جفرا نيوز -
جفرا نيوز- يحل العام الجديد على القطاع السياحي مع تزايد الآمال بتعافيه تماما من جائحة كورونا وعودة العمل لمستويات عام 2019، الذي وُصف أنه "الأفضل سياحيا" على الأردن، بعد أن سجّل زيارة أكثر من 4.5 ملايين سائح في العام 2022، عززت مكانته كوجهة عالمية للسياحة، وجعلته الأول إقليميا في السياحة العلاجية.
وتسعى الحكومة إلى جذب 4.5 ملايين سائح إلى الأردن بحلول العام 2023، ضمن خطة أولويات عملها للتعافي الاقتصادي، فيما يتوقع أن يصل عدد الزوار إلى 5.5 ملايين زائر بحلول العام 2025، ويتوقع عودة إجمالي عائدات الدخل السياحي في الأردن لمستويات 2019 بحلول العام 2024 ليسجل 4.1 مليار دينار.
يأتي ذلك في وقت بدأ القطاع السياحي بالتعافي من تداعيات جائحة كورونا، حيث وصل أعداد الزوار إلى الأردن حتى نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أكثر من 4.145 ملايين زائر، في رقم تجاوز ما تسعى له الاستراتيجية الوطنية للسياحة في نهاية عام 2022، وفقا لقناة المملكة.
وتجاوز الأردن الرقم المرصود في الاستراتيجية الوطنية للسياحة لنهاية العام 2022 فيما يخص الدخل السياحي بتحقيقه 3,7 مليارات دينار في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
عضو جمعية وكلاء السياحة والسفر خالد حجاوي، قال في تصريح سابق لـ"المملكة" إن عدد السياح في الأردن خلال العام الحالي ارتفع 116%، مقارنة بالعام 2021، لكن يبقى العدد أقل من 2019.
وبحسب حجاوي، وصل إلى الأردن في 2022 حتى نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي 4.596 ملايين سائح، مقابل 4.962 ملايين في 2019.
وحقق القطاع في عام 2019 دخلا سياحيا قياسيا وصل إلى 4.1 مليار دينار ما شكل قرابة 13% من إجمالي الناتج المحلي.
وسجل عام 2019 "رقما قياسيا" في أعداد الزوار وصل إلى 5.3 ملايين زائر، إلا أن القطاع اصطدم في عام 2020 بجائحة كورونا التي اجتاحت العالم، وأدت لشلل القطاع السياحي في ظل إغلاقات للمطارات وفرض حظر للتجول وغير ذلك.
ويحتل القطاع السياحي في الأردن مكانة بارزة من بين القطاعات الاقتصادية المختلفة، حيث بعد القطاع رافداً أساسيا للاقتصاد الوطني وأحد ركائزه، ومساهما رئيسا في تشغيل الأيدي العاملة الأردنية، وداعما مهما في تنمية المجتمعات المحلية.
- الأول إقليميا في السياحة العلاجية -
ورغم أن قرابة 85% من زوار الأردن الأجانب يأتون من أجل السياحة التراثية والثقافية، لا سيما وأن المواقع الأساسية لهذا المنتج هي البترا ووادي رم والبحر الميت وموقع المغطس وعمّان، إلا أن السياحة في الأردن لا تقتصر على جانب واحد فهنالك تركيز رسمي على السياحة العلاجية التي تسهم بشكل مباشر بدعم القطاع الصحي.
وانطلقت برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ولمدة 3 أيام، أعمال منتدى السياحة العلاجية والسفر الصحي على مستوى العالم.
وزار الأردن 160 ألف مريض للعلاج منذ بداية العام 2022 ولنهاية تشرين الأول/ أكتوبر، وبزيادة بلغت 27% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، وفق رئيس جمعية المستشفيات الخاصة فوزي الحموري.
وتكمن أهمية السياحة العلاجية والسفر الصحي في تعزيز الدخل القومي بالعملات الصعبة، حيث تشكل عوائد القطاع ما يقارب عن 4% من الناتج المحلي الإجمالي، وتسهم في توفير فرص عمل للأردنيين، فيما يشغل قطاع المستشفيات الخاصة ما يزيد على 40 ألفا، غالبيتهم من أصحاب المهارات.
