النسخة الكاملة

"حملة مسمومة" تطال إبن هزاع.. قصة مقاتل وضع "روحه على كفه"

الخميس-2023-01-09 09:20 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- خاص

ما إن يطل حسين هزاع المجالي إعلاميا لرد جزء ولو بسيط مما يقول إنه جزء من الديون للأردن في عنقه حتى يُلاحظ بروز "حملة مسمومة" تطال "إبن الشهيد" معروفة المصادر والأهداف والغايات لتخويف أي وطني حر من مهمة الدفاع عن الأردن، لكن مَن يقف وراء هذه الحملة المسمومة لا يدرك أن مَن تَربى في بيت شهيد لا يعرف معنى الخوف، فقد جاء إلى الدنيا والأخطار تتربص والده الشهيد هزاع المجالي الذي لم يخف هو الآخر من مهمة خدمة الأردن والدفاع عنه، فلقي ربه شهيدا وهو يؤدي واجبه الوظيفي، ومن دون أي ترتيبات أمنية لحمايته، فهو على يقين أن "شرف الخدمة" يستحق التضحية بالغالي والنفيس.

ولا يبدو أن حسين الذي ذاق طعم اليُتْم رضيعاً وقت استشهاد والده، يحيد عن "شرف الخدمة" أو مفهوم "شرف الكلمة"، فقد وضع الرجل روحه على راحته مرارا حينما كانت أخطار الداخل والخارج تتعاظم حول الحسين، فقد حسين إبن هزاع نسراً شرساً إزاء كل ما يمس الحسين أو أمنه، فقد ذهب الراحل الكبير الحسين بن طلال مرارا إلى سريره دون أن يهاب أو يجزع لأنه في رعاية الله أولا، ثم في رعاية أبطال صناديد أشاوس قاتوا العدو الكامن في ميادين الشرف والبطولة، ثم لم يترددوا في قتالهم وهو وراء "بوستات وهمية ورجولة مصطنعة"، فهو إبن شهيد ولن يتردد في أن يكون شهيد.

لا تبيح الدولة قصصها العسكرية والأمنية ولا تُسرّبها إلى المسلسلات والأفلام كما تفعل كثير من الدول، وإلا لوجدتم أن الإساءة لأبطال ضحوا وعملوا بشرف في المؤسسة العسكرية تُصغّر أصحاب الإساءات، ولا تُصغّر الجُنْد الغر الميامين، فحسين إبن الشهيد كان من الأسهل عليه أن يمتطي شعبويات مريضة أثبت الأيام والوقائع أنها لا تُعمّر طويلا، فما الذي كان يمنع حسين أن يقف خلف كاميرا ومايك لبيع الرأي العام "شعبويات مارقة" لينال "اللايكات والتسحيج" شعب "جمهورية الفيسبوك" التي لا تنتج سوى قصص الضلال والأوهام.

عمل إبن الشهيد ضابطا في الجيش العربي، ثم مديرا للأمن العام في لحظة عربية وأردنية صعبة وعصيبة، ثم عمل سفيرا ثم وزيرا للداخلية في لحظة اشتباك الجيش العربي مع تنظيم الضلال والانحراف "داعش"، وقد شاهد العالم حنكته "السياسية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية" في آن واحد مستخدما رباطة جأشه في عدم الخضوع لداعش، ولا "أقفاص النار" التي نالت من أحد أبطال الجيش، حينما كان حسين هزاع المجالي في الاجتماعات الضيقة والخاصة ينصح بعدم الخضوع لتنظيمات الضلال والانحراف.

سيرة "إبن هزاع" أقوى وأعمق من "هرطقات الفيس بوك" التي لا تبني دول، ولا تبرز حقيقة، وسيرة إبن هزاع من المعيب "الاسترجال" عليها، لأنها سيرة معمدة بالتضحيات والصبر وحب البلد، فحب البلد ليس "صورة بروفايل" على فيسبوك، مثلما لن يكون "نكتة جارجة" ضد البلد وقادته، فـ"النكات" تُضْحِك "جمهورا مريضا ومخدرا" لكنها لا تلبث في كتب التاريخ، إذ أن سيرة الرجال الذين حموا هذا البلد مسطرة بأحرف من ذهب، ولو كان "أبالسة الفيسبوك" قد اخترعهم مايك زكيربيع في الخميسنات والستينات لوجدناهم يفرغون "عقد النقص" لديهم، وخيباتهم النفسية ضد أبطال تولوا المسؤولية والقرار في تلك العقود الصعبة، واللذين نبكيهم اليوم ونفتقدهم.

أسوأ ما في الزمن الحالي هم "خفافيش الفيسبوك" الذين لا يتركون مناسبة من دون السعي لـ"تصغير المنجز الوطني"، متناسين أن هذا البلد لم يقم إلا بسواعد أناس عملت دون نوم ودون رفاهية، وضحت بكل شيء من أجل أن يصغروا هم و"يكبر البلد" قدرا ومكانة.