جفرا نيوز -
متحدية قيود المجتمع، تستقبل الشابة السورية مروة أبو حسون زبائنها في صالون الحلاقة الرجالية، الذي تعمل به في مدينة السويداء، في الجنوب السوري.
ولم تجد حسون (30عاماً) عملاً تعيل به نفسها وأطفالها، ما اضطرها إلى الالتحاق بدورة لتعلم مهنة الحلاقة الرجالية قبل نحو عام، لتبدأ بعد ذلك مزاولة مهنة كانت حكراً على الرجال.
تقول في تصريح لوسائل إعلام محلية، إنها لم تستطع إكمال الدراسة الجامعية بعد حصولها على الشهادة الثانوية، بسبب الأحداث التي تعيشها البلاد منذ العام 2011، وتؤكد حسون، التي انفصلت عن زوجها، أن عملها في هذه المهنة قوبل بردود فعل سلبية من عائلتها «المحافظة» والمجتمع المحلي.
وتستدرك: «لكن بعد ذلك تفهم الجميع ظروفي، وتحولت ردود الفعل السلبية إلى الدعم»، مضيفة: «أصررت على بداية العمل من السويداء، وهناك قبول شعبي وتشجيع لعملي».
ولا تعد حسون السورية الأولى، التي تحترف هذه المهنة، حيث تعمل الشابة الكردية السورية إيمي موسى (17عاماً) منذ العام2020 في صالون حلاقة رجالية في مدينة القامشلي بريف الحسكة.
وتقول «ليس هناك خطأ في أن تقوم فتاة بهذه المهنة، تماماً مثل الرجل الذي يمكن أن يعمل مصفف شعر للنساء، يمكن أن تكون الفتاة حلاقة أيضاً».
ورغم عملها في مهنة الحلاقة الرجالية تخطط موسى لإكمال دراستها الجامعية في كلية الحقوق، بعد حصولها على الشهادة الثانوية.
وحول الأسباب التي تدفع بالمرأة السورية إلى العمل في مهن جديدة كانت مخصصة للرجال، يقول الصحافي السوري شمس الدين مطعون، الواضح أن سوء الوضع الاقتصادي السوري وزيادة تكاليف المعيشة قد دفعت بالمرأة السورية إلى مزاولة مهن جديدة.
مطعون أضاف لـ»القدس العربي» أن المرأة السورية في العقد الأخير طرقت العديد من المهن، منها تنظيف الشوارع، وقيادة الحافلات، مرجعاً ذلك إلى غياب المعيل ونقص عدد الشباب نتيجة الهجرة والظروف التي تسود البلاد منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011 .
وبما يخص العمل في مهنة الحلاقة الرجالية، لم يؤيد الصحافي دخول المرأة إلى هذه المهنة، ويقول: «بعض المهن لا يمكن للنساء مزاولتها وخاصة في المجتمعات المحافظة، لكن الواضح أن الحالتين قد ظهرتا في المناطق التي تقطنها أقليات سورية، حيث تتمايز الأقليات السورية عن المناطق السنية».
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي أشاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي بمحاولات المرأة السورية كسر النمطية المجتمعية، وقال غريب عايش، وهو أحد المتفاعلين مع الخبر: «العمل الشريف لا يقتصر على الشباب، تحية للمرأة الطموحة».
أما حساب «جيل التسعينيات السوري»، فأشار إلى احتمالية تعرض النساء للتحرش والمضايقات، وخاصة في «المجتمعات الشرقية».
وفي العقد الأخير، تعاني سوريا من «أزمة ديموغرافية»، مردها ارتفاع معدلات الوفيات بين السوريين خلال فترة الحرب بشكل كبير، ولا سيما بين الفئة القادرة على العمل والإنتاج، وتحديداً الذكور منها، وتراجع معدلات الولادات، واللجوء والهجرة نحو الدول المجاورة.
والملاحظ في جميع مراحل الهجرة خلال فترة الحرب، أن النسبة الكبرى من المهاجرين كانت من الشباب، أو من الأسر الفتية، التي لا يزال أفرادها ضمن الفئات العمرية الأولى، وهذا مثل عامل ضغط إضافياً على تركيبة الفئات العمرية للهرم السكاني في البلاد، بحسب تقرير نشرته قناة «الميادين» اللبنانية المقربة من النظام السوري.