ليلة الجمعة ليلة وتر.. فهل تصادف ليلة القدر أم لا؟

أشار كثير من العلماء أنه إذا وافقت ليلة الجمعة ليلة وتر فقد يكون أرجى أنها ليلة القدر، لما تحمله ليلة الجمعة من بركة وفضل عظيم، ولكن ما مدى صحة ذلك؟

وفقا لما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة، أخبرنا رسول الله أن نتحرى ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، وخاصة في الليالي الوترية منها، ولكن ظهرت كثير من آراء العلماء التي تم رصدها في كتبهم ما يُرجح أنه عندما تكون ليلة الجمعة ليلة وتر فهي إذن ليلة القدر، في حين لم يُذكر ذلك عن الصحابة او الرسول الكريم.

 

إذا وافقت ليلة الجمعة ليلة وتر

من المقرر أن توافق ليلة الجمعة ليلة وتر، فهي تصادف يوم الخميس 13 أبريل 2023 الموافق 22 رمضان 1444، ولذلك تساءل كثيرون عن إمكانية أن تكون هي نفسها ليلة القدر، بسبب ورود ترجيح من بعض العلماء أن الوتر إذا جاء يوم الجمعة فمن الأرجى أنها ليلة القدر.

ذكر الشيخ عبد الله بن باز في كتابه "حديث المساء: من الدروس والمحاضرات والتعليقات" أن: قال بعض أهل العلم:

"إن كان في الأوتار ليلة الجمعة، كانت آكد وأقرب أن تكون ليلة القدر، وينبغي لنا أن نُعنى بهذه الليالي..

وأن يكون لنا فيها حظ ونصيب من الاجتهاد في الخير".

 

اذا صادفت ليلة الجمعة إحدى ليالي الوتر

رأى بعض الشيوخ والفقهاء أن مصادفة ليلة الجمعة ليلة وتر تجعل من الأفضل اغتنامها علّها تكون ليلة القدر، رغم عدم وجود أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الصحابة تُرجح هذا.

ذلك بسبب أن ليلة الجمعة ويومها عيدا، ففيها ساعة استجابة ويعد الجمعة هو أفضل أيام الله.

وعن يوم الجمعة قال أبو هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"خير يومٍ طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة".

علامات ليلة القدر

وسواء وافقت ليلة الجمعة ليلة وتر وكان الأرجح أنها ليلة القدر أو لا، فهناك علامات أخرى نستدل بها على معرفة ليلة القدر، ذُكرت في الأحاديث النبوية وفي كتب التفسير للفقهاء والعلماء، وهي:

تنزل الملائكة فيها إلى الأرض يسلمون على المسلمين ويستغفرون لهم.

السماء فيها صافية فلا وجود لنجوم أو شُهُب.

تطلع الشمس في صبيحتها بيضاء دون شعاع.

ليلة القدر ليلة سمحة يعم فيها السلام.

الرياح في ليلة القدر ساكنة.

ليلة بلجة أي مضيئة.

لا حارة ولا باردة.

تحرروا ليلة القدر كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "في العشر الأواخر"، واعملوا بجد إذا صادفت ليلة الجمعة ليلة وتر ولكن اجتهدوا في الليالي الوترية التي تليها والتي تسبقها أيضا.

فما زال موعد ليلة القدر غير معلوم وفقا لإرادة الله ليرى عباده يقبلون على الاستزادة والاجتهاد والسعي للعمل الصالح والطاعة.