ويعد الأردن بوابة الشرق الأوسط ومن أكثر دول العالم جذباً للاستثمارات الطبية والمنتجعات الاستشفائية وتوفيره لعدة مزايا منها السياحة العلاجية، المنتجعات الصحية، البحوث الطبية الحيوية، الصناعة الدوائية المتطورة وإنتاج المنتجات الطبيعية للعناية بالبشرة والتي تستخدم كعلاج لعدد من الأمراض الجلدية ومستخلصة من البحر الميت وغنية بالمعادن الطبيعية المركزة، وفق جمعية المستشفيات الخاصة.
ويستضيف الأردن ما يزيد على 250 ألف سنوياً مرضى من مختلف أنحاء العالم للاستفادة من مميزات الأردن العلاجية والاستشفائية، كما يتجاوز إجمالي الدخل الناتج عن السياحة العلاجية المليار دولار سنوياً.
ويتربع الأردن في المرتبة الأولى من حيث السياحة العلاجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومن أفضل عشر دول في العالم، وفقا لما أكده رئيس جمعية المستشفيات الخاصة، فوزي الحموري في تصريحات سابقة.
الحموري قال أيضا، إن السوق الخليجي هو من الأسواق التقليدية والمستهدفة بشكل كبير، لأنها تضم النسبة الأكبر من المرضى الذين يفضلون العلاج في الأردن.
كما يوجد مرضى يأتون من دول أخرى مثل اليمن والسودان وفلسطين غيرها.
ويوجد في الأردن 126 مستشفى تقدم خدماتها للمرضى الأردنيين وغير الأردنيين، يشكل عدد المستشفيات الخاصة منها 71 مستشفى، وفق إحصائيات لوزارة الصحة وجمعية المستشفيات الخاصة.
وتقدم هذه المستشفيات مختلف الاختصاصات الطبية للمرضى وتشمل أمراض القلب والأعصاب وجراحة العظام وطب الأطفال وعلاج السرطان وعلاج العقم وأمراض العيون والتجميل والطب النفسي والإدمان وغيرها من التخصصات الطبية.
- %125.4 ارتفاع الدخل السياحي -
وحقق الدخل السياحي في الأردن خلال العشرة شهور الأولى من العام الحالي، ارتفاعا بقيمة 1.884مليار دينار أو ما نسبته 125.4% ليصل إلى 3.387 مليار دينار، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2021، وفق بيانات للبنك المركزي.
وأشار البنك المركزي إلى أن ذلك جاء نتيجة ارتفاع عدد السياح القادمين إلى المملكة بقرابة 2.338 مليون سائح ليصل إلى 4.145 مليون سائح.
وبحسب الموقع الإلكتروني لبرنامج "أردننا جنة"، فإن 55 ألف عامل وعاملة يعملون في مختلف الأنشطة السياحية وفق إحصائية أولية لوزارة السياحة خلال عام 2022، حيث يتوزعون على فنادق، مكاتب السياحة، المطاعم السياحية، مكاتب تأجير السيارات، متاجر التحف الشرقية، الأدلاء السياحيين ، .. إلخ.
- تلفريك في عجلون -
استكملت إدارة المناطق الحرة والتنموية، مشروع "تلفريك" عجلون، الذي يمتد على مسافة 2.5 كيلو متر من محطة انطلاق اشتفينا إلى محطة وصول القلعة، ويضم 40 كابينة سعة كل واحدة 8 ركاب، ومدة الرحلة قرابة 9 دقائق بالاتجاه الواحد، استعدادا لاستقبال زائريه مطلع العام 2023.
وأطلقت المرحلة التشغيلية الأولى التي تسبق الافتتاح الرسمي للمشروع لتلفريك عجلون، في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2022، حيث بين رئيس مجلس إدارة المناطق الحرة والتنموية خلف الهميسات أن نظام تلفريك عجلون آمن 100% بإقرار شركة متخصصة.
- 206 آلاف مشارك في "أردننا جنة" -
وبلغ عدد المشاركين في برنامج "أردننا جنة"، المدعوم من وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة منذ بداية العام وحتى منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر، قرابة 206 آلاف مشارك، وفق مساعد المدير العام لهيئة تنشيط السياحة ومدير البرنامج يزن الخضير.
