جفرا نيوز -
جفرا نيوز - يعد التفكير المفرط عادة لها عواقب جسدية وعقلية، إلا أننا لا ندرك دائما هذه العادة "السيئة".. فكيف تكتشفها؟
نحن نفكر طوال الوقت، في كل نشاط نقوم به، في هذا النشاط يمكن للأفكار أن تزعجنا أثناء حضورها باستمرار، بل ويمكننا أن نتساءل إلى أي مدى يكون من الطبيعي أن تظل هذه الأفكار تتعقبنا مثل ظلنا؟
هل يمكن أن يصبح هذا الصوت الداخلي المُلح بالفعل مزعجًا حقًا، ما يسبب إحساسًا بالضيق وعدم الراحة؟ لكن كيف أعرف إذا كنت أفكر كثيرًا؟
في هذا التقرير الذي نشره موقع nospensees ستتعلم المزيد حول كيفية عمل الأفكار، بالإضافة إلى الإشارات التي ستتيح لك تحديد ما إذا كانت أفكارك مفرطة، أو بدأت في السيطرة على حياتك العقلية، وهو ما قد يضر بك في أي وقت.
يشير القلق إلى سلسلة من الأفكار السلبية التي تمثل محاولة لإيجاد حل عقلي لمشكلة لها صلة بخوف معيّن أو بالأحداث المستقبلية أو بالتهديدات المحتملة.
كيف تعمل الفكرة؟
في البداية وللإجابة عن السؤال "كيف أعرف إذا كنت أفكر كثيرًا؟"، من المهم أن تعرف القليل عن كيفية عمل الأفكار. عليك أن تذكر أنّ الطريقة التي نفكر بها تؤثر على انفعالاتنا ومشاعرنا وسلوكياتنا.
تمثل الأفكار محتوى عملياتنا العقلية التي تحدث في دماغنا، والتي يمكن أن تكون طوعية أو لا إرادية.
إنها أفكار ومعتقدات وذكريات تتفاعل مع بعضها البعض. يمكن أن يكون محتواها إيجابيًا أو سلبيًا، وفي بعض الأحيان تولد الكثير من النشاط العقلي، مع استهلاك الطاقة.
كما يمكن أن تولد هذه العمليات أنماطًا من التفكير مثل الاجترار أو القلق أو الهوس.
ويُنتج الاجترار أفكارًا متكرّرة حول المشكلات التي نواجهها، وحول ماضينا وإخفاقاتنا؛ إنه في كثير من الحالات عقبة أمام تنفيذ حل من الحلول التي ننتظرها.
ومن جانبه يشير القلق إلى سلسلة من الأفكار السلبية التي تمثل محاولة لإيجاد حل عقلي للمشكلة التي لها صلة بخوفٍ معيّن وبالأحداث المستقبلية، وبالتهديدات المحتملة.
كيف تعرف ما إذا كنت تفكر كثيرا؟
"شرائح المخ".. هل يتحول التفكير إلى "ريموت كنترول" لحياتنا؟
أما الأفكار الاستحواذية المهووسة فهي تنشأ بطريقة تطفلية، وتسبب ضيقًا نفسيًا عندما يمنحها الشخص طبيعة الواقع، ما يعني ضمنا تثبيت الفكرة نفسها.
ورغم اختلاف طرق التفكير السابقة إلا أنها جميعها مثابرة وتتمتع بطريقة ما، بالقدرة على منعنا من التوقف عن الاهتمام بالجوانب السلبية.
وبالتالي، فهي تولد صعوبات على المستوى الشخصي، خاصة في قدرتنا على التركيز. وهكذا يمكننا أن نرى أنّ الإفراط في التفكير يمكن أن يسبب مظاهر سلبية، مثل الاجترار والقلق والهوس.
العلامات التي تدل على الإفراط في التفكير:
فيما يلي ثماني علامات أساسية يمكن أن تخبرنا إنْ كنا نفرط في التفكير، وأن أفكارنا تخرج عن نطاق السيطرة. يمكن لهذه الإشارت أن تتيح لنا الوقاية من المشاكل الانفعالية:
• وجود أفكار سلبية مستمرة عن الذات، أو عن العالم أو عن الآخرين، والتي تظهر بسرعة وبشكل تلقائي.
• الأفكار لا تتوقف ولو للحظة، أو أنه يتعذر وضع الهموم جانبا.
• نتخيل أن الأسوأ سيحدث.
• نستعرض مشاكلنا ونفكر كثيرًا في الأوضاع المختلفة.
• بالإضافة إلى ذلك كثيرًا ما نعيش المحادثات الطويلة في أذهاننا.
• نفكر باستمرار في مشاكل الماضي أو في ألوان الفشل المحتملة.
• ننظر إلى الأفكار على أنها عبء ثقيل وأنها تولد الشعور بالتعب أو نفاد الصبر.
• صعوبة النوم، الأرق أو الاستيقاظ الليلي بسبب أفكار مختلفة.
التفكير كثيرا يمكن أن يكون مؤشرا على صعوبة حل مشاكلنا، وبهذا المعنى فإن التفكير في المشاكل لا يعني التعامل معها.
إذا قمنا بتحليل هذه الإشارات يمكننا أن ندرك أنه عندما نفكر كثيرًا فإننا نقع في حلقة مفرغة تولد الضيق وعدم الراحة.
إننا نراجع باستمرار المواقف وأسبابها وحتى عواقبها، ونركز انتباهنا في كثير من الأحيان على الأخطاء، مما يمنعنا من التمييز بين المواقف التي تقع تحت سيطرتنا وخارجها.
وعلاوة على ذلك، وبالتركيز على هذه الإشارات، يمكننا أن نرى أن العديد منها هي مجرد مظاهر اجترار أو قلق أو هوس.
حول الأفكار المفرطة
التفكير كثيرًا يمكن أن يكون مؤشرًا على صعوبة حل مشاكلنا. وبهذا المعنى فإن التفكير فيها لا يعني التعامل معها.
على العكس من ذلك، فإن لم نعالجها ونتصرف معها فلن يسعنا حلها إلا بصعوبة، وهذا لن يمنعنا من إنفاق طاقة ذهنية هائلة.
ومن المهم تحديد هذه الإشارات في الوقت المناسب، لأن الأفكار السلبية المتكررة يمكن أن تكون سببًا في ظهور مشاكل نفسية مختلفة، من بينها القلق أو اضطرابات المزاج.
ومع ذلك، فإن امتلاك هذه الأنواع من الأفكار لا يعني بالضرورة وجود اضطراب عقلي. بمعنى آخر، إذا حددت أنّ تفكيرك مرتبط بإشارات معيّنة فقد يكون ذلك بمثابة إشارة حمراء حتى تشرع في اكتشافها، والتأكد ما إذا كانت تؤثر بشكل كبير على انفعالاتك أو سلوكياتك. إذا كان الأمر كذلك، يمكنك طلب المساعدة المهنية.
ووفقًا لما سبق من المهم أيضًا أن نتذكر أننا جميعًا نفكر في المشكلات التي نواجهها أو المواقف التي نمر بها، تنشأ المشكلة عندما نجتر أو نقلق بشكل غير محدود أو مفرط، حتى عندما تكون المشكلة قد انتهت وتم حلها بالفعل، أو عندما نصبح مهووسين بموضوع غير منطقي ولا يشكل خطرًا علينا، بحيث إنه عند نفحص الواقع لا نجد أسبابًا موضوعية لهذا القلق.