جفرا نيوز - خاص
منذ مجيء اليمين الصهيوني إلى سدّة الحكم في دولة الإحتلال ، والمنطقة برمّتها تعيش حالة استثنائية ، عدا عن الجرائم التي ارتفعت وتيرتها في الأراضي الفلسطينية ، والتصريحات المستفزّة التي تصدر بين الحين والآخر من قادة ووزراء هذا اليمين ، والتي تزيد الأوضاع سخونة وتعقيدا ، والأردن ليس ببعيد عن ذلك ، بل هو في بؤرة الأحداث دائما .
الضفة الغربية في حالة غليان ، والتوقعات تشير إلى ما هو أكبر من انتفاضة ثالثة ، وإذا ما حصل ذلك ؛ فإن الأمور قد تفلت من بين أيدي السياسيين الذين يتابعون ما يجري بدبلوماسية أقرب إلى الميوعة منها للعمل الجاد الحقيقي الذي يلجم تصرفات اليمين الفاشي .
إيتمار بن غفير يبدو أنه أحكم سيطرته على الحكومة اليمينية ، وهو الذي يدير دفّة الأمور وخاصة فيما يتعلق بتطورات الأوضاع في الضفة والقدس ، وفي لحظة ما قد تنفلت الأحداث بصورة غير معهودة من قبل ، وهذا من شأنه التأثير على المحيط وخاصة الأردن .
الدولة الأردنية أنجزت مؤخرا العديد من القوانين التي من شأنها العمل على تطوير وتحديث الحياة السياسية ، ويمكن القول بأن الأردن يعيش فترة مختلفة تماما عمّا سبق ، وهو يستعد للولوج إلى حياة سياسية قوامها الأحزاب التي بدأت بالفعل عملا مختلفا عما كان عليه الوضع منذ أكثر من ثلاثة عقود مضت .
كثيرة هي التحديات والصعوبات التي واجهها الأردن على مدى عمر هذه الدولة ، واستطاع تجاوزها بالحنكة والحصافة ، وإذا كان اليوم هناك شعور بأن التحديات الإقليمية باتت كبيرة ، فهل يستطيع الأردن تخطّيها والقفز باتجاه المضي قدما في عملية التطوير والتحديث ، ليس فقط في المجال السياسي ، بل في المجالات كافة .
في ظلّ أزمة كورونا تمكن الأردن من إجراء الإنتخابات النيابية ، وهي ازمة عالمية فاقت صعوبتها كل التحديات ، غير أن الأردن تجاوز ذلك وأصرّ على إجرائها ، وها نحن نخرج من هذه الازمة بصورة لافتة ومتميزة .
المرحلة المقبلة فيها الكثير من التحدّي ، وأعتقد بأنّ بلدا كالأردن اعتاد على مثل ذلك ، وهو في طور الإنتقال لمرحلة قد تكون الأهمّ في تاريخه السياسي ، فالدلائل تشير في كثير من الأحيان بأننا مقبلون على انتخابات نيابية هذا العام لتنفيذ خطوات سياسية مهمة ، أبرزها مشاركة الأحزاب ودخولها إلى البرلمان ، فالقانون منحها 41 نائبا ، وهذا يحدث للمرّة الأولى منذ تأسيس الدولة.
ويؤكد سياسي عريق على أن المرحلة القادمة ستحمل في طيّاتها الكثير من الإيجابيات ، وهذا يستدعي الإسراع في تنفيذ برامج التطوير السياسي ، فرغم التحديات الإقليمية وما يجري غربي النهر ، فعلى الأردن عدم التوقف عن ذلك والإسراع في عملية التنفيذ ، فنحن ، كما يقول ، بحاجة ماسّة ومستعجلة لمجلس نيابي ذي صبغة سياسية يعرف كيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة .
نعيش في ظلّ إقليم ملتهب منذ سنوات عديدة ، وحده الأردن الذي استطاع تجاوز مختلف الأزمات ، صحيح أن الظروف الإقتصادية باتت صعبة وحرجة على الجميع ، إلّا أنّ ذلك يؤكد الحاجة إلى ضرورة التغيير وصولا إلى الإنتقال لمرحلة سياسية بات الجميع في انتظارها