النسخة الكاملة

ليث شبيلات في ذمة الله

الخميس-2022-12-18 05:23 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - توفي اليوم الأحد، الناشط السياسي والاجتماعي المعروف ليث فرحان شبيلات عن عمر يناهز الـ 80 عاما.

وانخرط الراحل شبيلات في المعترك السياسي نقابيا ونائبا، حتى اعتزل العمل السياسي في تسعينات القرن الماضي.
 
وولد شبيلات في عمان يوم 28/10/1942 لفرحان الشبيلات ابن الطفيلة وخريج الجامعة الأمريكية في بيروت ولفريدة القطب خريجة كلية بيروت للبنات BCW وهو ثالث ستة من الولد أكبرهم طروب خريجة الجامعة الأمريكية في بيروت ثم جراح الترميم والتجميل المعروف الدكتور غيث الشبيلات خريج جامعة لندن، ثم ليث خريج الكلية العامة في بيروت 1959 وبعدها كلية الهندسة في الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1964 وماجستير هندسة إنشاءات من جامعة جورج واشنطن عام 1968، يتبعه لمى ثم التوأم طلال وزين، ويعمل طلال قائماً بأعمال مندوب الجامعة العربية في ألمانيا وزين متزوجة من تونسي وتسكن هناك. بدأ دراسته الابتدائية في الكلية الأهلية في بيروت حيث كان والده سفيراً للأردن في عهد الشيخ بشارة الخوري ورياض الصلح ثم انتقل إلى الكلية الإسلامية في عمان لسنة واحدة وكلية Terra Sancta حتى عم 1956 إذ عاد بعدها إلى بيروت ملتحقاً بالكلية العامة ثم الجامعة الأمريكية فيها. كان من الأوائل في الدراسة رغم أنه كان شديد الحركة والنشاط في الحياة الاجتماعية والرياضية، وقد شارك واخرج ومثّل في أكثر من مسرحية توجت بإدارته وإخراجه وتوليه الدور الرئيسي في المسرحية السنوية لمجلس طلبة كلية الهندسة بعنوان The Shooting of Cleopatra عام 1964 في نفس الوقت الذي كان يقود فيه فريق الكلية لكرة القدم ويشارك في مباريات كرة السلة والركض والتجديف. عمل في تونس أول ما تخرج حيث كان والده سفيراً وانتقل معه إلى واشنطن عندما نقل سفيراً إليها عام 1965، لم تعجبه الحياة في أمريكا ووجد وظيفة في شركة استشارية أمريكية تعمل في روما حيث أمضى سنة ونصف من حياته المنطلقة وقتئذ. في روما بدأت مراجعته لنفسه حول نمط الحياة الذي كان ينتهجه إذ كان يمتلك كل ما يشتهيه الشاب من حياة مهنية ناجحة وحياة اجتماعية نشطة في إحدى أجمل عواصم أوروبا واشدها دفئاً فكان يحدث نفسه: إن الناس يحبونك ويحترمونك فهل أنت محترم فعلاً أم انك غير جدير بالاحترام؟ هب أن اللهو حلال فهل يجوز لك أن تلهو وتلعب وبلادك متخلفة معتدى عليها تحتاج إلى جدية وجهد كل مخلص فيها؟ هل هذا من الشهامة في شيء؟ ثم إنك تجيب الإيطاليين بحماس وبلغتك الإيطالية المكسرة مدافعاً عن الإسلام عندما ينتقدونه بإجابات منطقية مقنعة، فإن كانت إجاباتك مقنعة فلماذا لا تلتزم بها؟ أليس هذا نفاقا" أن تحسن الدفاع عن مبدأ ثم تخالفه في مسلكك؟ (فكان "الحق على الطليان" في توجهه نحو الدين!!!) لم يكن حوله أي شخص متدين ولم يستمع إلى أي وعظ من أي إنسان لكن معاناة البحث عن الحقيقة ازدادت في داخله وهو يعلم أن القرار سيكون أصعب قرار يتخذه في حياته وأن جميع أصدقائه وما أكثرهم في بيروت وتونس وروما وعمان سيبتعدون عنه وسيترك نجومية اجتماعية إلى حياة جديدة لم يلتق بصديق واحد فيها بعد؟إنها رحلة من الأضواء الدنيوية البرّانية التي تغطي ظلمانية جوّانية إلى حياة بعيدة عن الأضواء البرّانية مفعمة بالأنوار الجوّانية أهم ما فيها أن يحترم المرء نفسه قبل أن يحترمه الناس فيملك توازنه رغم أن الناس كانوا يقولون بجنون ابن الشبيلات إذ لم يكن التدين موضة في الستينات كما أصبح في منتصف السبعينات. وهكذا كان. بدأت رحلة التدين والتصوف وجلسات مجاهدة النفس لتطويعها كي تلتزم كسر الرغبة في الشهوات داخل القلب وليس فقط الابتعاد عنها بالجسم. وغاب ليث عن المجتمع وعن مخالطة من هم ليسوا على طريقته خمسة عشر عاماً قرر بعدها انه لا خير في تربيةٍ لا تُستثمر في خدمة المجتمع ولم يكن يفكر في السياسة بل في النشاط الاجتماعي الثقافي الذي يبرز الإسلام كأداة نفع عام للمجتمع الإنساني بجميع شرائحه
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير