النسخة الكاملة

"جفرا نيوز" في دير القمر.. قصر موسى مليء بالأسلحة النارية (صور)

الخميس-2023-05-01 09:03 am
جفرا نيوز -
بيروت- جفرا نيوز/ محمود كريشان 

 لبنان.. بلد العيد والأرز الذي نهض وعادت الحياة في ربوعه الى جمالها وروعتها، حيث يحتضن درة الفنادق اللبنانية فندق (Bay Inn Hotel) في جونيه عروس العاصمة بيروت، ضيوف عرب ضمن مجموعات سياحية تنظمها شركة رفاهية للسياحة والسفر "كبرى شركات السياحة اللبنانية".

 وضمن جولة رفاهية الى قصر في بلدة دير القمر البيروتية، في كل حجر من أحجاره روح وحكاية ومشاعر، ولكل ذرة رمل فيه معنىً ومغزى وحكمة.. قصر ارتفع بتصميم وصبر وجلادة وتحدٍ، ليبلغنا أن العمل والمثابرة هما مفتاح النجاح، وأن العبقرية نتاج الألم، فبات رمزاً لقوة الإرادة والتحدي والإصرار على تحقيق الحلم، اقترن بإسم صاحب القصر الحلم وبانيه اللبناني موسى بن عبد الكريم شعبان المعماري، الذي توفي قبل سنوات قليلة عن عمر ناهز الـ 86 سنة.

*العس: حلم الطفولة 
وفي هذا الجانب يقول الأستاذ وليد العس رئيس مجلس ادارة شركة رفاهية للسياحة والسفر وفندق (Bay Inn Hotel) جونيه لقد حلم موسى معماري منذ كان تلميذاً على مقاعد الدراسة ببناء قصر يسكنه، وعندما أصبح في عمر الـ14 بدأ بتحقيقه واستغرق الحلم منه 52 سنة، لإنجازه واشتهر بـ»قصر موسى».

«جفرا نيوز» زارت هذا القصر الذي بناه موسى معماري بمفرده، بأحجار ملونة، بعد أن زخرفها بيديه، يشكل محطة ذكريات طفولية لكثير من اللبنانيين الذين رافقوا أهاليهم في صغرهم لزيارته، ومن ثم لعبوا الدور نفسه مع أولادهم وأحفادهم وقصدوا منطقة الشوف، خصيصا، ليمتعوا نظرهم بقصر أحلام معماري.

لم يترك موسى معماري «القلعة» كما يحب أن يسميها طيلة حياته، فكان يبيت في منزل يملكه في بلدة دير القمر ليعود إلى القصر من الصباح الباكر، وقد كان فناناً بكل ما للكلمة من معنى، وتم تشييده بطوابقه الثلاثة الجميلة، ليكون معلما سياحيا يقصده أجيال من اللبنانيين والعرب والأجانب.

وتشير المعلومات ان موسى معماري بدأ بناء قصره في عام 1945 وانتهى من عمارته في عام 1997 وكان بناؤه تحقيقاً لحلم الطفل «موسى» الذي حطمه معلمه وهو صغير، حين مزّق له الورقة التي كان يرسم عليها القصر، حيث لملم موسى أجزاء الورقة واحتفظ بها، وعندما كبر بنى قصره المنشود حجراً حجراً، من دون أن يساعده أحد في البناء، ولما انتهى من إنجازه علّق الورقة على مدخله، وقسّمه إلى ثلاثة طوابق تتضمن غرفا، في كل طابق منها منحوتات من تاريخ التراث اللبناني مصنوعة من الجص، وبينها مجسّمات تُمثّل حياة العائلة الريفية اللبنانية في القرى، بالإضافة إلى بعض الأسلحة التقليدية القديمة التي تعود إلى حقبة العصر العثماني والانتداب الفرنسي في لبنان.

*أسلحة وشخصيات..

وهنا يقول مدير وأمين القصر السيد زياد موسى، إن مجموعة هذه الأسلحة التراثية النادرة تُعد من أكبر المجموعات في الشرق الأوسط وهي تتكون من (16) ألف قطعة من السلاح القديم، كما تتضمن غرفا أخرى، تضم تماثيل لأمراء لبنان وبينهم الأمير بشير، إضافة إلى شخصيات سياسية وفنية معروفة مثل نبيه أبو الحسن «صاحب شخصية أخوت شاناي» وغيرهم.
وعند دخولك قصر موسى يستقبلك عازف الناي الذي تطرب له الأذن، وترى نبع الماء والدبكة اللبنانية، ويسحرك الجمال والفن المعماري والتوزيع المتقن للغرف التي لكل منها لونها وطابعها الخاص، كما هو حال القاعة المتحركة الكبرى التي تقع في الطابق الثاني من القصر، ففي إطار فلكلوري أصيل اختار موسى تجسيد التراث اللبناني وحفظه عبر مجسمات لوسائل النقل القديمة وتماثيل ومنحوتات لحوالي 75 من الشخصيات اللبنانية الشعبية التي عاشت في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، مصوراً حياتهم الاجتماعية وتقاليدهم وعاداتهم اليومية.

عموما.. فإن القصر اصبح عبارة عن مجتمع كامل، هناك تمثال لامرأة تقوم بغزل الصوف، وأخرى تحيك ثياب العروس، ورجل يصنع الخزف، وآخر ينفخ النار في الفرن «الكور»، وامرأة تطحن الحبوب في المجرشة، وأخرى تدق الكبة في الجرن، ورجل يعمل في تحميص القهوة والهال، وامرأة تعجن الخبز، هم تماثيل متحركة وكأنهم أناس أحياء في كل منهم روح قد دبها صانعهم بهم فلا ينقصهم سوى النطق.
Kreshan35@yahoo.com