جفرا نيوز -
جفرا نيوز - أثار اكتشاف وثائق سرية في مكاتب كان يستخدمها الرئيس الأميركي جو بايدن، عندما كان نائبا للرئيس الأسبق باراك أوباما، وكذلك في منزله في ديلاوير، تساؤلات بشأن أوجه الشبه أو الاختلاف عن الوثائق التي عثر عليها في مقر إقامة الرئيس السابق دونالد تراب، والتي اعتُبرت بمثابة فضيحة مدوية.
وأعلن البيت الأبيض، الخميس، أنه عثر على "عدد قليل" من الوثائق السرية في منزل جو بايدن الخاص في ويلمنغتون بولاية ديلاوير، يعود تاريخها إلى فترة توليه منصب نائب الرئيس خلال عهد باراك أوباما.
وعثر على وثائق أخرى في مركز بحوث في واشنطن حيث كان يملك بايدن مكتبا. وقد عيّن المدعي العام، ميريك غارلاند، مستشارا خاصا للتحقيق في الأمر.
وتشكل هذه الواقعة إحراجا للبيت الأبيض، كون السلطات تحقق في فضيحة أكبر بكثير ترتبط بإساءة استخدام الرئيس السابق دونالد ترامب وثائق سرية. فما هو الفرق بين الواقعتين؟ وما هي طبيعة تلك الوثائق السرية؟
كم عدد المستندات السرية؟
بايدن:
ليس من الواضح على وجه التحديد عدد الوثائق السرية التي تم الحصول عليها من مكتب ومنزل بايدن.
المستشار الخاص للرئيس، ريتشارد ساوبر، قال إنه تم اكتشاف "عدد صغير من الوثائق ذات العلامات السرية" في 2 نوفمبر 2022، في خزانة مغلقة في مركز بن بايدن للدبلوماسية والمشاركة العالمية، وهو مركز أبحاث في واشنطن، حيث كان محامو بايدن الشخصيون يقومون بإخلاء المكاتب.
بايدن احتفظ بمكتب في مركز بنسلفانيا، بعد أن ترك منصب نائب الرئيس عام 2017، حتى وقت قصير قبل أن يطلق حملته الرئاسية لعام 2020. كانت تابعة لجامعة بنسلفانيا واستمرت في العمل بشكل مستقل عن إدارة بايدن.
الخميس، قال ساوبر إنه تم العثور على دفعة ثانية من الوثائق السرية في مساحة تخزين في مرآب بايدن في ويلمنغتون بديلاوير، مع وجود وثيقة واحدة في مكتبته الشخصية في منزله.
ترامب:
تم استرداد ما يقرب من 300 وثيقة سرية، وبعضها مصنف "سري للغاية"، من ترامب منذ تركه منصبه في يناير 2021.
في يناير 2022، استعادت إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية 15 صندوقا من الوثائق، أكدت لمسؤولي وزارة العدل أنها تحتوي على "الكثير من المواد السرية".
في أغسطس، أخذ عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي حوالي 33 صندوقا وحاوية تحتوي على 11 ألف مستند منتجع "مارالاغو"، بما في ذلك ما يقرب من 100 وثيقة سرية كانت موجودة في غرفة التخزين والمكتب.
ما مدى سرعة نقل المستندات المصنفة سرية؟
بايدن:
بعد اكتشاف المواد في مركز الأبحاث، نبه محامو بايدن الشخصيون على الفور مكتب مستشار البيت الأبيض، الذي أخطر إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية، التي تولت بدورها عهدة الوثائق في اليوم التالي، وفق ساوبر.
وأوضح في بيان أنه "منذ هذا الاكتشاف، تعاون المحامون الشخصيون للرئيس مع الأرشيف ووزارة العدل في عملية لضمان أن أي سجلات لإدارة أوباما وبايدن في حيازة المحفوظات بشكل مناسب".
"جزء من هذا التعاون شمل محامي بايدن الشخصيين الذين يفحصون مواقع أخرى ربما تم فيها شحن السجلات بعد مغادرة بايدن لمنصب نائب الرئيس عام 2017".
اختتم هذا البحث مساء الأربعاء، حسبما قال بايدن لصحفيين الخميس، على الرغم من أنه لم يذكر متى تم العثور على الدفعة الثانية من الوثائق.
ترامب:
أبلغ ممثل ترامب إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية في ديسمبر 2021 أنه تم العثور على سجلات رئاسية في مارالاغو، بعد حوالي عام من ترك ترامب منصبه.
تم نقل 15 صندوقا من السجلات التي تحتوي على بعض المواد السرية من مارالاغو إلى الإدارة في يناير.
