جفرا نيوز – د. محمد أبو بكر
في العمل السابق ؛ لم تأخذ المرأة دورها الحقيقي إلى جانب زميلها الرجل ، فقد ارتضت أن تتحوّل إلى مجرّد ديكور حزبي جميل ، لا فائدة منه ، فكان الحزب يلجأ إلى اختيار سيّدة في المواقع القيادية ، حتى لا يقال بأنه يفتقر للسيدات الحزبيات .
قبل سنوات عديدة ،
عقد أحد الأحزاب مؤتمرا عاما بحضور ما يقارب الخمسين شخصا ، وأصرّ الأمين العام على أن أقوم بإدارة المؤتمر ، وانتخاب الأمين العام والمكتب التنفيذي ، وحين فرغنا من ذلك ، احتجّت إحدى السيدات بسبب عدم وجود سيّدة في المكتب التنفيذي ، فما كان من الأمين العام إلّا أن اتّخذ قرارا ( بدحشها ) في القيادة لزوم التنويع ، كما قال حينها سعادته !
لم يكن للمرأة ايّ دور يذكر في الحياة السابقة في غالبية الأحزاب ، وكان وجودها عبارة عن عملية تجميلية ليس إلّا ، ودون أيّ تأثير ، كانت غالبية الأحزاب ذات طابع ذكوري بحت ، ووجود المرأة فيها كان في حدّه الأدنى .
هل تغيّرت الصورة اليوم في ظلّ العمل الحزبي الجديد الذي نعيشه هذه الأيام ؟ أجزم بأنّ الحياة الحزبية القادمة سوف تختلف كليّا عما سبق ، ولكن لا يوجد الكثير من التفاؤل ، غير أننا سنشهد منافسات ساخنة في الإنتخابات النيابية القادمة ، والتي يأمل كثيرون إجراءها هذا العام .
ومن خلال نظرة شاملة لدور المرأة في العمل الحزبي الجديد ، نجد أن المرأة تحظى بنسبة كبيرة من المؤسسين للحزب السياسي ، غير أنّ هذا لا يعني التواجد الفعلي لها في ساحة العمل الحزبي ، ووجودها في المواقع القيادية ما زال في الحدّ الأدنى .
ويمكن القول بأنّ المرأة لم تحصل حتى اللحظة على حقوقها الحزبية ، فما زالت في الصفوف الخلفية ، على الرغم من وجود وجوه نسائية في المقدّمة ، ولكن هذا لا يكفي ، فما زالت المرأة لم تغادر مربّع الديكور الذي وضعها الرجل فيه ، فاستكانت إلى ذلك ، ولم تقاتل لأجل الخروج منه .
على المرأة الأردنية انتزاع حقوقها الحزبية ، هي لا تختلف عن الرجل بشيء ، وربما تنافسه في العديد من المجالات ، والكثير من السيدات أبدعن وأنجزن ، وأثبتت المرأة جدارة في مواقع عدّة ، سواء في الحكومة أو البرلمان أو حتى السلك القضائي والقطاع الخاص .
المرحلة الحزبية القادمة يجب أن تحمل في ثناياها تغييرا واضحا بالنسبة لدور المرأة ، وعليها أن لا تقبل دورا مساندا أبدا ، وشكرا لكلّ حزب تقوده إمرأة .