تتعافى سلاسل التوريد في جميع أنحاء العالم، مما يعني أن الضغوط على أسعار السلع قد تتراجع، بحسب تقرير لوكالة "بلومبيرغ".
وتراجعت أسعار الشحن بين الصين والساحل الغربي للولايات المتحدة إلى مستويات ما قبل الوباء، بعد أن ساهمت قيود كوفيد-19 في رفع تكاليف الشحن 15 ضعفا.
في الولايات المتحدة، أظهرت بيانات تضخم المستهلك في وقت سابق من هذا الشهر أن السلع - باستثناء الغذاء والطاقة - ارتفعت بنسبة 1.4 بالمئة عن العام السابق.
وبحسب "بلومبيرغ"، فإن هذا المعدل من شأنه أن يمنح مسؤولي الاحتياطي الفدرالي بعض الراحة فيتشديد سياستهم لكبح التضخم، حيث يستهدفون معدلا سنويا لا يزيد عن 2 بالمئة.
وسلط تجار التجزئة في الولايات المتحدة الضوء على التحسن الكبير في الضغوط اللوجستية رغم أن ألم الأسعار المرتفعة على المستهلك لم ينته بعد.
وقال المدير المالي لشركة "وول مارت"، جون ديفيد ريني،في مؤتمر عبر الهاتف، الثلاثاء، "في حين أن مشكلات سلسلة التوريد خفت حدتها إلى حد كبير، إلا أن الأسعار لا تزال مرتفعة وهناك ضغط كبير على المستهلك".
ولا تزال الأسعار قصيرة الأجل لحاويات الشحن من أوروبا إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة أكثر من ضعف ما كانت عليه أواخر عام 2019، وفقا لبيانات من شركة "فريتوس" (Freightos).
علاوة على ذلك، فإن ما يقدر بنسبة 70 بالمئة من البضائع المنقولة بحرا تعود لعقود طويلة الأجل، إذ تمت إعادة التفاوض لإعادة صياغة العقود ورفع الأسعار في عامي 2021 و2022.
وقد لا يرى كبار تجار التجزئة والشركات المصنعة تخفيضات كافية في أسعار الشحن حتى الآن لتبرير المزيد من خفض الأسعار على المستهلك، على الأقل في الربع من الأول من 2023.
ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الشركات لا ترغب في تغيير أسعارها أكثر من مرتين في السنة، وفقا لكريس روجرز، رئيس أبحاث سلسلة التوريد في شركة التحليلات "إس آند بي غلوبال ماركت إنتليجينس" (S&P Global Market Intelligence).
وقال روجرز: "في الوقت الذي تنخفض فيه الأسعار الأساسية، قد يستغرق الأمر وقتا طويلا لتغذية هذا الأمر"، مردفا: "ما زلنا نرى بعض آثار التضخم تبلغ أسعار المنتجات الآن".
بدورها، قالت الرئيسة التنفيذية لشركة "باث آند بودي وركس"،جينا بوسويل، إنها ترى استمرار الرياح المعاكسة للأسعار في الوقت الحالي، رغم أن ذلك قد يتغير في وقت لاحق من عام 2023.
وقالت في مؤتمر عبر الهاتف الأسبوع الماضي: "نتوقع أن نستمر في رؤية ضغوط تضخمية على تكاليف المدخلات لدينا في الربع الأول، قبل أن نبدأ في رؤية بعض الارتياح خلال العام".