جفرا نيوز -
جفرا نيوز - هل خطر لك يوما عزيزي القارئ أنه سيأتي يوم تشتري فيه قطعة أرض في الفضاء؟ أتوقع الإجابة كالتالي "في الحقيقة إنني أفكر في الوقت الراهن بتملك أصول ثابتة في كوكب الأرض، ثم سيكون الفضاء هدفي التالي".
يحتدم النقاش في يومنا هذا بين وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" (NASA) وإدارة الفضاء الوطنية الصينية ووكالة الفضاء الفدرالية الروسية "روسكوزموس" عن خطط لاستعمار القمر.
ناسا وقواعد استكشافية على سطح القمر
أوضحت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في موقعها الرسمي أن برنامج "أرتميس" (Artemis) يستهدف إرسال أول امرأة وأول شخص ملون إلى سطح القمر باستخدام تقنيات مبتكرة، لاستكشاف المزيد عن سطحه أكثر من أي وقت مضى.
وذكرت الوكالة أنها ستتعاون مع شركاء تجاريين ودوليين لتأسيس أول وجود طويل الأمد على سطح القمر، ثم ستسخر الدروس المستفادة من تجربتها في استكشاف القمر لإرسال رواد الفضاء الأوائل إلى المريخ.
وأكدت أن عودتها إلى القمر تهدف لتحقيق المزيد من الاكتشافات العلمية والفوائد الاقتصادية والإلهام لجيل جديد من المستكشفين ألا وهو "جيل أرتميس"، وأنها ستحافظ على الريادة الأميركية في الاستكشاف، إلى جانب بناء تحالف عالمي يستكشف الفضاء السحيق لصالح الجميع.
وذكرت "ناسا" أنها تعتزم بناء معسكر كقاعدة لأرتميس على السطح والبوابة في مدار حول القمر، وذلك لتأمين الوسط الملائم للروبوتات ورواد الفضاء، لاكتشاف المزيد وإجراء المزيد من العلوم أكثر من أي وقت مضى.
مركبة تشانغ إي 3 الصينية على سطح القمر
إدارة الفضاء الوطنية الصينية أعلنت في سبتمبر/أيلول الماضي أن مهام برنامج "تشانغ إي" تتقدم بشكل جيد (إدارة الفضاء الصينية)
برنامج "تشانغ إي" الصيني
في المقابل، ووفق تقرير نشر على موقع "سبيس دوت كوم" (Space.com) بتاريخ 13 سبتمبر/أيلول الماضي، فقد وافقت الحكومة الصينية رسميا على 3 بعثات روبوتية إلى القمر ستضع الأساس لقاعدة قمرية دائمة.
وذكر التقرير أن إدارة الفضاء الوطنية الصينية "سي إن إس إيه" (CNSA) قد أعلنت في العاشر من سبتمبر/أيلول الماضي أن مهام برنامج "تشانغ إي" (Chang’e) تتقدم بشكل جيد بالتزامن مع اكتمال المركبة الفضائية التالية "تشانغ إي 6" (Chang’e 6).
وقد حققت الصين عددا من القفزات في استكشاف القمر منذ أن بدأت برنامجها الروبوتي للقمر عام 2004، وفي بعثات متتالية أطلقت بنجاح زوجا من المركبات المدارية كخطوة أولى أتبعتها بإرسال مركبة هبوط ومركبة جوالة، كما نجحت بإجراء عملية الهبوط الوحيدة على سطح القمر على الجانب البعيد حتى الآن.
هل يمكن للدول أو الشركات التملك على القمر؟
ووفق تقرير نشر على موقع "دويتشه فيله" (Deutsche Welle)، يرى رئيس قسم القانون الدولي العام في وكالة الفضاء الأوروبية ألكسندر سوتشيك أنه لا يمكن للشركات أو الدول امتلاك القمر.
وقال "يمكن لأي دولة أن ترفع علما على القمر، ولكن ليس لهذا أي معنى أو نتيجة قانونية، وهذا مذكور في معاهدة الفضاء الخارجي، حيث نصت على أنه لا يمكن لدولة أن تدعي السيادة على القمر أو أن تجعله أرضا خاصة بها".
وأوضح أن هذا القانون يمتد ليشمل الشركات الخاصة مثل شركة "سبيس إكس" (SpaceX) التي أنشأها إيلون ماسك، وقال "نحن نتحدث عن القانون الدولي هنا، الدول ملزمة بتطبيق القانون على مواطنيها والشركات الخاصة في أراضيها".
وماذا عن الأفراد، هل يمكنهم تملك أجزاء صغيرة من القمر؟
أوضح رئيس المعهد الدولي لقانون الفضاء كاي أوفي شروغل أن معاهدة الفضاء الخارجي تنص بوضوح على أنه لا يمكن لأي شخص امتلاك مواد مأخوذة من القمر أيضا.
وأضاف "لا توجد ثغرات، هناك فقط تفسيرات خاطئة عن عمد لمعاهدة الفضاء الخارجي، الدول المسؤولة عن الجهات الفاعلة الخاصة عليها فقط أن تقول: لا، لا يمكنك امتلاك هذه الموارد، وفي حال فعلت ذلك فإنك تنتهك القانون الدولي".
وغالبا ما ينظر المراقبون إلى استكشاف الفضاء على أنه منارة للأمل في السلام العالمي، حيث تعمل المعاهدات على ترسيخ التعاون وتحويله إلى اتفاقيات ملزمة، وهكذا يعمل رواد الفضاء الروس جنبا إلى جنب مع رواد الفضاء من الغرب في محطة الفضاء الدولية على الرغم من التوترات بشأن الحرب في أوكرانيا.
ما هي مدة التعاون في الفضاء؟
على الرغم من أن المعاهدات ساعدت في إنشاء إجماع دولي أساسي فإن بعض الخلافات حول استكشاف الفضاء تبدو حتمية.
وفي وقت سابق من العام الجاري، قال رئيس وكالة الفضاء الأميركية بيل نيلسون في مقابلة إن الصين يمكن أن تهبط يوما ما على القمر وتعلن أن القمر الصناعي أرض لها.
بدورها، رفضت بكين هذه المزاعم بشدة، وأكدت من جديد التزامها بالسلام ونزع السلاح في الفضاء.