النسخة الكاملة

الحصاد التقني.. تقدم غير مسبوق في محاربة السرطان خلال 2022

الخميس-2022-12-18 10:23 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - أحرزت البشرية خلال العام 2022 تقدما غير مسبوق في التصدي لمرض السرطان بمختلف أنواعه، في ظل تكثيف المساعي البحثية حول العالم.

وساهمت الثورة التقنية التي من أبرز معالمها استحداث خوارزميات الذكاء الاصطناعي والروبوتات النانوية المرنة في ابتكار العديد من الحلول الناجعة في محاربة السرطان.

ونستعرض في التقرير التالي جانباً من التقدم العلمي الذي شهده العام 2022 في هذا المجال:

استخدام الليزر

في هذا الإطار، أعلن باحثون منتصف مارس/آذار 2022، عن طريقة جديدة، تعتمد على استخدام الليزر بما يعرف بالعلاج الصوري للخلايا السرطانية.

وتعتمد فاعلية العلاج بالليزر على عمق الاختراق في النسيج، اعتمادا على شكل شعاع الليزر ونصف قطره وطول موجته وكثافته.

أما الطريقة الجديدة التي اقترحها الباحثون، فتدمج الطرق السابقة مع المواد البيولوجية من مقياس النانو، ما يجعل من العلاج أكثر دقة وفاعلية.

تشخيص مبكر

وفي الشهر ذاته، طور باحثون تقنية حديثة يمكنها تشخيص وكشف سرطان البنكرياس في مراحل مبكرة من المرض بنسبة تصل إلى 95%.

ونشر الباحثون دراستهم في مجلة "نيتشر" العلمية، بعد إجراء تجارب سريرية امتدت لحوالي 12 عاما في مركز مورز للسرطان في جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة، واختبار تقنية "الرحلان الكهربائي عالي التوصيل" على 139 مريضا في المرحلتين الأولى والثانية من الإصابة.

وتقوم التقنية على فحص الحويصلات خارج الخلية، التي تحوي بروتينات الورم، وتحلل علامات البروتين للتنبؤ باحتمال الإصابة بالورم.

تصوير ثلاثي الأبعاد

وطور فريق من المهندسين من جامعة "كولومبيا" الأمريكية للهندسة، مطلع العام 2022، تقنية قد تستبدل طريقة أخذ الخزعات من أجل دراسة الأنسجة مجهريا، بالتصوير الفوري ثلاثي الأبعاد في الجسم.

ونشر الفريق دراسته في مجلة "نيتشر بيوميديكال إنجينيرنغ" العلمية، وتشكل التقنية المسماة "ميدي سكيب" مجهرًا ثلاثي الأبعاد فائق السرعة قادرًا على التقاط صور الأنسجة، ما يسمح للجراحين بالحركة بين الأنسجة السرطانية دون الحاجة لإزالة أنسجة، وانتظار نتائج تحليلها، وبشكل خاص في حالات الأنسجة المهمة؛ مثل: الدماغ، والعصب الشوكي، والأعصاب، والعيون ومناطق الوجه.


طور الباحثون استراتيجية يستخدم فيها الضوء المرئي، كمصدر طاقة غير مكلف لعلاج السرطان بالضوء
العلاج بطاقة الضوء

وفي مايو/أيار 2022، نجح باحثون من جامعة "مونستر" الألمانية، في تصنيع حلقات جزيئية صغيرة وجديدة ذات أهمية طبية، رغم صعوبة إنتاجها بسبب حساسيتها العالية.

وأشار الباحثون، في دراستهم المنشورة بمجلة نيتشر كاتالايسز العلمية، إلى أن تركيب أنظمة الحلقة الصغيرة بما يعرف بالمركبات العطرية ليس بالأمر اليسير، بسبب الحاجة لكمية كبيرة من الطاقة، إضافة إلى شرط إطلاق الطاقة بشكل انتقائي لمواد المصدر، ولكن ليس للمنتجات الحساسة للحرارة.

وطور الباحثون استراتيجية يستخدم فيها الضوء المرئي، كمصدر طاقة غير مكلف في تنشيط محفز ضوئي يدفع عملية التفاعل.

ويمتص المحفز الضوئي الضوء وينقل طاقته إلى المواد المصدرة، ما يؤدي إلى حدوث التوليف بكفاءة عالية وخفة، دون تفاعلات جانبية غير مرغوب فيها.

منع الخلايا السرطانية من الانتشار

وصنع باحثون من جامعة "سذرن كاليفورنيا" الأمريكية، منتصف العام 2022، جهازا يضغط الخلايا السرطانية باستخدام الأمواج الصوتية، مختبرا فرضية أن الخلايا السرطانية أكثر مرونة من الخلايا الطبيعية.

ويستخدم الجهاز الأمواج الصوتية عالية التردد غير القابلة للسمع من الأذن البشرية، لتطبيق ضغط على الخلايا السرطانية، وهو مثال على زيادة استخدام الصوت في التطبيقات التقنية.

وعمل الباحثون على تحريك حاويات دوائية داخل الجسم نحو أماكن وجود السرطان من خلال تشكيل جيوب صوتية تعمل على فرق الضغط لتحريك الحاويات.

