النسخة الكاملة

رحلة “دوار شمالي” الطويلة معلقة!

الخميس-2023-03-26 11:12 pm
جفرا نيوز -
يكون الجمهور العربي قبل أيام قليلة من انطلاق الموسم الدرامي الرمضاني قد وضع خطة واضحة لمشاهدة ما وقع عليه اختياره من الأعمال الفنية المروج لها للعرض على جل القنوات العربية والمنصات الإلكترونية خلال الشهر الفضيل، لكن خيبات الساعات الأخيرة تدفعه أحيانا للتساؤل والبحث عن أسباب خروج هذا أو ذاك العمل من السباق وهذا حال المتحمسين لمتابعة المسلسل السوري "تحت الرماد” (دوار شمالي- مسار إجباري) الذي ما زال التكتم عن سبب تعليق بثه يلف منتجيه.

تم إقصاء عدة أعمال سورية من العرض ومنها مسلسل "دوار شمالي” الذي كان من المقرر عرضه حصريا على قناة أبوظبي التي فاجأت متابعيها باستكمال برنامج عروضها في رمضان بـ”خريف عُمر” المسلسل الذي كان يواجه حظوظا ضئيلة في العرض.


و”دوار شمالي” من إخراج عامر فهد وتأليف حازم سليمان وإنتاج إياد الخزوز (أي سي ميديا برودكشن) ومن بطولة نحو 114 من نجوم الدراما العربية منهم أمل بوشوشة وهبة نور وعبدالمنعم عمايري وفايز قزق وأنس طيارة ونانسي خوري وأحمد الأحمد وكارمن لبّس وأندريه سكاف ومحمد حداقي ويزن السيد وجورج قبيلي وعلي كريّم ورنا كرم ودلع نادر وختام اللحام ووائل زيدان وطارق مرعشلي وجمال العلي وعبير شمس الدين.

والمسلسل مستوحى من قصيدة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش "لا شيء يعجبني”، ويرمز عنوانه إلى أطول رحلة لميكروباص يجوب شوارع دمشق يوميا في اختزال لمشهد المدينة بتفاصيله وتناقضاته.

ويتناول العمل مسألة الفساد من خلال رجل أعمال يتّبع أساليب ملتوية لشراء حي شعبي، فيوظّف قاتلا مأجورا سرعان ما ينقلب عليه في معالجة درامية قائمة على الصراع.

وتدور أحداث المسلسل في إطار درامي اجتماعي في فترة تسعينات القرن الماضي ويستعرض الأزمات التي مر بها المجتمع السوري، خاصة موضوع التطرف الديني.

وأشارت "أي سي ميديا برودكشن” في منشور لها على صفحتها بفيسبوك إلى أن اختيار العنوان كان من منطلق أن "يكون بمثابة شاهد وعين راصدة لحقبة زمنية غنيّة وبيئة اجتماعية خصبة، نغوص في أعماقها، ثم نلتف على كواليسها الخلفية من خلال حي (ماورد) الدمشقي الشعبي، بمتخيّل حكائي بذلنا ما بوسعنا ليكون جذابا. هكذا، سيكون المشاهد العربي مع كناية عن رحلة باص يجول المدينة من أقصاها لأقصاها، بدءا من أفقر أحيائها وأبسطها، مرورا بمناطقها المتوسطة، وصولا إلى واجهاتها المترفة بالرقي وشوارعها المتحضّرة”.

وأضافت الشركة المنتجة للمسلسل "يمكن القول بثقة بأن جوهر صراع العمل ينطلق من الحالة الإنسانية البحتة ويقوم على مواجهات أصحاب المطامع بأهل المبادئ، مع تشابكات وتوليفات وتداخلات منطقية بين الشخصيات، من خلال صلة القربى، والزيجات، أو تقاطع المصالح وتباعدها”.


وينطلق المسلسل الذي تدور أحداثه خلال ثلاث فترات زمنية وهي ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي، وصولا إلى الزمن الحاضر، من حي "ماورد” الشعبي الذي يحاول رجل فاسد السيطرة عليه لأهمية موقعه الجغرافي طمعا في تحويله لثروة عقارية وتتوالى الصراعات والجرائم لتمر بحي "باب جهنّم” الحدودي وهنا تفتح ملفات استقصائية بطريقة درامية ساخنة”.

