جفرا نيوز - يشارك الأردن العالم الأحد، الاحتفال بيوم الاغذية العالمي ، الذي يأتي تحت شعار "لا تتركوا أي أحد خلف الركب"، في عام يشهد فيه العالم تحديات عدّة بما فيها استمرار جائحة كورونا والصراعات وتغير المناخ وارتفاع الأسعار والتوترات الدولية، والتي تؤثر كلّها في الأمن الغذائي العالمي.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، إنه "رغم التقدّم الذي أحرز نحو بناء عالم أفضل، تُرك عدد كبير جدًا من السكان خلف الركب. وهؤلاء أشخاص يعجزون اليوم عن الاستفادة من التنمية البشرية والابتكار والنموّ الاقتصادي"، موضحة أن القضاء على الجوع لا يقتصر على الإمدادات. إذ يجري اليوم إنتاج ما يكفي من الأغذية لإطعام جميع سكان كوكب الأرض.
المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، قال السبت: "نواجه أزمة غذاء عالمية غير مسبوقة وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية تكرر وصول معدلات الجوع إلى ذروات جديدة"، مضيفا أنه "يمكن للأمور أن تزداد سوءاً ما لم يكن هناك جهد واسع النطاق ومنسق لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الأزمة".
وأضاف "لا يمكننا أن نشهد عاماً آخر من وصول الجوع لمستويات قياسية بعدما خلفت أزمة الغذاء العالمية مجموعة من التحديات الناجمة عن الصدمات المناخية والنزاعات والضغوط الاقتصادية ما أدى إلى ارتفاع عدد الجياع في جميع أنحاء العالم من 282 إلى 345 مليون شخص في الأشهر الأولى فقط من عام 2022، وقد وسع برنامج الأغذية العالمي من نطاق أهداف المساعدات الغذائية لتصل إلى رقم قياسي بلغ 153 مليون شخص في هذا العام".
و حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن العالم يواجه خطر خوض عام آخر من وصول الجوع لمستويات قياسية مع استمرار أزمة الغذاء العالمية في دفع المزيد من الناس إلى مستويات متدهورة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، داعيا العالم إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الأزمة.
ويأتي إحياء اليوم العالمي في وقت يعجز فيه ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء العالم عن تحمل كلفة نمط غذائي صحي، ما يعرّضهم بشدة لخطر المعاناة من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.
وبحسب الأمم المتحدة، تكمن المشكلة في إمكانية الوصول إلى الأسواق وتوافر الأغذية اللذين تعيقهما بشكل متزايد تحديات متعددة، تشمل جائحة كورونا والصراعات وتغير المناخ، وانعدام المساواة، وارتفاع الأسعار، والتوترات الدولية، فيما يعاني الأشخاص في جميع أنحاء العالم من التداعيات المتتالية لهذه التحديات التي لا تعرف حدودًا.
وعلى نطاق العالم، يعيش أكثر من 80% ممن يعانون الفقر المدقع في المناطق الريفية ويعتمد الكثيرون منهم على الزراعة والموارد الطبيعية، وهم عادة الأشدّ تضررًا من الكوارث الطبيعية وتلك الناجمة عن أنشطة الإنسان، وغالبًا ما يتعرّضون للتهميش بسبب نوع جنسهم أو أصلهم الإثني أو حالتهم الاجتماعية. وهم يناضلون للحصول على التدريب والتمويل والابتكار والتكنولوجيات، وفق الأمم المتحدة.
ويقول البنك الدولي في دراسة جديدة له إنه من غير المحتمل أن يحقق العالم هدف القضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2030 بدون تحقيق معدلات نمو اقتصادي تتحدَّى التاريخ خلال ما تبقَّى من هذا العقد. وتخلص الدراسة إلى أن جائحة كورونا وجَّهت أكبر لطمة لجهود العالم للحد من الفقر منذ عام 1990 وأن الحرب في أوكرانيا تُنذِر بأن الأوضاع ستزداد سوءا.
وتشير تقديرات الدراسة إلى أن الجائحة دفعت نحو 70 مليون شخص للسقوط في براثن الفقر المدقع في عام 2020، وهي أكبر زيادة في عام واحد منذ أن بدأ رصد أوضاع الفقر في العالم في 1990. ونتيجةً لذلك، يُقدَّر أن 719 مليون شخص كانوا يعيشون على أقل من 2.15 دولار للفرد يوميا بنهاية عام 2020.