وقال الخضير، في تصريح سابق، إن البرنامج حقق الأهداف كافة التي وضعت له خلال العامين الماضيين، والمُتمثلة بالحفاظ على استدامة عمل القطاع السياحي خلال جائحة كورونا، والمحافظة على العمالة المحلية، وتوفير رحلات سياحية داخلية للمواطنين بأسعار تشجيعية، لافتا النظر إلى أن إقبال المواطنين كان كثيفاً على رحلات البرنامج، وتجاوزت هذه الأعداد، الأرقام المستهدفة في خطة عمل البرنامج.
وبحسب بيانات اطلعت عليها "المملكة"، فإن برنامج "أردننا جنة" سجل 83 ألف سائح فقط في عام 2019، فيما وصل في عام دخول جائحة كورونا (2020) إلى 200 ألف سائح لأن البرنامج مدعوم، إضافة إلى أنه "لم يكن السفر للخارج متاحا".
وبحسب الموقع الإلكتروني للبرنامج، فإنه ضم بنسخته لعام 2022 وجهات عدة منها العاصمة عمّان وعجلون والمثلث الذهبي والبحر الميت وإربد والزرقاء والبلقاء وجرش ومأدبا وغيرها.
- الأردن وجهة عالمية للسياحة -
أدرجت شبكة أخبار (CNN)، الأردن على قائمتها لأفضل الوجهات السياحية في العالم لعام 2022، وبحسب تصنيف "وجهات الأحلام" السنوي الذي تصدره الشبكة، كانت المملكة البلد العربي الوحيد على القائمة، الذي ضمّ بعضا من أهم المناطق الطبيعية، والمعالم السياحية في العالم.
وفي إشارتها إلى الأردن، ذكرت القائمة أيضا؛ مدينة البترا الوردية، ووادي رم الذي يتمتع بمناظر طبيعية مَهيبة، والبحر الميت، وآثار جرش وأم قيس.
وكانت منظمة السياحة العالمية، أعلنت العام الحالي عن اختيار قرية أم قيس ضمن أفضل القرى السياحية في العالم، وذلك بعد تحقيقها للشروط والمتطلبات كافة المطلوبة من المنظمة.
ووصل إجمالي عدد زوار البترا خلال الأحد عشر شهرا الماضية إلى 820917 زائرا، وفق إحصائية صادرة عن سلطة إقليم البترا التنموي السياحي.
مفوض السياحة في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نضال المجالي قال في تصريح سابق إن في وادي رم 217 مخيما بقرابة 3580 خيمة في رم، استقبلت ما يزيد على 300 ألف شخص للمبيت خلال الأحد عشر شهرا الأولى من 2022.
وزار المغطس خلال الشهور التسعة الأولى من 2022، قرابة 81 ألف زائر، وجرش 199 ألف زائر، والبحر الميت 31 ألف ومركز زوار مأدبا 113 ألفا وجبل نيبو 275 ألفا وأم قيس 44 ألف زائر.
- تعزيز الطيران العارض -
أعلن المدير العام لهيئة تنشيط السياحة عبد الرزاق عربيات في كانون الأول/ ديسمبر 2022، عن تشغيل رابع شركات الطيران منخفض التكاليف للأردن، وهي شركة إسبانية تدعى "بولينغ"، قائلا إن وجهة رحلاتها ستكون من برشلونة إلى عمّان، وستكون العام المقبل وجهتها إلى العقبة.
وأبرمت هيئة تنشيط السياحة، في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، اتفاقية دعم للطيران العارض إلى الأردن مع شركة (Top of Travel) الفرنسية، بهدف زيادة أعداد السياح الفرنسيين للمملكة.
وفي الشهر ذاته أعلن عن إبرام اتفاقية طيران جديدة بين المملكة وشركة الطيران العالمية منخفضة التكاليف ويز أير" wizzair"، جرى خلالها تدشين 8 خطوط طيران جديدة للمملكة.
وتعمل وزارة السياحة والآثار على تطوير جهودها حاليا ضمن رؤية التحديث الاقتصادي 2033، والاستراتيجية الوطنية للسياحة في الأردن 2021-2025، والبرنامج التنفيذي التأشيري للحكومة 2021-2024، وبرنامج أولويات عمل الحكومة الاقتصادي 2021-2023، ومشاريع البنك الدولي.
