 

وأن العمر مهما طال فهو قصير.

ثم كَتَبَ في نهاية الصفحة:-

يا أولادي سردت إليكم قصتي بأختصار لكي لا تندموا مثلي بعد فوات القطار.


وإلى كل شخص مقصر في طاعته لله أقول:-

خُذ من الدُنيا ما يكفيك لتعيش أيامك ولا تأخذ منها ما يُمتعك ويحقق أحلامك  فتُغرك زينتها وتزل عن الطريق أقدامك. 

حافظ على رضا والديك مهما كلف الثمن  فبرهما تُرزق مفاتيح الجنانِ الثمانية. 

صلِّ جيدًا وأعطي السجود حَقّه.

صل رحمك و أنشر علمك و أنفق من مالك ما يريح بالك.

و أُترك لك أثرا صالحا في الدنيا  ينفعك هناك و يدوم وواظب على صلاة  الفجر لكي لا تكون من الخير محروم.

خذ مني وصية الرسول ﷺ والتي لم أكن أعيرها إهتماماً، لأني كنت وقتها مغروراً بشبابي ومفتوناً بقامتي الصلبة. فأغشيت عيناي عن فهم هذا الحديث الذي يقول:-

 اغتنم خمسا" قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل مرضك، و غناك قبل فقرك، و فراغك قبل شغلك، و حياتك قبل موتك"، كن للخير عاملا" به و داعيا" له.

اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات.