النسخة الكاملة

النواب بين انفلات الأعصاب والمشاجرات وهم بين "تطنيش مطالبهم" وملاحقة الناس لهم بالزيارات و بـ 500 مكالمة يومياً

الخميس-2022-11-03 09:40 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - عصام مبيضين 

ما هي اسباب انفلات اعصاب بعض النواب وازدياد وقع المشاجرات،والمشاحنات بشكل طردي منذ سنوات مع موجات من "القفشات" والتعليقات الفكاهية ، تحت القبة وفي اجتماعات بعض اللجان الدائمة، لتصبح لاحقا حديث الشارع حيث يتنقل المشهد في العبدلي من التراجيديا الى الكوميديا السوداء، وإطلاق الدعابات الطريفة التي يلتقطها الأردنيون بسخرية وتسلية.

فماهي اسباب المشاجرات والشحن وارتفاع الادرينالين هل هو الضغط الهائل على اعصاب النواب، تحت عنوان مطالبات تعيينات واسطات واعفاءات طبية.. دخول مستشفيات والبحث عن اسرة فارغة، ومطالب خدمية اخرى ام ان هناك امور اخرى تحتاج لتحليل شامل والوقوف عندها طويلاً.

وفي استطراد فان الاهم ان كل ذلك مترافق مع ضغوط القواعد الانتخابية الصاخبة ،بماكينات زن باستمرار ، وملاحقة النواب، بالزيارات المنزلية وبمكاتبهم يوميا، و بالمكالمات الهاتفية ليلا نهار،وتظهر توقعات واحاديث ،ان متوسط ما يتلقي بعض النواب من اتصالات يتجاوز 500 ـ 1000 مكالمة ،خاصة بالمحافظات خارج مناطق العاصمة .

ووفق مراقبة البعض فان أداء المجلس مقبولاً نوعا ما ، باقرار القوانين المهمة والتفاعل مع قضايا الشارع ، وأن كان العمل بنظام الكتل داخل البرلمان ، يتارجح وما زال ضعيفاً، والسبب عدم وصول أحزاب قوية إلى قبة البرلمان بشكل كبير .

ومع ذلك وللاسف فان انفلات اعصاب بعض النواب ظاهرة غربية جدا، وهي مترافقة مع ازدياد وقع المشاجرات والمشاحنات بشكل طردي تحت القبة، من قبل البعض ، منذ سنوات فما هي الصور الانطباعية، عن مجلس العبدلي لدى الناس في ظل زخم برامج الاصلاح ومنظومة التنمية السياسية.

وعلى العموم فان الحقيقة ان كثير من النواب ،وجدوا أن هناك فرقاً بين كلام الشعارات ،في برامجهم الانتخابية قبل سنتين، من حيث ان الوعود التي اطلقوها للمواطنين في القرى والارياف والبوادى في الحملة الانتخابية التي بدات شعاراتها تذهب مع الرياح، والتي تتعلق في مكافحة الفقر والبطالة والفساد، والتأمين الصحي وغيرها ولا تسمح الظروف في إقرار اغلبها ليكشف بعضهم والناس والنواب انفسهم ان هناك فرق بين حديث السرايا الان ...وهموم القرايا

وتظهر الصدمة والترويع" على وجوة بعض النواب ،منذ انتخابهم الى اليوم مع انهمار آلاف المكالمات والاستدعاءات والطلبات من المواطنين في التوظيف والخدمات والمشاريع لمناطقهم.

وبينما كانت اللقاءات بين الحكومة والنواب احيانا ،هي ضمن صفقات انفرادية بالقطاعي مع الكتل والافراد في ظل هجوم النواب على الحكومة، ومع ذلك ظهرت الصدمة والترويع ،على وجوه النواب مع تطاير مطالبهم في كلماتهم في الهواء وهي التي يضيع صداها في منطقة ومحيط العبدلي.

وفي خضم هذه الاجواء لم يدرك بعض "نواب الخدمات" أن اوضاع المالية الخزينة صعبة جدا وهي لاتسمح بتلبية 99 بالمئة وربما اكثر من طموحات نواب الخدمات المتحمسين في التعيين، مع وصول شبح البطالة الى ارقام قياسية، وبلوغ عدد طلبات التوظيف المقدمة لديوان الخدمة المدنية لوحده نحو 430 الف طلب ولهذا بدأ كثير منه النواب بإغلاق هواتفهم، وعدم الاجابة على المكالمات

وبحسب نائب لعدة دورات، ان موضوع الاستمرار في وقف التعيينات في جميع الوزارات والدوائر الحكومية، باستثناء وزارتي التربية والتعليم والصحة فقط، بحيث يقتصر التعيين على المعلمين والاطباء والممرضين والفنيين، وضمن أضيق الحدود ، رتب ضغوط كبيرة علي ممثلي الشعب ، لهذا اصبح معظم النواب يطاردون كل اعلان وظيفة ، سواء بالقطاع العام او الخاص من اجل قواعدهم الانتخابية، التي هي بالمرصاد ضمن فلسفة الظفر بالغنيمة

وأضاف: "لذلك فإن مطالبهم في ايجاد المشاريع الخدمية، وإنشاء مستشفيات وطرق وخدمات ودوائر، لاتلبي في ظل واقع موازنة الحكومة المتقشفة والتي تخلو من مخصصات للمشاريع الإنشائية إلا في نطاق محدود"

وحول نقل هموم المواطنين، والحد من ارتفاع الاسعار في الأردن والغلاء،فان كلامنا بلا صدى ، "لزوم ما لا يلزم"، وان طرح المطالب تحت القبة "كلام في كلام"، وعلى مبدأ "ما على الرسول إلا البلاغ".

وفي الحقائق الدامغة التي قدمت من عدم وجود توظيف لأبناء القرى والبوادي والمخيمات، وعدم وجود مشاريع، وزيادة رواتب للموظفين، واقامة مشاريع، فإن مناقشات النواب في اللجان والاجتماعات الثقة الموازنة لم يعد يعني الناس بهذا الامر؛ لانشغال المواطنين بأمورهم، وأعمالهم الخاصة وهمومهم، لتأمين متطلبات الحياة اليومية لأسرهم، بعيدا عن النواب

وعلى الجانب الآخر فإن السلطات الرسمية تقول ليس في الامكان افضل مما كان وهناك سيف وصفات صندوق النقد الدولى مسلط والازمة الاقتصادية على رقبة الجميع ومع انتهاء موجة المرشحين السياسيين وجد النواب انهم لا يملكون إلا توزيع القليل على قواعدهم على شكل صدقات وتبرعات ومعونات للمحتاجين في الخفاء، وصيد وظائف هنا او هناك وتقديم الخدمات والتعيينات في شركاتهم؛ لتخفيف ضغوط الجماهير عليهم،

وسط صخب الشعارات والبرامج والكلام حول برامج الاصلاح، والاهتمام بالشباب والتعليم والتأمين الطبي، والحد من البطالة، ومحاربة الرشوة والفساد، وتحسين معيشة المواطنين، ودعم الاقتصاد الوطني، وتحسين الخدمات العامة وغيرها التى كان يقابلها المواطن البسيط بسخرية؛ لأنه يعرف ان كل ذلك "كلام في كلام"، يحلق على اجنحة خيال صعب التحقيق، وان الباقي لبعض لنواب تحت القبة إلقاء الخطابات الرنانة على الميكرفونات، والظهور على شاشات التلفزيون، ونقل كلمات على بعض الصحف وكفى الله المومنين شر القتال