جفرا نيوز -
جفرا نيوز - يهدد «شبح التصحر» الأردن بشكل كبير كما هو الحال في مناطق شاسعة من العالم، وتسبب الظاهرة في فقدان التنوع البيولوجي والتربة الخصبة، وتؤدي إلى تراجع المصادر المائية وتدهور جودة الهواء، بالإضافة إلى زيادة حدة التغيرات المناخية.
وتعاني المملكة بشدة من ظاهرة التصحر، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نحو ٧٥% من مساحة الأردن تتأثر بالتصحر بمعدلات تصل لـ5% سنويًا، وبحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة، فإن الأردن من أكثر الدول تضررًا بالتصحر في العالم، حيث تعاني نحو ٧٥% من مساحته من هذه الظاهرة.
وتشير دراسات دولية إلى أن التصحر يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة على المدى الطويل، حيث يؤثر سلبًا على الزراعة والثروة الحيوانية ويقلل من فرص العمل والاستثمار في المناطق المتضررة. ويقول، المدير الإقليمي لبرنامج التحول الأخضر للشرق الأوسط وشمال إفريقيا الدكتور عمر الشيخ، إن «التصحر يعد تهديدًا حقيقيًا للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة».
وتعمل الحكومة الأردنية بالتعاون مع الشركاء الدوليين على مكافحة «التصحر» وتحسين إدارة الموارد الطبيعية، وذلك من خلال مشاريع تهدف إلى زيادة كفاءة استخدام المياه وتحسين التربة وتشجيع المزارعين على استخدام الأساليب الزراعية المستدامة.
وفي هذا السياق، المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، الدكتورة ليزا بلاك إن «تطوير الزراعة المستدامة وتعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية يمثلان مفتاحا حاسما في مكافحة التصحر وحماية البيئة في مناطق العالم المتضررة وخاصة في الأردن».
وبالرغم من أن التصحر يشكل تحديًا كبيرًا، إلا أن هناك أملًا في تحقيق تقدم ملموس في مكافحته من خلال تعاون الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمعات المحلية في اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية.
وهناك العديد من المشاريع الناجحة التي تهدف إلى مكافحة التصحر في الأردن، وتعمل تلك المشاريع بالتعاون مع الحكومة الأردنية والشركاء الدوليين والمجتمعات المحلية على تحسين إدارة الموارد الطبيعية وتعزيز الزراعة المستدامة وتوفير فرص العمل والدخل للمزارعين والمجتمعات المتضررة.
ومن بين المشاريع الناجحة في مكافحة التصحر في الأردن، مشروع «تحسين إدارة المياه والتربة في الأردن» الذي تنفذه الحكومة الأردنية بالتعاون مع البنك الدولي والصندوق العالمي للبيئة، ويهدف هذا المشروع إلى تحسين كفاءة استخدام المياه والتربة وزيادة إنتاجية الزراعة في المناطق المتضررة من التصحر.
وقد تم تنفيذ المشروع في الأردن بنجاح، حيث تم توفير فرص العمل والدخل للمزارعين وتحقيق تحسن ملحوظ في إدارة الموارد الطبيعية.
كما يعمل مشروع «تحسين الزراعة المستدامة في المناطق الجافة» الذي ينفذه برنامج الأغذية العالمي (WFP) بالتعاون مع الحكومة الأردنية، على تعزيز الزراعة المستدامة وزيادة إنتاجية المحاصيل في المناطق الجافة والمتضررة من التصحر، وقد حقق المشروع نجاحًا كبيرًا في تحسين الأمن الغذائي وتوفير فرص العمل والدخل للمزارعين والمجتمعات المتضررة.
وبشكل عام، فإن العديد من المشاريع الناجحة تعمل على مكافحة «التصحر»، وتساهم في تحسين إدارة الموارد الطبيعية وحماية البيئة وتوفير فرص العمل والدخل للمزارعين والمجتمعات المتضررة.
ويؤثر «التصحر» بشكل كبير على الزراعة والثروة الحيوانية في الأردن، حيث يتسبب في تدهور الأراضي الزراعية ونقص الموارد المائية والتربة الخصبة، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاجية الزراعية وتناقص موارد الغذاء والدخل في المناطق المتضررة.
وفيما يتعلق بالثروة الحيوانية، فإن التصحر يؤثر على المراعي والأعلاف الطبيعية، مما يؤدي إلى نقص في إنتاج اللحوم والألبان والبيض والعسل. وتشير الإحصائيات إلى أن نحو 60% من الأراضي الرعوية في الأردن تعاني من التصحر، مما يؤثر على إنتاجية الثروة الحيوانية ويزيد من تكاليف الإنتاج ويقلل من فرص العمل والدخل للمربين.
ويختلف استهلاك المياه حسب القطاع، إذ لطالما كان القطاع الزراعي المستهلك الرئيسي للمياه (حيث تتراوح النسبة بما يتجاوز الـ70% في بداية هذا القرن إلى حوالي 53% في عام 2013 و45% في عام 2017)، يليه القطاع المنزلي (المنازل في كلٍ من الريف والمدن) (حوالي 52% في عام 2017) والقطاع الصناعي- صناعات البوتاس والفوسفات بشكلٍ رئيسي، بحسب ارقام وزارة المياه والري.
وتتطلب الزراعة في الأردن رياً مكثفاً، حيث إن 5% فقط من الأراضي تهطل عليها كميات كافية من الأمطار لدعم الزراعة بشكلٍ طبيعي، ومن هنا اصبح لزاما تكثيف العمل على ايجاد تقنيات ري جديدة موفرة للمياه في الأردن وتعمل على استدامة القطاع وتحقيق الأمن المائي والغذائي سويا.
الرأي - طارق الحميدي