جفرا نيوز - توافد آلاف المشجعين المغربيين إلى سوق واقف، أقدم الأسواق الشعبية في الدوحة، للاحتفال ببلوغ منتخبهم الدور الثاني لبطولة كأس العالم، وهو الفريق العربي الوحيد الذي يحقق هذا الإنجاز في المونديال الحالي.
وتجمع الأنصار حول مجسم إبهام ذهبي عملاق بات محطا لاحتفالات أنصار الفرق الفائزة خلال البطولة.
وشهدت ساحات السوق احتفالات صاخبة للسعوديين بعد فوزهم التاريخي والمدوي على الأرجنتين، ثم احتفالات مشجعي الأرجنتين نفسها بعد الفوز على المكسيك، وكذلك احتفال الإيرانيين بعد الفوز على ويلز، بالإضافة لاحتفال خجول للتوانسة بعد فوز شرفي على فرنسا.
ويتقاطر المشجعون المتحمسون من الأزقة الضيقة المخصصة للمارة حول المجسم الذي صممه النحات الفرنسي سيزار بالداتشيني، وهم يهتفون ويلوحون بأعلام بلادهم وسط قرع الطبول الصاخبة.
وقال يوسف بن يونس لوكالة فرانس برس "شاهدت المغرب تصل للدور الثاني في 1986 والآن فعلوها مجددا"، فيما كان يرقص فرحا حول الإبهام الذهبي ملوحا بعلم بلاده الأحمر.
وفازت المغرب على كندا 2-1 لتتصدر مجموعتها وتصل للدور الثاني للمرة الأولى منذ 1986 حين تصدرت حينها مجموعة ضمت إنجلترا وبولندا والبرتغال.
ومع خروج قطر والسعودية وتونس، بات النجاح المغربي مدعاة للفخر والاحتفال العربي.
ورفرفت أعلام فلسطين ومصر والعراق والسعودية ولبنان خلال الاحتفالات التي انطلقت بعيد صافرة النهاية وتواصلت مع توافد مزيد من المشجعين العائدين من ملعب المباراة.
وتستضيف قطر أول كأس عالم في دولة عربية وشرق أوسطية.
وهتف المشجعون وكثير منهم يرتدي قمصان المغرب الحمراء "افرحي يا مغرب" و"مبروك علينا ها البداية"، تحت أنظار عناصر الشرطة.
"كأنني في بلدي"
ورغم تخصيص السلطات مناطق مشجعين فسيحة تضم شاشات عملاقة، ظل السوق الشعبي ذو المباني القديمة والقصيرة والمطاعم والمقاهي ومحال بيع البخور والسجاد والذهب مركزا لاحتفالات الجميع يتوافد عليه المشجعون من ارجاء المدينة.
وبمجرد انتهاء المباريات في الملاعب وبعضها على بعد 25 كلم، يزحف المشجعون المنتصرون على سوق واقف لإشعال احتفالات يستمر بعضها إلى ما بعد منتصف الليل.
وقال عبد الواحد اللهري وهو مغربي يعيش في الدوحة إنّ الاحتفالات الصاخبة في السوق "تشعرني كأنني في بلدي".
وقالت المغربية مريم (23 عاما) إنّ طبيعة المكان تجعل الهتافات "تدوي بصوت أعلى"، قبل أن تطلق زغروطة طويلة أمام كاميرات التلفزيون.
وحين طغى المشجعون الأرجنتينيون على الساحة حول المجسم البالغ ارتفاعه 3,5 مترا، تسلقوا جدران مباني السوق وغطوها بأعلام تظهر اللاعب الأيقوني الراحل دييغو مارادونا.
وقال الإيراني فرهاد، وهو يحمل مع آخرين علما ضخما لبلاده "في مدينة صغيرة مثل الدوحة، عليك أن تجد مكانا مناسبا للتجمعات والاحتفالات".
وأضاف الرجل الذي جاء من ألمانيا رفقة زوجته "يجب أن يكون مكانا مليئا بالحياة ولا يوجد مكان أفضل من هذا السوق".
والسوق مقصد رئيسي لجميع المشجعين الراغبين في التسوق، إذ يمكن شراء هدايا تذكارية لكأس العالم والأعلام الوطنية للدول المشاركة الـ 32 مقابل دولارين.
وقال شادي الذي يدير مطعما لبنانيا قرب المنحوت "احتفالات المشجعين تزيد مبيعاتنا بالتأكيد".
وأضاف وهو يبتسم "يأتي الناس للاحتفال ثم يشعرون بالتعب فيضطرون إلى تناول الطعام".
وأوضح جنة شاه الذي يعمل في حياكة العباءات العربية في السوق أنّ الصخب "يزعج" زبائنه.
وقال "هذه ليلة حافلة بالنسبة لنا وأعتقد أن المشجعين ثنوا بعض الناس" عن المجيء للسوق.
لكنّه أكّد أنّه يفهم طبيعة هذه الاحتفالات.
وتابع "هذه هي كأس العالم والناس بحاجة إلى مكان يذهبون إليه (للاحتفال). سنتعايش معه والدوحة ستستفيد".
أ ف ب