جفرا نيوز -
جفرا نيوز - سجلت أسهم المصارف تراجعاً حاداً في الأسواق المالية العالمية، بسبب ارتباك المستثمرين، إثر انهيار مصرف سليكون فالي في الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي.
فقد عزز إفلاس "أس في بي" المخاوف من أن تواجه مصارف أخرى مشكلات مماثلة.
وسجلت أسهم المصرف السويسري العملاق، كريدي سويس، تراجعاً قياسياً، وصل إلى 20 بالمئة.
وحدث ذلك بعدما صرح أكبر مستثمر في المصرف بأنه لم يعد بمقدوره تقديم المزيد من الدعم المالي.
وهبطت مؤشرات الأسهم في أوروبا، على غرار فوتسي 100 في بريطانيا، بنسبة 2،5 بالمئة، في ساعات متقدم من الصباح.
وكان فوتسي 100 تراجع الأسبوع الماضي بنسبة 6 بالمئة، ليصل إلى أدنى نقطة، منذ ثلاثة أشهر.
وقال مدير الاستثمار في شركة أي جي بل، روس مولد، إن "المستثمرين لا يزالون متوجسين مما قد يحدث".
وأضاف أنه: "ليس غريباً أن يبقى المستثمرون حذرين من المصارف الكبرى، علماً أن وكالة التصنيف الائتماني موديز خفضت تقييمها للنظام المصرفي الأمريكي إلى "سلبي".
وهوت أسهم "كريدي سويس" بعدما تكشف، الثلاثاء، أن وكالة تدقيق الحسابات، بي دبليو سي، رصدت "نقائص مادية" في نظامها للتبليغ المالي.
وهذا ما دفع واحداً من كبار المستثمرين، وهو المصرف الوطني السعودي، إلى التصريح أنه سيرفض أي طلبات بإيداع المزيد من الأموال لدى المصرف السويسري.
وبرزت المشاكل الأوسع في القطاع المصرفي الأسبوع الماضي بانهيار مصرف سيليكون فالي المصنف في المركز 16 بين المصارف الأمريكية الكبرى.
وأغلق المصرف، المتخصص في إقراض شركات التكنولوجيا، الجمعة، بأمر من هيئة الضبط الأمريكية، في عملية وصفت بأنها أكبر إفلاس لمصرف أمريكي منذ 2008.
أما فرع "أس في بي" في بريطانيا فقد استحوذ عليه مصرف "أتش أس بي سي" بقيمة 1 جنيه استرليني.
وبعد إفلاس مصرف سيليكون فالي جاء دور مصرف سيغنيتشير في نيويورك، ليغلق أبوابه أيضا. وقد ضمنت هيئة الضبط الأمريكية جميع الودائع في المصرفين.
لكن المخاوف من إفلاس مصارف أخرى استمرت قائمة، وهو ما أدى إلى تذبذب التداول في أسهم المصارف، خلال الأسبوع.
وتوقف التداول الاثنين مؤقتاً في العديد من المصارف الأمريكية الصغرى، بسبب هبوط الأسهم، وإن كانت البورصة سجلت الثلاثاء انتعاشاً.
ولكن وكالة التصنيف الائتماني الأمريكية موديز حذرت من أن النظام المصرفي الأمريكي ينتظره المزيد من الألم.
فقد خفضت الثلاثاء تصنيفه إلى "سلبي" بعدما كان مصنفاً في خانة "المستقر"، محذرة من "تفاقم سريع في محيط المعاملات".
وقالت سوزانا ستريتر، رئيسة قسم المال والأسواق في مؤسسة هارغريفز لانسدون، إن: "القلق يكمن في أن المصارف التي تدار بخسائر كبيرة في سنداتها، من دون وعي منها، قد لا تجد أموالاً كافية لسد النقص في حالة سحب سريع للودائع".
"وعلى الرغم من أن المصارف الكبرى ليست في خطر، بفضل كميات الأموال التي لديها، والطبيعة المستقرة لودائعها، فإن الارتباك ملموس".