- زوّار من جنسيات عدة -
ويأتي للأردن زوّار من مختلف الجنسيات حيث بلغ عدد السياح القادمين من أوروبا إلى الأردن خلال الشهور الثمانية الأولى من 2022، 440 ألفا بحسب المدير العام لهيئة تنشيط السياحة، عبدالرزاق عربيات في تصريح سابق لـ"المملكة".
وبحسب جدول عدد سياح المبيت وزوار اليوم الواحد حسب الجنسية خلال الشهور التسعة الماضية من العام 2022، بلغ عدد السياح العرب تلك الفترة 1.853 مليون سائح موزعين على عدة دول منها الإمارات والبحرين السعودية قطر مصر الجزائر تونس فلسطين وغيرها.
وبحسب الجداول، بلغ عدد الزوار من دول آسيا 126 ألف زائر.
- تعاف بعد كورونا -
وأصبح الأردن كالعديد من الدول التي عانت قطاعاته الاقتصادية بشكل عام والقطاع السياحي بشكل خاص من تداعيات هذه الجائحة العالمية.
وتوقف خلال الجائحة كل مكون من مكونات سلسلة القيمة السياحية لمقدمي الخدمات السياحية، من (فنادق ومطاعم ووسائل نقل وأدلاء سياحيين ومكاتب للسياحة وشركات للطيران ...إلخ)، بشكل مفاجئ عن العمل، وأصبحت مؤسسات القطاع السياحي مهددة بالإغلاق وتسريح للعاملين فيها.
ولأجل ذلك، اتخذت الحكومة ووزارة السياحة والآثار عدة إجراءات لمواجهة الجائحة ووضعت مراحل للتعامل معها ومنها الاستجابة، التعافي إعادة التشغيل والإصلاحات.
وفيما يتعلق بمرحلة الاستجابة، صممت هذه المرحلة لحماية صحة الأردنيين والسياح وقطاع السياحة والعاملين به، حيث جرى اتخاذ عدة إجراءات اشتملت على إغلاق الحدود وحظر التجول وإغلاق المواقع السياحية والمنشآت السياحية وتطوير بروتوكولات الصحة والسلامة وتدريب فرق التفتيش.
أما في مرحلة التعافي التي هدفت إلى الحد من الأضرار التي لحقت بالقطاعات الاقتصادية بما في ذلك قطاع السياحة، جرى العمل عليها من خلال التركيز على تقديم السيولة المالية وحماية العمالة، واتخذت الحكومة الأردنية ممثلة بالبنك المركزي الأردني، مؤسسة الضمان الاجتماعي، وزارة السياحة والآثار، هيئة تنشيط السياحة، العديد من الإجراءات المالية لدعم القطاع السياحي مثل تخفيض أسعار الفائدة على القروض وتخفيض ضريبة المبيعات وبدل الخدمة، إضافة إلى ضخ السيولة في الاقتصاد وتوفير القروض الميسرة والإعفاءات من الرسوم.
وفيما يخص مرحلة إعادة التشغيل التي تهدف إلى العودة قدر الإمكان لمستويات ما قبل الجائحة والتعامل مع تداعياتها، أطلقت وزارة السياحة والآثار العديد من مجالات السياحية المتخصصة مثل السياحة العلاجية وسياحة الأفلام، إضافة إلى تعزيز وتشجيع السياحة الداخلية التي أثبتت نجاحها في ظل غياب السياح الأجانب.
وتضمنت هذه المرحلة إعادة الفتح التدريجي للأنشطة السياحية، وإعادة فتح المطارات وإلغاء الحجر للسياح القادمين من الخارج، إضافة إلى إطلاق حساب المخاطر السياحية لقطاع السياحة، لحمايته من آثار الجائحة والتحوط باتجاه المخاطر التي من الممكن أن يتعرض لها القطاع مستقبلاً.
وتهدف الاستراتيجية الوطنية للسياحة في الأردن إلى رفع عدد السياح لمستويات عام 2019 والذي يعد "الأفضل سياحيا"، وسيكون ذلك بحلول عام 2025، ويتوقع أن يصل عدد الزوار إلى 5.5 ملايين زائر.