وتتابع "أي سي ميديا برودكشن” "أخيرا سنصل (دوار شمالي) إلى نهاية مساره الإجباري، بعد 30 حلقة تلفزيونية صنعت وفق مزاج رمضاني نعتقد بأنه سيثير اهتمام المشاهد ويحفّز شغفه!”، لافتة إلى أنه تم بناء المسلسل "وفق مخططات لم يعتد عليها المشاهد والاستعارة من أسماء ألفها وستشكّل صوغا رمزيا يشتبك مع حياته الواقعية وقضاياه المجتمعية”.

لكن خابت أمال المشاهدين حين تأكد خروج العمل من السباق الرمضاني ورغم ما تردد عن تأجيل قناة أبوظبي التي تفردت بعرض العمل إلى الخريف، فإن التكتم عن أسباب هذا التأجيل، لاسيما من قبل طاقم العمل أثار المزيد من التكهنات حول مصيره الذي ربما ينتهي بأن يظل معلقا وإن كان هناك أنباء عن وضع لمسات جديدة على حلقاته الأولى.


وفي حال كانت هذه الأنباء صحيحة، فإن وجود تعديلات على سيناريو وافقت القناة على شرائه يدفع للمزيد من التساؤلات عن حجم الضغوط التي يتعرض لها صناع العمل وقنوات عرضه.

وتم تداول أنباء عن نشر الشركة المنتجة لبيان كشفت فيه عن تعرض المسلسل لمحاولات تشويه وتحريف، إلا أنها على ما يبدو قامت بحذفه مع عدم تقديمها لأي توضيح عن أسباب توقف بث العمل قبل ساعات قليلة من انطلاق الموسم الرمضاني، لاسيما أنها أكدت في أكثر من مناسبة أن تفاصيل الحكاية المشوقة سيتم تقديمها في رمضان على قناة أبوظبي.

ويرى بعض المتابعين أن وفرة الأعمال الدرامية السورية لهذا العام كانت وراء هذا الخروج لصالح أعمال أخرى، وهناك من اعتبر ضيق الوقت السبب في حاجة بعض المسلسلات للمراجعة وإعادة التعديل لأمور فنية وتقنية، في حين ذهبت تقارير إعلامية إلى أن هيئة الرقابة في سوريا وراء منع عرض المسلسل بسبب بثه لمشاهد من العنف الطائفي المرتبط بالواقع السوري.

ومع ذلك لم يحاول القائمون على العمل وأبطاله تقديم توضيح لمتابعيهم، إذ اكتفت بطلته الممثلة الجزائرية أمل بوشوشة بتغيير صورة "بروفايل” صفحاتها على المواقع الاجتماعية بعد أن كانت زينتها بصورة من صور الشخصية التي تجسدها في هذا العمل لتعلن بذلك بطريقة ضمنية عن خروج المسلسل من السباق الرمضاني.

وتلعب أمل بوشوشة دور "فضة” في المسلسل السوري وذلك بعد غياب عن الدراما الرمضانية دام نحو عامين.

وشهدت صور المسلسل التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلا من الجمهور، لاسيما الصور التي تعود إلى الممثلة الجزائرية التي ستكون في الدور الجديد بعيدة عن شخصيّة المرأة الجميلة والجذابة، لتؤكّد ما قالته في تصريحات سابقة من أنّ شخصيّة "فضة” التي تؤدّيها في المسلسل من أهمّ الأدوار في حياتها المهنية وأنها تخلت عن شكلها الخارجي من أجل هذه الشخصية قائلة "أنا ممثلة ولست عارضة أزياء”.


"فضة” كانت على أتم الاستعداد وبقية أبطال العمل لمصافحة جمهور عريض كان يتحرق شوقا لمتابعة الرحلة الطويلة التي توقفت قبل أن تبدأ إلى إشعار آخر رغم أن التصوير قد توقف قبل رمضان بفترة قصيرة، لكن من الممكن أن ينطلق من جديد ليقدم برومو دعائي مختلف عن الذي انتشر على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.