تحسن عالمي لترتيب الأردن
محليا، يستورد الأردن غذاء تبلغ قيمته نحو 4 مليارات دولار سنويا، جزء منه موادّ أولية للصناعة، والآخر جاهز للاستهلاك، وفق غرفة تجارة الأردن.
وفي 29 آب/أغسطس الماضي، أطلق الأردن الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2021 - 2030 وخطتها التنفيذية للأعوام 2022 – 2024، وهي أول استراتيجية تُعدّ للأمن الغذائي في المملكة بحسب ما ذكرت وزارة الزراعة.
وتأتي الاستراتيجية تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني بأن يكون الأردن مركزا إقليميا للأمن الغذائي.
وفي تقرير المعرفة قوة بعنوان "مؤشر الأمن الغذائي العالمي لعام 2021: نتائج مشجّعة للأردن" الذي أصدره منتدى الاستراتيجيات الأردني، فإن الأردن أظهرتحسنا ملموسا مقارنة بالترتيب العالمي الذي حصل عليه في العام 2020، متقدماً بـ 13 مرتبة؛ أي من المرتبة 62 عالمياً في العام 2020 إلى المرتبة 49 عالمياً في العام 2021. وقد جاء الأردن بالمرتبة السابعة عربياً، وحصل على المرتبة الـ 49 عالميًا وبدرجة (64.6%).
وفيما يخص أداء الأردن ضمن المحاور الأربعة الرئيسية لمؤشر الأمن الغذائي 2021؛ بينت الورقة بأن أداء الأردن كان جيداً ضمن محور " القدرة على تحمل تكاليف الغذاء" حيث حقق الأردن المرتبة 42 عالمياً والثالث عربياً ضمن هذا المحور. كما حقق الأردن أداءً مميزاً ضمن محور "الموارد الطبيعية ومواجهة المخاطر" حيث تصدر الأردن كافة الدول العربية وجاء في المرتبة 36 عالمياً.
أما فيما يتعلق بمحوري "جودة الغذاء وسلامته" و"القدرة على توفير الغذاء "؛ أشارت الورقة إلى أن الأردن أظهر أداءً ضعيفاً نسبياً من حيث الترتيب؛ حيث جاء الأردن بالمرتبة 64 عالمياً وحصل على المرتبة الـ 9 بين الدول العربية في محور "جودة الغذاء وسلامته”؛ وفيما يتعلق بمحور "القدرة على توفير الغذاء" جاء الأردن بالمرتبة 64 عالمياً والمرتبة 9 عربياً.
مرصد للأمن الغذائي
وأكد جلالة الملك عبد الله الثاني، في عدة لقاءات أنّ "موقع الأردن الاستراتيجي يؤهله للعمل كمركز إقليمي للغذاء".
وقال جلالته خلال مشاركته في حوار "بورلوغ" الدولي، الذي تنظمه مؤسسة جائزة الغذاء العالمية لعام 2020، إن "التعاون أساس العمل الإقليمي والعالمي، ولطالما وقف الأردنيون إلى جانب الشعوب في المنطقة وقدموا الدعم لهم؛ إذ إن موقعنا الاستراتيجي، في نقطة تلاقي إفريقيا وآسيا وأوروبا، يمكّن الأردن من تسهيل وتنسيق العمل الدولي، بالإضافة إلى إمكانية عمله كمركز إقليمي للغذاء، مما يسرّع ويعزز الاستجابة العالمية للأزمات الغذائية والكوارث".
واتفق وزراء زراعة الأردن وسوريا ولبنان والعراق، على دعم مبادرة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في استضافة الأردن المرصد الإقليمي للأمن الغذائي، ليكون له دور في رسم السياسات، وتقديم الحلول الناجعة والعاجلة لقضايا الأمن الغذائي المختلفة.
وأوصوا بإجراء دراسة من برنامج الأغذية العالمي حول إمكانية إنشاء مركز إقليمي للأمن الغذائي ومركز إقليمي للمساعدات الغذائية الطارئة في الأردن وبما يعزز الخدمات ويرفع قدرة الاستجابة للأزمات في المنطقة.