بعد بضعة أشهر، قام محققون من وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي بزيارة مارالاغو للحصول على مزيد من المعلومات حول المواد السرية التي تم نقلها إلى فلوريدا. وقدم المسؤولون الفيدراليون أمر استدعاء بشأن بعض الوثائق التي يعتقد أنها موجودة في المنتجع.
في أغسطس 2022، قام عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي بإجراء بحث لاسترداد 33 صندوقا من مارالاغو، بعد أن قدم محامو ترامب شهادة محلفة بأن جميع السجلات الحكومية قد أعيدت.
هل يمكن توجيه تهم لأي من الرئيسين؟
بايدن:
على الرغم من اكتشاف مواد سرية، لا يوجد ما يشير إلى أن بايدن نفسه كان على علم بوجود السجلات قبل تسليمها.
إدارة بايدن أيضا قالت إن السجلات تم تسليمها بسرعة دون أي نية لإخفائها.
هذا أمر مهم لأنه بالنظر إلى السوابق المماثلة، فإن وزارة العدل تبحث عن "العمد أو النية لإساءة التعامل مع أسرار الحكومة"، في تقرير ما إذا كانت ستوجه اتهامات جنائية أم لا.
لكن حتى إذا وجدت وزارة العدل أن القضية قابلة للمقاضاة بناءً على الأدلة، فقد خلص مكتب المستشار القانوني بوزارة العدل إلى أن الرئيس يتمتع بالحصانة من الملاحقة القضائية خلال فترة وجوده في منصبه.
الخميس، عين المدعي العام ميريك غارلاند مستشارا خاصا للتحقيق. وسيرأس التحقيق روبرت هور.
ترامب:
ربما يواجه الرئيس السابق تهمة عرقلة العدالة بسبب "المعركة" التي طال أمدها لاستعادة الوثائق.
ونظرا لأنه لم يعد في المنصب، فلن يتم منحه الحماية من الملاحقة القضائية المحتملة التي قد تنطبق على الرئيس الحالي.
في نوفمبر، عيّن غارلاند جاك سميث، المدعي العام المخضرم في جرائم الحرب وله خلفية في تحقيقات الفساد العام، لقيادة التحقيقات في احتفاظ ترامب بوثائق سرية.
ماذا قال الرؤساء عن اكتشاف الوثائق؟
بايدن:
ردا على أسئلة صحفيين، الثلاثاء، قال بايدن إنه "فوجئ" بأنه تم العثور على وثائق في مركز أبحاثه، مؤكدا أنه "لا يعرف ما هو موجود في المواد، لكنه يأخذ المستندات السرية على محمل الجد".
الرئيس الأميركي اعتبر أيضا أن فريقه "تصرف بشكل مناسب، من خلال تسليم المستندات بسرعة"، مؤكدا أنه "يتعاون بشكل كامل" مع تحقيق وزارة العدل في كيفية تخزين المعلومات السرية والسجلات الحكومية.
كنائب للرئيس، كان بايدن يتمتع بسلطة رفع السرية عن بعض الوثائق، على الرغم من أنه لم يقل إنه رفع السرية عن تلك الموجودة في مكاتب مركز الأبحاث أو منزله في ديلاوير.
ترامب:
ترامب، الذي كانت لديه القدرة عندما كان رئيسا على رفع السرية عن الوثائق، ادعى في بعض الأحيان أنه فعل ذلك فيما يتعلق بالوثائق التي أخذها معه - على الرغم من أنه لم يقدم أي دليل على ذلك.
وصف الرئيس السابق عملية البحث في مار لاغو بأنها "غارة غير معلن عنها.. ولم تكن ضرورية أو مناسبة".
ما هي التداعيات السياسية لاكتشاف الوثائق؟
بايدن:
قد يؤدي الكشف عن وثائق بايدن إلى زيادة الشكوك بين الجمهوريين وغيرهم ممن يزعمون بالفعل أن السياسة هي أساس التحقيقات مع ترامب.
هناك أيضا تداعيات محتملة في الكونغرس الجديد الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري، حيث يعد الجمهوريون ببدء تحقيقات واسعة النطاق في إدارة بايدن.
ترامب:
في أعقاب ذلك مباشرة، استغل ترامب وأنصاره عملية البحث في مارالاغو باعتبارها "هجوما حزبيا من الديمقراطيين"، الذين كانوا يرغبون منذ فترة طويلة في إزاحته من منصبه.
خلال إطلاق حملته لعام 2024 في نوفمبر، أشار ترامب إلى التحقيقات ضده، واصفًا نفسه على أنه "ضحية للمدعين العامين الضالين والعفن والفساد في واشنطن".