جفرا نيوز -
أثار يونس مخيون، الرئيس السابق حزب النور المصري السلفي، ورئيس مجلس شيوخه الحالي، الجدل بفتوى عن كأس العالم.
وقال مخيون، في فيديو نشره عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، إن لعب كرة القدم إهدار للوقت والعمر والسنين، وقلب للموازين وخلط للمفاهيم، وصرف للناس عن ما ينفعهم في الدنيا والآخرة.
وأضاف مخيون، أن الوقت هو رأس مال المسلم، والأوقات والساعات الضائعة سيحاسب عليها المسلم، وتساءل: "ما هي الفائدة التي تعود على المشاهد أو المتابع؟ وليس معنى حديثنا عدم ممارسة الرياضة، ولكن نحن نحث الأشخاص على ممارسة الرياضة، ونحن أمة لها غاية ولها هدف، فممارسة الرياضة لا بد أن يكن لهدف ولغاية".
واعتبر مخيون أن كرة القدم تقلب الموازين، وقال: "واحد وضعه الحقيقي أن يوضع أسفل سافلين لكفره أو فسقه وانحرافه، وأنت بدورك وبمشاهدتك تقوم بجعله علم ومشهور".
وتابع: "أنت ترفع قدره وتجعله نجما وعلما ومشهورا وهذه مشكلة كبيرة.. وأيضا الاقتداء بشخص عدو للدين مثل ميسي وهو موال لليهود، ومثل رونالدو الذي أنجب بدون زواج... هؤلاء لا يجب أن يكونوا قدوة".
انتقادات مخيون لنجوم كرة القدم، يقابلها موقف عملي مضاد لها تماما، قام به الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حيث أشاد خلال اتصال هاتفي مع نجم الكرة المصري محمد صلاح، لاعب نادي ليفربول الإنجليزي، في يونيو/ حزيران 2019، بأخلاق نجم منتخب مصر.
وأعرب صلاح خلال الاتصال، بحسب بيان أصدره الأزهر حينها، عن تقديره لفضيلة الإمام الأكبر وسعادته الغامرة بالحديث لفضيلته.
من جانبه، رحب الإمام الأكبر باتصال صلاح واصفًا إياه بالابن الخلوق، والقدوة المتميزة للشباب، موصيًا إياه بعدة وصايا جاء نصها: "أنصحك بالتمسك بالتواضع دائمًا، فهو سبيلك إلى الارتقاء أكثر وأكثر، وأن تُداوم على إسداء الخير وحب الفقراء ومساعدة الضعفاء"، مشيدًا بأخلاقه وتمثيله المشرف للمسلم الذي يعيش بالمجتمعات الغربية، داعيًا له بالتوفيق والحفظ والسداد.
وفي نهاية الاتصال، وعد صلاح فضيلة الإمام الأكبر بالبقاء على العهد والتمسك بوصاياه، وأنه سوف يجتهد دائمًا ليكون عند حسن ظن فضيلته ومحبيه وداعميه وأهله ووطنه.
ولم يقتصر موقف الأزهر على اتصال الإمام الأكبر ومحمد صلاح، ففي أكتوبر/ تشرين الأول 2017، أصدر الأزهر الشريف بيانا أكد فيه أنه يشارك أبناء الشعب المصري فرحتهم بصعود المنتخب الوطني لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم ٢٠١٨.
وأوضح البيان أن "تلك المنافسات رغم دلالاتها الرمزية، إلا أنها باتت تشكل لحظات مهمة لبعث روح التكاتف والاصطفاف الوطني ونشر الأمل والفرحة في نفوس الشعب المصري، وهو ما يتوجب استثماره والبناء عليه، من أجل رفع راية مصر عالية خفاقة في كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة".
الإفتاء المصرية ترد
بدورها ردت دار الإفتاء المصرية على تصريحات يونس مخيون وأكدت أن مشاهدة مباريات المونديال مباحة ومشروعة.
وجاء الرد على لسان الدكتور خالد عمران أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الذي أوضح أن مشاهدة مباريات كرة القدم شيء معتبر في الإسلام؛ فالنبي مارس الرياضة مع أصحابه وزوجته السيدة عائشة، مؤكدًا أن كرة القدم شأن رياضي يقوي الجسد والعقل.
وأوضح عمران أن كرة القدم ليست حرامًا وإنما مفيدة وتسهم في التعرف على الثقافات الأخرى، مؤكدا أنه لا يملك أحد الحكم على أحد من خلق الله بأنهم أسفل السافلين مثلما وصف مخيون اللاعبين.
وأكد أمين الفتوى أن من يريد النجاح في أي مجال من مجالات الحياة عليه النظر إلى قصص الناجحين وهذا لا يؤثر على تدينه.