الانتخابات النيابية وهستيريا الأغلبية والسيطرة
الأربعاء-2012-08-01 01:55 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - تبدو الفرصة في المشهد السياسي الاردني بالنسبة للراغبين في التفاؤل بالمستقبل والمؤمنين بالحوار والعقلانية والواقعية السياسية أكبر من أي وقت مضى إن استمعنا بحكمة ودراية الى ما يقوله سياسيون مخضرمون يتمتعون برؤية سياسية جادة وصائبة تجعلهم يحملون حلولا سحرية للازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.
وبكل الاحوال فان سياسيي «التفاؤل» يستندون إلى جدران صلبة لمواقفهم السياسية، وهم يفكرون في إعادة ترتيب المشهد السياسي الاردني بطريقة ديمقراطية، وإن «كل ما قيل وسيقال» عن قانون الانتخاب ومقاطعة الانتخابات النيابية وممارسات حزبية وشعبية للاستقواء على الدولة، تطلق في الهواء ولا يمكنها أن تثني سياسيين عن دعمهم لمشروع الدولة الاصلاحي الجاري.
يستصعب على رجل سياسة بحجم عبدالهادي المجالي أن يفهم مبررات دعوة قوى سياسية لمقاطعة الانتخابات النيابية ومعارضتها لقانون الانتخاب المقر، فالمعارضة الحزبية والشعبية تعاني من خلافات متشعبة حول الشكل العام لقانون الانتخاب البديل، وخلافات أكبر حول برنامجها السياسي والاصلاحي البديل الذي تطرحه للرأي العام ومراكز صنع القرار في الدولة، وهي خلافات متشعبة وتتسع دائرتها أفقيا وعاموديا.
المجالي، وهو رئيس حزب التيار الوطني الوطني، لا يقلل من قيمة المواقف السياسية للقوى الشعبية والشبابية المعارضة، بل إنه يرى أنها تحمل مشروعا وأفكارا سياسية واجتماعية يجب أن تسير بالتدرج وتعتمد على آليات تفكير سياسي فيها حلقات أوسع للايمان بالحوار والرأي العام، وأن تعتمد على ضوابط سياسية ديمقراطية توصلها للشراكة مع قوى حزبية أقوى تنظيما وحضورا.
الاعتراف بوجود أزمة سياسية في الاردن، مصارحة ومكاشفة تتحمل مسؤوليتها قوى سياسية يقع عليها الدور في حماية عملية الاصلاح السياسي، وهو ما يدفع المجالي للاعتراف بان صناديق الاقتراع هي الفاصل والحاسم، وأن زهوة الانتصار السياسي لا يمكن أن تتحقق الا عبر صناديق الاقتراع، وهي التي تحدد قوة وحجم الحضور السياسي والشعبي للاحزاب السياسية والقوى المجتمعية.. وتنهي أفكارا سياسية لقطاعات تفور على السطح مشحونة بالمقاطعات لكل ما هو إيجابي أو سلمي، وقطاعات حزبية أخرى مصابة بـ»هستيريا» الاغلبية والسيطرة المطلقة.
أي قرار أو توجه سياسي وشعبي لمقاطعة الانتخابات النيابية بنظر المجالي لا يخدم العملية السياسية في الاردن إطلاقا، لا بل إنه يزيد من التعقيدات والاحتقان والفوضى. وما ينتظره الاردنيون هو استحقاق عاجل لاجراء الانتخابات النيابية، والتدرج للخروج من الازمة السياسية القائمة عبر أدوات وقواعد سياسية جديدة. ويصر المجالي هنا على مبدأ التدرج باعتباره صماما للامان لتحقيق «رؤية» سياسية غير منفعلة ولا متورطة بالخضوع لضغوطات وممارسات للاستقواء على الدولة ومشروعها الاصلاحي.
عناوين سياسية مختزلة اختصرها المجالي في سهرة رمضانية، أطل بها على جمع من السياسيين والاعلاميين، وكشفت كم أن المجالي مشغول بالهاجس السياسي الاردني، وأنه غارق بالاهتمام المباشر بتجاوز المحنة التي يعيشها الاردن حاليا.. يصغي باهتمام واضح لكل ما يطرح من أفكار خلال النقاشات، ويؤمن بالديمقراطية الاردنية ويسرد انتقاده لكل ما هو ظلامي واستقوائي ومتورط في الفساد ومتلاعب بعواطف ومشاعر الجماهير.

