النسخة الكاملة

داودية يكتب: لقاء جلالة الملك مع رؤساء لجان الأعيان

الخميس-2023-03-25 07:40 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب العين محمد داودية
 

لقاء جلالة الملك مع رؤساء لجان الأعيان !!
   يعرف جلالةُ الملك أكثر من أي مسؤول أردني، كل خوارزميات الأردن، نقاطَ قوته كافة، نقاطَ ضعفه كافة، فجلالةُ الملك يتابع بمثابرةٍ مدهشة، كلَّ الخطط وتفاصيل التفاصيل التي تتصل بالجغرافيا الأردنية.
وتأكيد جلالة الملك المستمر والمُلح، في كل خطاباته ولقاءاته وتوجيهاته، مُنصَبٌ على التعاون والتنسيق بين مؤسساتنا الوطنية كافة. 
والتعاون والتنسيق، هما القيمتان الكبيرتان الثمينتان، اللتان لا يكلف اغتنامَهما وجنيَ ثمارهما فلساً واحداً !
أعاد جلالةُ الملك التأكيدَ على هاتين القيمتين المهمتين في حديثه إلى رؤساء لجان مجلس الأعيان يوم الأربعاء الماضي. وعلى وجه التحديد، التعاون بين المجالس الوطنية الثلاثة: الأعيان والنواب والحكومة.
حملَ إفصاحُ جلالة الملك في ذلك اللقاء عشرات الرسائل والإشارات، المباشرة وتلك التي يمكن الاجتهاد في استخلاصها.
الحيويةُ والثقةُ والحِنكةُ، التي غلّفت حديثَ جلالة الملك، الذي يثابر ويعاني من أجل تفعيل المؤسسات وتصليبها، أمدتنا بثقةٍ إضافية جديدة، وعززت طمأنينتنا على استقرار أهدافنا ووضوحها، وأي المسالك تلك التي تُفضي إليها.
وجلالةُ الملك وكلُّ مسؤول وكل مواطن أردني، يعي حجم ومصادر الضغوط الداخلية والأجنبية علينا.
وفي نفس السياق فإن إدارة الاستجابة إلى هذه الضغوط، تتميز بالإدراك الكامل لمقولة ان "الأردنُ والضغوطُ توأمان".
وإنّ القاعدة القديمة التي كانت ساريةً عقوداً طويلة وهي "مساعدة الأردن ليظل ضعيفا"، تعود مجدداً إلى ميكانزماتها ودينامياتها النشطة.
كنتُ قد كتبت ان الضغوط علينا تستهدف التأكيد على أن "الأردن لن يُقلع ولن يقع"، انطلاقا مما يحصل ويقع في التعامل مع الأردن العظيم، جدار الأمة العربية الكبير الأخير، الذي يتصدى ويتصدر مَلكُه الهاشمي صاحبُ الوصاية الهاشمية، لحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، نيابة عن العرب والمسلمين والمسيحيين كافة !!
يعرف كلُّ مواطن أردني منطلقاتِ وأسبابَ الضغوط التي تمس الأوضاع الاقتصادية الداخلية، وإدارة العلاقات كافة، مع السلطة الوطنية الفلسطينية، ومع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بطبيعتها وطبعتها المتوحشة المرهِقة المقرفة الراهنة.
إنّ خطرَ وضررَ تصريحات وزراء نتنياهو، ونقضهم ما تم التوافق عليه في العقبة وشرم الشيخ، لا يقوّض التهدئةَ التي عملت عليها الإدارةُ الأميركية فحسب، بل يُلحق أمامَ العالم، ضرراً فادحاً بالصورة التي تزيّفها دولةُ الإحتلال الإسرائيلي، المتخصصةُ في نقض العهود، وتكشف صورةَ نتنياهو الذي هو فعلياً أسير الإرهابييَن سموتريتش وبن غفير، ورهينة التحالف مع المتطرفين، أعمدة "هيكل نتنياهو".
وتمتد الإعاقةُ لتشمل التشكيكَ بأسباب الدعم الأردني للسلطة الوطنية والجهودَ الملكية الجبارة للحيلولة دون وقوع "مذبحة رمضان" في الضفة الفلسطينية المحتلة. 
ذلك ان؟ السلوك الإسرائيلي التقليدي للخروج من أية أزمة، هو تصديرها وإلقاء جمراتها من كفي تل أبيب، على القدس ورام الله وجنين ونابلس وطولكرم والخليل وأريحا وغزة !! 

ويطال التشكيكُ، الإصلاحاتِ والتحديثاتِ الملكية الضرورية التي تحتاجها بلادُنا بشدة، والتي تضعنا على مشارف ومسارات الدولة المدنية الديمقراطية، دولة القانون والعدالة الاجتماعية والحداثة والرضى.
* (مقالتي في الدستور يوم الأحد).