جفرا نيوز -
جفرا نيوز – د. محمد أبو بكر
على مدى أكثر من ثلاثين عاما مع العمل الحزبي الذي لم يرتق لألف باء العمل الحزبي الحقيقي ، كان الأمين العام هو محور الحزب ، على الرغم من وجود ما يسمّى بقيادة ومواقع قيادية ، غير أنّها كانت مجرّد ديكور حزبي ، يمكن تزيينه بوجود سيّدة لزوم إضفاء جمالية على هذا الديكور .
كان الأمين العام هو ممثل الحزب في كافة الفعاليات ، لم يكن يسمح لأحد بتمثيل الحزب غيره ، وكان أيضا هو الناطق الإعلامي رغم أنه بعيد كل البعد عن ذلك ، وهو المسؤول عن الأمور المالية ، حتى المشتريات هو سيّدها ، وكذلك اللوازم ، ناهيك عن تفقّد كمية السكر والشاي في المكتب ، والسؤال عن أي إحتفال يمكن الذهاب إليه .
كان الأمين العام هو كل شيء في الحزب ، في حين غياب تام للآخرين ، فكانت القيادة مجرّد أسماء يجري إرسالها للجهة المعنية ، سواء كانت وزارتا الداخلية والتنمية السياسية في السابق أو الهيئة المستقلة اليوم .
العمل المؤسسي لم تكن تعرفه الأحزاب في السابق أبدا ، والديمقراطية مفقودة تماما ، والإنتخابات تجري على الورق أو بانعقاد ما يسمّى المؤتمر العام وهو بعيد كلّ البعد عن هذا المسمّى ، فالأمين العام لا منافس له ، والقيادة هي هي لم ولن تتغير ، فهي على مقاس سعادة الأمين العام .
اليوم ؛ قد يتغيّر كل ذلك ، في ظلّ العمل الحزبي الجديد ، وما يجري في أروقته ، فالعديد من الأحزاب الجديدة تعلّمت الدروس من الحالة الحزبية السابقة ، فلا مجال اليوم سوى لأحزاب قادرة على الإستمرار والصمود والمنافسة ، وهذا يحتاج للعمل المؤسسي الحقيقي ، والتأكيد على تداول السلطة من خلال تحقيق الديمقراطية الداخلية وتكريسها ، وهي التي غابت تماما عن غالبية الأحزاب سابقا .
وللحديث بقية عن دور المرأة في الحياة الحزبية السابقة والتغيير الذي طرأ على هذا الدور حاليا .