لقاح لسرطان الثدي

وأحرز باحثون من مؤسسة "مالاغان" للبحث الطبي في نيوزيلندا، في يوليو/تموز 2022، تقدما لتطوير لقاح فريد من نوعه يستهدف سرطان الثدي ويؤخر نمو الورم ويمنع انتشار السرطان.

وتظهر الدراسة المنشورة في مجلة "كلينيكال آند ترانزيشنال إميونولوجي" العلمية، حلا مستقبلا واعدا لتطوير لقاح علاجي فعال ضد سرطان الثدي عالي الخطورة.


مادة مضادة للسرطان

وفي الشهر ذاته، توصل علماء إلى اكتشاف أثر مضاد للسرطان في فيتامين D3 إذ إن المستويات المنخفضة منه والمترافقة مع زيادة إنتاج أحد الإنزيمات ترتبط بزيادة احتمال الإصابة بالسرطان.

ولذلك درس الباحثون الجزيئات التي تخفض من نشاط إنتاج إنزيم "سي واي بي 24"، والجزيئات التي تشبه نشاط فيتامين دي3، باعتبارها أدوية مضادة للسرطان، ولكنها لم تظهر حتى الآن استجابات علاجية كافية، وترافقت مع آثار جانبية غير مرغوبة.

واكتشف مادو بياني وزملاؤه من جامعة كانازاوا اليابانية، مادة كيميائية مستخرجة من الحمض النووي، تتميز بقدرتها على تخفيض نسبة إنزيم سي واي بي 24، وأظهرت نشاطا مضادا للسرطان.

جزيء نانوي يقتل الخلايا المريضة

وطور باحثون من جامعة "كانازاوا" اليابانية، في أغسطس/آب 2022، جزيئا نانويا يصدر الحرارة ويستطيع قياسها تمهيدا لتسخين الخلايا السرطانية والقضاء عليها.

تقنية لتحديد العلاج المناسب لكل مريض

وفي الشهر ذاته، طور باحثون من جامعة "ساوث أستراليا" برنامجا حاسوبيا يحدد طريقة العلاج الخاصة بحالة كل مريض مصاب بالسرطان.

القضاء على الخلايا السرطانية في 4 ساعات

وتوصل باحثون من معهد "ماكس بلانك" لأبحاث المواد البوليميرية في ألمانيا، في سبتمبر/أيلول 2022، لدواء ينتقل خلال الجسم وينشط داخل الخلايا السرطانية، ليحفز تفاعلا كيميائيا يؤدي إلى ارتباط جزيئات الدواء ببعضها وتشكيل شعيرات كيميائية.

وقال قائد الفريق البحثي، ديفيد إن جي: "نريد أن نمنع تكيف الخلايا السرطانية، من خلال تغيير بنية الخلية وقدرتها على أداء العمليات الحيوية واستهلاك الأوكسجين، ما يعيق إنتاج الخلايا السرطانية للطاقة الكيميائية اللازمة لنموها".

واختبر الباحثون قدرة الشعيرات الدوائية على منع استهلاك الأوكسجين في مختلف أنواع الخلايا السرطانية، ونجحت الشعيرات في منع تحويله إلى طاقة.

واستطاعت الشعيرات منع انتشار السرطان في الأنواع الصعبة العلاج والمعروفة بانتشارها الواسع في أنسجة الجسم.

واستغرقت الشعيرات حوالي 4 ساعات لتقتل الخلايا السرطانية بالكامل، وهو وقت سريع جدا مقارنة بباقي أنواع العلاج.

طباعة أورام سرطانية لابتكار علاجات

وطور باحثون من جامعة "بريستول" البريطانية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، تقنية طباعة حيوية ثلاثية الأبعاد للأورام السرطانية، من خلال أخذ خلايا من مرضى السرطان، وطباعة نسخة من نسيجهم السرطاني مطابقة لتركيبها الخلوي المعقد، بهدف تطوير علاجات تستهدفها بشكل محدد.


إنتاج مخ العظام لعلاج السرطان

وأنتج باحثون من جامعة "أكسفورد" البريطانية، في الشهر ذاته، مادة "مخ العظام" للمرة الأولى في المختبر بالتعاون مع جامعة "بيرمينغهام".

وتشبه المادة المصنوعة "مخ العظام" عند البشر بشكل كبير، وتسمح التقنية باختبار أدوية عديدة مضادة للسرطان في الوقت نفسه، فضلا عن اختبار علاجات مخصصة لكل مريض من مرضى السرطان.

الذكاء الاصطناعي للكشف عن سرطان الكبد

وطور باحثون من جامعة "جونز هوبكينز" الأمريكية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أداة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لفحص الدم ورصد الإصابة بسرطان الكبد.

ونجحت التقنية الجديدة في تشخيص معظم الأفراد الخاضعين لاختبار يحدد إصابتهم بسرطان الكبد اعتمادا على عينات من البلازما الدموية، بنسبة 80% من 724 شخصا.

وعلى الرغم من صعوبة علاج مرض السرطان، وحاجة المريض إلى عناية كبيرة، وتكاليف مالية كبيرة، فإن الأبحاث المكثفة يمكن أن تمثل علامة فارقة في تاريخ علاجه.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير